اسم في الأخبار

عبدالرحمن السميط … عطاء عابر للحدود

ليست الإنسانية تجربة آنية أو مهنة يحترفها البعض لأهداف موقتة بل هي تماه مع واقع مؤلم وتخل عن مباهج الحياة لتوفير أدنى متطلبات العيش الكريم لكل محتاج.

تلك الإنسانية بكل معانيها جسدها أيقونة العمل الخيري الكويتي الدكتور عبدالرحمن السميط الذي انتقل الى جوار ربه في 15 أغسطس 2013 تاركا وراءه جموعا من الإنسانيين وجيشا من الذين بكوه بحرقة ومازالوا يذكرون أعماله حتى اليوم.

غادر أيقونة العمل الخيري الكويتي الدكتور عبد الرحمن السميط الحياة منذ 11 عاما لكن أعماله وإنجازاته ستظل على مدار العقود المقبلة منارة للأجيال يستلهمون منها كيفية إسعاد الآخرين والحد من معاناتهم.

وعلى الرغم من رحيل الفقيد الذي كان يحمل هم الأمة الإسلامية ومجتمعاتها فإن مشروعاته التي بدأها في عام 1981 في القارة الأفريقية مازالت مستمرة تؤتي ثمارها من خلال جمعية “العون المباشر”.

ومثلت زيارته إلى جمهورية ملاوي عام 1981 نقطة تحول في مسيرته في العمل الخيري والإنساني إذ تألم لأوضاع البلد الأفريقي ومعاناة أبنائه فعاد إلى الكويت ليؤسس (لجنة مسلمي ملاوي) بالتعاون مع عدد من المعنيين بالعمل الخيري.

وتطور ذلك العمل المؤسسي فأنشأ (لجنة مسلمي أفريقيا) في الكويت ثم غير اسمها لتصبح (جمعية العون المباشر) التي تفرغ للعمل فيها تاركا مهنة الطب ليركز على إحداث تغيير في حياة الفقراء في دول القارة الأفريقية.

وأصبحت (جمعية العون المباشر) وهو على قيد الحياة أكبر منظمة إنسانية في أفريقيا حيث يدرس في منشآتها التعليمية أكثر من نصف مليون طالب، كما تمتلك أكثر من أربع جامعات وعددا كبيرا من وسائل الإعلام اضافة إلى بنائها آلاف المساجد والمراكز الصحية وحفر عشرات الآلاف من الآبار وإعداد وتدريب نحو 4000 داعية ومعلم وكفالة آلاف الأيتام.

وكان من أهم ستراتيجيات الجمعية تنمية الموارد البشرية في عدة مجالات إذ استطاعت عبر مشروعاتها المتنوعة في الصحة والتعليم والزراعة والبنى التحتية والأعمال اليدوية تغيير حياة أكثر من 20 مليون إنسان.

تكريم أميري

تقديرا من الكويت لجهود السميط الانسانية، وتكريما لعطائه أعلن أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد في نوفمبر 2013 تخصيص جائزة سنوية تحمل اسم (جائزة السميط للتنمية الأفريقية) قيمتها مليون دولار.

السميط… المولد والنشأة

ولد السميط عام 1947 في الكويت وتخرج من كلية الطب ببغداد عام 1972 ثم حصل على الدبلوم في أمراض المناطق الحارة من جامعة (ليفربول) عام 1974 ليتخصص بعدها في الأمراض الباطنية وأمراض الجهاز الهضمي من جامعة (ماكغيل) الكندية عام 1978.

وبعد حصوله على تلك الشهادات الطبية وغيرها عمل في مستشفى (مونتريال) بكندا ثم في مستشفى (كينجز كوليدج) بلندن وانتهى به المطاف بين عامي 1980 و1983 طبيبا متخصصا في أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى الصباح.

أوسمة خليجية وعربية

حصل السميط على الكثير من الجوائز والأوسمة منها وسام رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي عن العمل الخيري عام 1986 وجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام عام 1996 ووسام النيلين من الدرجة الأولى من السودان عام 1999 وجائزة العمل الخيرى من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي للعمل الخيرى والإنساني.

*السياسه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى