واشنطن تحبط مخططاً إيرانياً لاغتيال ترامب وتتهم “الحرس الثوري”
كشفت وزارة العدل الأميركية عن اتهامات جنائية في مؤامرة إيرانية جرى إحباطها لاغتيال الرئيس المنتخب دونالد ترامب قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت الأسبوع الماضي، حيث أفاد اتهام جنائي تم رفعه أمام محكمة فيدرالية في مانهاتن بأن مسؤولا لم يتم الكشف عن هويته في “الحرس الثوري” الإيراني أصدر تعليمات إلى عميل له في سبتمبر الماضي لوضع خطة لمراقبة ترامب واغتياله في نهاية المطاف، وجاء في الاتهام الجنائي أن المسؤول أبلغ العميل، الذي ذُكر أن اسمه فرهاد شاكري، بأنه إذا لم يتمكن من وضع خطة بحلول ذلك الوقت، فإن إيران ستوقف خطتها إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية لأن المسؤول اعتقد أن ترامب سيخسر وسيكون من الأسهل اغتياله حينها.وبحسب الاتهام الجنائي، فإن شاكري أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه لم يكن يعتزم تقديم خطة لاغتيال ترامب خلال الأيام السبعة التي طلبها المسؤول الإيراني، فيما تعكس المؤامرة، مع الاتهامات التي تم الكشف عنها بعد أيام قليلة من إلحاق ترامب الهزيمة بنائبة الرئيس الأميركي الديمقراطية كامالا هاريس، ما وصفه مسؤولون فيدراليون بالجهود المستمرة التي تبذلها إيران لاستهداف مسؤولين حكوميين أميركيين، ومنهم ترامب، على الأراضي الأميركية.من جانبه، أكد تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يعتزم ما إن يتسلم السلطة فعلياً في يناير المقبل، العودة إلى سياسة العقوبات القصوى التي فرضها خلال ولايته الأولى على إيران، ونقلت الصحيفة عن مطلعين على الأمر أن ترامب قد يزيد الضغوط خلال ولايته الثانية، لاسيما بعد الاتهامات لطهران بالضلوع في مخطط لاغتياله، حيث أوضح ميك مولروي، أحد كبار المسؤولين في “البنتاغون” لشؤون الشرق الأوسط خلال ولاية ترامب الأولى، أن ترامب قد ينتهج سياسة متشددة تجاه الإيرانيين، بينما أكدت مصادر مطلعة على خطط ترامب وعلى اتصال بمستشاريه الكبار أن فريقه الجديد سيتحرك بسرعة لمحاولة خنق بيع النفط الإيراني، وملاحقة الموانئ الأجنبية والتجار الذين يتعاملون مع طهران، ورأى روبرت ماكنالي، مسؤول الطاقة الأميركي السابق، أن إدارة الرئيس المنتخب قد تفرض حظرًا على الموانئ الصينية التي تتلقى النفط الإيراني، وقد تفرض عقوبات على المسؤولين العراقيين الذين يمولون الميليشيات المدعومة إيرانيا، موضحا أن التوقعات بتطبيق صارم لحظر النفط ستكون كافية لخفض نحو 500 ألف برميل يوميًا في مشتريات النفط الصينية.وبينما قال مسؤول سابق في البيت الأبيض “أعتقد أنك سترى العقوبات ثانية بل بوتيرة أعلى هذه المرة”، مضيفا أن الإدارة الجديدة ستحاول عزل إيران، معتبرا أن طهران في موقف ضعيف الآن، وبالتالي من المناسب استغلال هذا الضعف، أكد المبعوث الأميركي السابق لشؤون إيران في إدارة ترامب بريان هوك في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” أن الرئيس الأميركي ترامب تعهد عزل طهران ديبلوماسيًا وإضعافها اقتصاديًا حتى لا تتمكن من تمويل كل العنف الذي ارتكبته “حماس” و”حزب الله” والحوثيون في اليمن ووكلاء آخرون في العراق وسورية.في المقابل، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، واصفا الادعاء بدور إيراني في محاولة اغتيال مسؤولين أميركيين سابقين أو حاليين، لا أساس له من الصحة ومرفوض تماما، معتبرا تكرار الادعاء في الوقت الحالي مؤامرة مقززة من الأوساط الصهيونية والمناهضة لإيران لتعقيد القضايا بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرا إلى اتهامات مماثلة في الماضي رفضتها بلاده بشكل كامل وثبت كذبها، قائلا إن تكرار الادعاء في الوقت الحالي مؤامرة مقززة من الأوساط الصهيونية والمناهضة لإيران لتعقيد القضايا بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكدا أن طهران ستستخدم الوسائل المشروعة والقانونية على المستوى الداخلي والدولي كافة لتحقيق حقوق الشعب الإيراني.من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن عواقب اتساع رقعة الحرب في المنطقة لن تقتصر على الشرق الأوسط، مشددا على ضرورة إدراك العالم ذلك، قائلا في مؤتمر بطهران بحضور مسؤولين سياسيين وعسكريين إيرانيين وضیوف من مختلف دول العالم، إنه في مثل هذه الظروف تزداد مسؤولية المجاميع الدولية وعلى المنظمات الأممية أن تقوم بمهامها في حفظ السلام والأمن الدولي بشكل حيادي وعادل، متابعا أنه يجب أن يعلم العالم أنه إذا انتشرت الحرب، فإن انعدام الأمن وعدم الاستقرار يمكن أن يتمدد إلى مناطق أخرى، حتى إلى مناطق بعیدة، معتبرا أنه ينبغي أن يكون تحقيق وقف للنار في لبنان وإغاثة النازحين اللبنانين على رأس أولويات المجتمع الدولي.إلى ذلك، كان لافتا تحذير مستشار المرشد علي لاريجاني من أي رد “غير مدروس” على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت إيران الشهر الماضي، خاصة وأن التصريح جاء بعد ساعات قليلة من إعلان فوز ترامب بانتخابات الرئاسة، حيث قال لاريجاني للتلفزيون الرسمي إن إسرائيل تهدف لنقل النزاع إلى إيران.