حمد سالم المري: بعض الفزعات تدخل صاحبها السجن
من طبيعة الشعوب العربية، وبخاصة الخليجية، ومنها الشعب الكويتي المسارعة الى تقديم المساعدة (الفزعة) لكل من يطلبها، وذلك كونها تعتبر من الصفات النبيلة التي جبلت عليها الشعوب العربية، وأكد عليها ديننا الإسلامي الحنيف.
إلا أن بعض “الفزعات” قد تورد صاحبها للمشكلات، والمهالك، أو تدخله السجن، وذلك لأن هناك بعض النفوس المريضة، تستغل طيبة قلب البعض، وتطلب منه الفزعة في أمور ليس لديه علم بخفاياها.
ومن هذه الفزعات، أن يطلب شخص منك لا تعرفه، ويراك في مكان عام أن يشبك هاتفه على شبكة الـ”نت” لهاتفك، بحجة أن رصيده انقضى، وهو محتاج لمراسلات “واتساب” ضرورية، أو الدخول على صفحة موقع لاستكمال بعض الأمور الضرورية، فإن هذه الفزعة، قد تورطك، بتهمة الانتماء الى خلايا إرهابية، أو المشاركة في عملية احتيال، أو الدخول في مواقع مشبوهة، دون أن يكون لديك أي علم بهذه الأمور.
ولهذا يجب رفض هذا الطلب من شخص مجهول، والاعتذار منه، وإذا أردت “الفزعة” له، فإنك تعيد شحن هاتفه بمبلغ بسيط لتفعيل “النت” لديه، ويستخدم هاتفه الشخصي للدخول على رسائل الـ”وتساب”، أو المواقع التي يردها.
ومنها أيضا، أن يطلب منك شخص مجهول تجده في احدى شركات الصرافة والتحويلات المالية، أن تحول له مبلغاً مالياً إلى أحد معارفه، بعذر أن بطاقته المدنية منتهية الصلاحية، أو أن شركة الصرافة لا تقبل التحويل إلا من خلال خدمة الـ”كي نت” وهو يحمل المبلغ نقداً، لأن هذه “الفزعة” قد تورطك، بتهمة تمويل الإرهاب، أو غسل الأموال دون علمك.
ومن “الفزعات” التي تدخلك السجن، دون علمك، أن يطلب شخص لا تعرفه وانت جالس في صالة المطار، أن تمسك له حقيبته، أو كيساً، أو أي شيء حتى ولو قنينة ماء، بعذر اضطراره الدخول إلى الحمام، لأنك لا تعلم ما في هذه الحقيبة، أو الكيس، ولا تعلم هل هذا الشخص مراقب من أمن المطار، فقد يكون مهرب مخدرات، فتتهم معه بسبب “فزعتك” له.
ومن “الفزعات” التي توردك الى المشاكلات، أن يطلب منك صديق في العمل، أو تعرفت عليه في مكان معين ومعرفتك له سطحية، تسجيل سيارة باسمك، أو تكفله في البنك، أو في شركة أخذ منها بضاعة بالتقسيط، أو أخذ منها قرضا ماليا، لأنك لا تعرفه معرفة جيدة، فقد يتوقف عن السداد، فيتم رفع قضية عليه وعليك، والزامك بالسداد، أو السجن، أو يرتكب مخالفات مرورية جسيمة، ويرفض تسديدها بعذر عدم قدرته المالية، مما يؤدي إلى وقف جميع معاملاتك في وزارة الداخلية، حتى يتم السداد، أو تقوم وزارة الداخلية برفع قضية مرور عليك تلزمك بالسداد.
فـ”الفزعة” لا تكون إلا لشخص تعرفه معرفة جيدة، وتعلم أنه يستاهل أن تفزع له، وأنه يحمل هذا المعروف لك، ولا تكون لأشخاص مجهولين، أو ومعرفتك لهم معرفة سطحية، لأن بعض هذه الفزعات تدخل صاحبها السجن.