حمد سالم المري: استقرار المجتمع من استقرار الدولة
من المعروف أن الشعب هو الركيزة الأساسية للدولة، ولكي تستقر الدولة يجب أن يستقر الشعب، ولكي يستقر الشعب يجب أن يحس بالأمان في كل المجالات، ليعيش في راحة بال، ويجد قوته بكل سهولة ويسر.ومن أنواع الأمان التي تحقق الاستقرار للشعب، عدم شعورهم بالخوف من الحاضر، وحمل هم المستقبل، وهذا يتأتى بعمل الحكومة على توفير المناخ الآمن لهم، من خلال ممارستها العادلة، وتطبيق القانون بحزم.بسبب عدم شعور الشعب بالأمن الاجتماعي، تنهار الدول وتسقط الأنظمة الحاكمة، مثلما شاهدنا في سورية، وقبلها السودان، وليبيا، وتونس، التي انفجرت شعوبها بسبب شعورهم باليأس من الممارسات الخاطئة لهذه الأنظمة، التي جعلتهم يعيشون سنوات طوال في عدم استقرار نفسي، واحساسهم بالإحباط من الحاضر، وتغلب الهم والغم عليهم خوفا من المستقبل.ولأهمية الاستقرار النفسي للفرد، الذي يعتبر الركيزة الأساسية للمجتمع، جاءت الشريعة الإسلامية، لتعزيز هذا الاستقرار من خلال دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم): “اللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلعة الدين وغلبة الرجال”. وقال ابن القيم (رحمه الله): “إذا كان من أمر ماض أحدث الحزن، وإذا كان من مستقبل أحدث الهم، وإن كان من أمر حاضر أحدث الغم”.فكيف إذا شعر بالحزن على الماضي، والإحباط من الحاضر، والخوف من المستقبل؟ حتما سيشعر بعدم الاستقرار الذي قد يؤدي إلى الانفجار ومن ثم يحدث الهرج والمرج.دول الخليج العربية ولله الحمد تعيش في استقرار اجتماعي، وأمن وأمان، ولهذا نراها تتسابق في تطوير بلدانها، بعدما عززت روح المواطنة والولاء في نفوس شعوبها، التي يتفاخرون بولائهم لدولهم ولحكامهم، فجعلهم محسودين من قبل الكثير من شعوب العالم، على مالا يعيشون فيه من رغد العيش.الهوية الوطنية، ليست مجرد أوراق رسمية تثبت أن حاملها مواطن، بل هي انتماء وولاء للوطن، دون تمييز بين أحد مهما كان اسمه، أو منصبه، ولهذا شرعت دول الخليج العربية قوانين تمنع العبث بالهوية الوطنية، أو لمز أو همز أحد المواطنين بسبب لونه، أو نسبه، لأن المواطنين سواسية أمام القانون، كما جعلت الهوية الوطنية محصنة، لا يجوز لأي شخص مهما كان العبث بها، حتى يشعر المواطن بالأمن والأمان، وأنه إذا أخطأ يحاسب وفق القانون، وليس وفق إشعاره بالخوف من نزع هويته الوطنية منه.