رأي في الحدث

حسن علي كرم : كأس الخليج وعودة الأزمات

في سبعينات القرن الماضي حدثت أزمة حدود بين السعودية والعراق، حيث تجاوزت القوات العراقية الى الحدود السعودية وهدمت المركز الحدودي السعودي، الا ان في المقابل اقتحمت القوات السعودية وهدمت او نسفت المركز الحدودي العراقي وتمركزت القوات السعودية على الحدود، هناك اعترف صدام حسين ان الدخول في الجهنم ليس كالخروج منها، فاعترف بالحدود السعودية التي تمركزت القوات السعودية حينها.

فصدام لم يفهم الجيرة ولا لغة الديبلوماسية، فاقتحمت قواته الحدود السعودية فسارعت القواعدالسعودية الى اقتحام الحدود العراقية ونسف مركزهم الحدودي.

في اثناء ازمة الحدود تقدم العراقيون للدخول في مسابقات كأس الخليج لكرة القدم على اعتبار العراق يطل على الخليج، لكن السعودية رفضت وبشدة باعتبار العراق ليس دولة خليجية، لكن بعد ذلك وبعد اعتراف العراق بالحدود السعودية تخلت السعودية في المقابل عن عدم مشاركة العراقيين في “كأس الخليج”.

انا منذ اليوم الاول كنت ارى ان تغلغل العراق في الخليج بداية لازمات لا تنتهي، ففي مارس 1973 اقتحمت القوات العراقية مركز الصامتة الكويتي الحدودي، ولم يبرحوا عنه الا بعد الغزو المشؤوم وبعد مجلس الامن الدولي ترسيم الحدود، لكن الكويت لم تتخذ اي اجراء مضاد ضد العراقيين رغم احتلال قواتهم للحدود الكويتية، العروبيون في تلك الحقبة كانوا يهيمنون على الشارع العربي، خصوصاً في الكويت من قوميين ويساريين وكانوا الصوت الاعلى والاقوى، وسيطرتهم على الصحافة والاعلام عموماً، ولم تتح فرصة لغيرهم من الفكر المعارض ان يعبروا عن مواقفهم، فكل معارض لهم هو شعوبي او فارسي، او عميل للغرب، ونحمد الله انكشفت الحقائق بعد صدمة الغزو العراقي للكويت، فما كانت الشعارات الا كذبة جيفة من بقايا الجيف من بقايا الفاسدة.

على كل دخول العراق كأس الخليج كان بداية شؤم وازمات، ولعل من اسباب دخول العراق للكأس هو سيطرة الكويت على الكرة الخليجية، فالكويت بقيت تستحوذ على الكأس في كل دورة جديدة، لكن دخول العراق الفريق القوي جعل الصراع على الكأس اكثر سخونة وجاذبية.

العراقيون توقفواعن “كأس الخليج” بعد جريمة الغزو، وعودتهم المبكرة كانت خطأ، ولعل الكويت ستدفع بعد حين ثمن عودة العراق، فحاليا هناك ازمة متجدد، ودخول المشجعين العراقيين، فيما الكويت حددت الارقام والعراقيون يرفضون، والازمة لا تزال في اولها، فالنار من مستصغر الشرر.

العراق لا يزال يرتدي جلباب صدام، بل الوضع السياسي والامني هناك أسوأ، فهناك ميليشيات تابعة للاحزاب، وكل هؤلاء وجودهم ليس من اجل امن العراق، لكن للامن الخارجي، فهل مع دخول الجماهير العراقية بلا عدد تستطيع الكويت السيطرة على الامن، وهل تأمن عدم الاحتكاك مع الجماهير الرياضية الكويتية، او جماهير خليجية، وهل يأتون من دون شعارات سياسية او دينية، وهل… وهل عشرات من الهل، بل مئات الان تقف على افواهنا؟

تنظيم “الكأس” في الكويت مغامرة وخطأ يتحمل من اقترح اقامتها في الكويت، اقول لا يزال النار تحت الرماد ولا يزال العراق لم يتخلص من اثار البعثيين، ومن اعوان صدام، فهو حار ويبقى حاراً، ولا نحن او هم نستطيع ان ننقل او نحمل وطننا الى بقعة أمنة يسودها الاستقرار والجيرة الآمنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى