حمد سالم المري:”حماس” و”الإخوان” والانتصار المزعوم
فرحت كما فرح كل مسلم بوقف إطلاق النار في غزة، وما سيحققه من حقن لدماء ما تبقى من الشعب الملكوم، بعدما عانى من قتل وتدمير طوال ثلاثة عشر شهرا.
حماقة “حماس” وتهورها، وارتمائها في إحضان إيران، التي دفعتها للقيام بهذا الطوفان المزعوم، ومن ثم تخلت عنها ليواجه الشعب الفلسطيني وحده النتائج المدمرة، فقتل نحو 45581، غالبيتهم، نساء وأطفال، واصيب 108438 فلسطينيا، الكثير منهم أصبح معاقا جسديا، وتدمرت غزة، ولازال الكثير من شعبها مهجرا دون مأوى.
رغم الخسائر الضخمة التي عانت منها غزة بسبب حرب ليس للشعب الفلسطيني يد في إشعالها، ونزوح مليون وتسعمئة ألف لاجئ، وتضرر أكثر من 120 ألف مبنى، وتدمير أكثر من 250 ألف وحدة سكنية، وتضرر أكثر من 90 في المئة من الطرق الرئيسية، وأكثر من 84 في المئة من المرافق الصحية، و67 في المئة من مرافق المياه، والصرف الصحي، وتضرر 510 كيلومترات من شبكة الكهرباء، ومقتل قادة “حماس” كإسماعيل هنية، ويحيى السنوار، مقابل مقتل 1189 من العسكريين والمستوطنين الإسرائيليين، ونزوح 5300 أخرين من المناطق الجنوبية.
إلا أن “حماس” لا تزال حمقاء بإعلانها الانتصار، رغم أن الطفل الصغير يعلم أنها خسرت هذه الحرب التي سببتها بحماقتها وتهورها، وجنت على شعب غزة الأعزل.
لا أعلم هل قيادة “حماس” تتبع نصيحة جوزيف غلوبز النازي البوق الإعلامي لهتلر صاحب المقولة الشهيرة “أكذب أكذب حتى يصدقك الناس”، أم أنهم فعلا مغفلين ومصدقين أنفسهم أنهم انتصروا، ولهذا نجد “الإخوان المفلسين” يصدقونهم، ويدافعون عنهم، ويروجون لنصرهم المزعوم.
على أي انتصار يتحدثون، هل وقف إطلاق النار ورجوع الأمور كما كانت قبل الحماقة التي اسموها “طوفان الأقصى” في 7 من أكتوبر 2023، هو الانتصار في نظرهم؟
فإن كان كذلك، فلماذا إذا تهوروا وادخلوا غزة في حرب مدمرة أتت على الأخضر واليابس في غزة، ماذا استفادت “حماس”؟ ماذا استفاد سكان غزة، هل القتل والتشريد والتدمير الذي لحق بغزة وسكانها في نظر “حماس” انتصار، أم صمود حزبها ونضاله في فنادق الدوحة وتركيا، وبقائهم في إطار المشهد السياسي الفلسطيني، هو الانتصار الذي يتحدثون عنه؟
هل حاجة غزة لأكثر من مليار ومئتين مليون دولار لإزالة 42 مليون طن من ركام المباني والطرق المدمرة يعتبر انتصاراً في نظر “الإخوان المفلسين”، أم أنهم سيوظفون هذه الكاثرة التي سببوها لسكان غزة لتحصيل أموال التبرعات من المسلمين في جميع دول العالم تحت ذريعة إعادة إعمار غزة؟
أخيرا هل ستتعظ “حماس” مما حدث لقادتها ولقطاع غزة، أم أنها ستستمر في حماقتها المعهودة؟
من الواضح أنها ستستمر في حماقتها بعدما شكر قادتها في أول خطاب سياسي لهم بمناسبة توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، كلا من إيران، و”حزب الله”، وجماعة “أنصار الله” الحوثي، التي لم تقدم للشعب الفلسطيني سوى الشعارات، متجاهلة دور العديد من الدول العربية وشعوبها، السياسي والإغاثي، ومنها دولتنا الحبيبة الكويت التي تاجر “الإخوان المفلسين” فيها أحداث غزة فنظموا الوقفات الاحتجاجية، وجمع التبرعات الإغاثية، وصهينوا كل من ينتقد “حماس”، وكأن أعضاؤها أنبياء معصومون.