رأي في الحدث

حسن علي كرم : مكافحة الذباب الإلكتروني آخر نكتة خليجية

اتفقت الصحف الكويتية وللمرة الاولى على نشر عنوان رئيسي واحد “جبهة خليجية لمكافحة الذباب الالكتروني”، ومن يقرأ هذا العنوان، يعتقد ان الحكومات الخليجية الست التي يضمها “مجلس التعاون” سوف تحرك كل قدراتها القتالية او الحربية سيان، وتنزل الى الميدان لمكافحة ما يسمى “الذباب الالكتروني”، وهو من المصطلحات الحديثة التي أُدخلت على لغتنا الجميلة، وهو مأخوذ من الذباب الذي يتكوم على اكوام الزبالة، واما ما يريبنا ان يصدق البعض ان الحرب سوف تكون من الحروب المقدسة والعالمية.

مسخرة ما بعدها مسخرة، من ابتدع الفكرة، هو اما “فاضي شغل” او يبحث لنفسه عن حيز من الحضور والوجود مع الحاضرين على كل مائدة، طالما اشتم رائحة الدسومة وفرفشة “القريشات” لا بأس هنا قريشات حرام او حلال او جراء جهد وعرق يتصبب من جبهته، ففي النهاية هو عمل وعليه يستحق الاجر.

الذباب الالكتروني يا سادة اسم على غير مسمى، فالقذارة وتوسيخ الابدان والملابس ليس الا من طرف نحن نعلم جيداً ان مصدره ليس من اطراف بعيدة او معادية، “فكلنا عيال قرية وكل يعرف خيه”.

الذباب الالكتروني، مصدره قذارة بيئاتنا، و افواه نتنة ونفوس عفنة، فلماذا نتوارى عن كشف الحقيقة، ولماذا لا نقول ان الذباب الالكتروني من صنع ايدينا؟

الكويت تحملت قذارات، واساءات، وذبابات لم تكن من بيئات بعيدة وقذرة، لكن بيئات نحن نعرف مصدرها وعناوينها وارقام غرفها، ونعرف ان هناك دولا شرعت بث الاكاذيب.

كم تحاملت الكويت على نفسها في البضع سنوات الاخيرة من السموم القاتلة ليس من اسرائيل، ولا ايران او كوريا الشمالية ولا من دول الجن الاحمر او الاصفر، ولا من عفاريت، لكن من اخوة فتحوا ابواقهم وعلى الهواء مباشرة، وهات يا حملة ظالمة على الكويت.

قلنا اتركوهم ففي النهاية سيتعبون ويجدون انفسهم، وقد افلسوا،

ليس هناك ذباب، لكن هناك نفوس مريضة من عرب اعراب واطراف لا ترى الا الابتزاز و”ادونا علشان نصك افواهنا”، امس وليس من زمن بعيد كانت حملة ظالمة وجاهلة وفارغة على الكويت، بقضايا وهمية مفبركة لا اساس لها ولا مصداقية.

اخيراً، حملة على الذباب الالكتروني عنوان جاذب، لكنه ليس صحيحاً وفروا على انفسكم الوقت والجهد وياليت كل واحد يسكر فمه، ويكافح قتل الدباب في بيته، وهذا افضل الواجبات لهم ولجيرانهم!

*السياسه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى