رأي في الحدث

أحمد الدواس : لا تصدقوا ما يقوله ترامب عن غزة

قبل أيام، وفي مؤتمر صحافي قال الرئيس الأميركي ترامب، باختصار: “يخرج أهل غزة من بلدهم الى خارجه، كالاردن ومصر، والمغرب، والصومال، وسنتولى المسؤولية عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة، والأسلحة الموجودة فيها، وسنسوي الموقع بالأرض، ونتخلص من المباني المدمرة، وسنخلق تنمية اقتصادية توفر الوظائف والاسكان لأهالي المنطقة”.

اضاف: “سنبني المشروعات السياحية ليصبح ساحل غزة كالرفييرا الفرنسية، منتجعات سياحية “، (انتهى كلامه)، يعني اتباع سياسة تطهير عرقي.

قلنا في مقالة سابقة ان ترامب يطبق فكرة “الرئيس المجنون”، وهي نظرية مفادها انه من خلال التصرف بطريقة متقلبة للغاية يمكن لرئيس الدولة تخويف المعارضين ودفعهم الى التنازل لتحقيق مكاسب، وقد مارسها رؤساء دول في عقود مضت.

هذا تكتيك تفاوضي، أي حيلة، يهدف منه الى فرض التنازلات من “حماس”، ومن الزعماء العرب.

أي بعد اقتراح ترامب قد توافق “حماس” على التنازل الكامل عن السلطة، كأن لسان حالها يقول: “كفى لن أبقى في غزة، فلاتطردوا السكان من أرضهم”، وهو كما قلنا تخويف المعارضين، ودفعهم الى التنازل.

لكن السعودية اتخذت موقفا متشددا، فقبل سنوات مضت كانت تتجه الى اتفاق تطبيع مع اسرائيل بشرط إقامة دولة فلسطينية، لكنها بعد اقتراح ترامب، أعلنت فورا أنها لن تقيم علاقات رسمية مع اسرائيل، إلا بعد الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، كذلك رفضت مصر والأردن، وباقي الدول العربية، مقترح ترامب.

قال الكاتب ستيفن كوك في مجلة “فورن بوليسي” : “خطة ترامب جنون مطبق، فالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية من شأنه أن يؤدي الى ارتكاب جرائم حرب اميركية، وفوضى اقليمية مطلقة، إن الاقتراح ليس مجرد إفلاس أخلاقي، بل جنون محض”.

أضاف: “إذا كان يريد نقل السكان الفلسطينيين فسوف يصدر أوامر للجيش، وهو أمر يرفض الضباط الاميركيون الامتثال له، على أساس أنه غير قانوني، وجريمة ضد الإنسانية، إن هذا سيقوض عملية السلام في المنطقة، وإعادة تمكين إيران في لحظة أصبحت فيها ضعيفة، ويورط اميركا في صراع اقليمي”.

وقال الكاتب سيمون سيدال في مقالة مع صحيفة “غارديان” البريطانية: “إنه مجرد جبان آخر، يُنكر الحاجة الى دولة فلسطينية”، وقال هاريسون كاس في مجلة “ناشنال انترست”: “لا تصدقوا ما يقوله ترامب عن غزة”، وفي مجلة “فورن بوليسي” قالت الكاتبة ألكسندرا شارب: “الاقتراح يثير صدمة وإدانة عالمية”، ولم يحظ اقتراحه بدعم في العواصم الأوروبية.

من رأينا ان الاقتراح ممتاز، لو تم تنفيذه بوجود أهل غزة، لا بطردهم من أرضهم.

بعض الدول العربية ستحاول اقناع الرئيس ترامب بقبول خطة بديلة لتعافي غزة تتضمن مساعدات يقدمها العرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى