محمد يوسف : يبيعون الأوطان وأهلها
الإخواني لا ينتمي إلى وطن، هو وبإرادته نزع حب الأرض والانتماء إليها، ومن لا يحب وطنه لن يحب أهله، وحماس حركة إخوانية، تتبنى عقيدة حسن البنا وسيد قطب، الولاء عندها للتنظيم وقيادته، والانتماء ينحصر ما بين المنفعة والمصلحة والاسترزاق، والوفاء فقط للذين ينتمون لهذه الطائفة، طائفة الإخوان ولا أحد غير الإخوان.
ومن يبحث عن إجابة أو تبرير لما يحدث في فلسطين اليوم عليه أن يعود إلى جذور من يتلاعبون بالأرض والناس، وينظر إلى الوضع في السودان وليبيا واليمن وسوريا، هناك تلاعبوا بأوطانهم، وشقوا صفوف شعوبهم، وقسموا أرضهم، وقبلوا بجزء يحكمونه وينفذون أجنداتهم مقابل وحدة التراب الوطني، وعندما يطرح خالد مشعل الذي مازال يرأس المكتب السياسي لحماس في الخارج، ويمسك بخيوط اللعبة في علاقات حركته مع المحركين والممولين والمحرضين، بعيداً عن الداخل والسنوار والمعذبين في الأرض المدمرة، ويدعو خلاياه الإخوانية في الضفة الغربية إلى تنفيذ عمليات انتحارية لإثارة العدو، يقدم الضفة وأهلها هدية لجيش عرف بالقسوة إلى حد ارتكاب جرائم إبادة جماعية لا يحاسب عليها دولياً.
حماس هي التي عطلت مشروع الدولة الفلسطينية، وجعلته نسياً منسياً، وحلماً يراود البعض أحياناً، ولكنهم يرونه بعيد المنال، بعد أن فصل أعداء الوطنية غزة عن الضفة، وتاجروا بأرواح سكان القطاع من أجل تمرير الصفقات المالية، ومهما قالوا أو قلنا عن ضعف السلطة الفلسطينية وفسادها، تبقى تلك السلطة جامعة للفلسطينيين، وموحدة لكلمتهم، ومعبرة عن مصالحهم ورغباتهم، ومدافعة عن حقوقهم، ولكنهم كسروها عمداً وليس جهلاً، وكانوا لعقدين من الزمان عوناً للاحتلال الذي تمادى في طغيانه، وبعد كل ما فعلوه ويفعلونه نراهم اليوم يقحمون الضفة في مواجهة هي أضعف من أن تتحمل نتائجها، ويحاولون استدراج سكان الداخل إلى نفس المصير!
حماس إخوانية غير موثوق فيها، هي من يحمل وزر كل ما حصل لأهل غزة منذ 330 يوماً، والسلطة في الضفة مطالبة بشيء من الحمية والنخوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل تدمير الضفة!
*البيان