صلاح سلام : الرياض عاصمة السلام العالمي

بعد الحرب العالمية الثانية وتكريس الحياد السويسري دولياً، إعتاد العالم، والعرب معهم، أن تكون العاصمة السويسرية مدينة الإجتماعات الدولية بين الأقطاب المتخاصمين عقائديا، كما كان يحصل بين معسكري الغرب والشرق إبان الحرب الباردة حتى أواخر القرن الماضي، أو بين المتصارعين على مواقع الثروات والنفوذ في العالم، كما كان يحصل في المؤتمرات الإقتصادية بين الدول الأوروبية والنمور الآسيوية. هذا المشهد الذي ساد عقوداً من الزمن، بدأ يتغير في السنوات الأخيرة،

حيث تحولت العاصمة السعودية إلى مدينة المؤتمرات العالمية والإقليمية، السياسية والإقتصادية والمالية، فضلاً عن إستضافة منتديات التكنولوجيا والمعلوماتية والذكاء الإصطناعي. ليس حدثاً عابراً اللقاء الثنائي الرفيع المستوى بين ما كان يُطلق عليه حتى الأمس القريب:«القطبين الأكبر في العالم». حيث نجحت الديبلوماسية السعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مساعي التقريب بين واشنطن وموسكو، وتحرير أحد المعتقلين الأميركيين في روسيا، وترتيب لقاء بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي، بحضور مستشار الأمن القومي الأميركي وكبير مستشاري الرئيس الروسي، وصفه الجانبان بأنه كان على جانب كبير من الأهمية والنجاح، لأنه تم الإتفاق على إعادة العلاقات الديبلوماسية بين القطبين، وإتخاذ خطوات إيجابية لتحسين فرص وقف الحرب في أوكرانيا، إلى جانب التركيز على جدول أعمال لقاء القمة المنتظر بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في السعودية أيضاً نهاية الشهر الحالي، لبحث القضايا المشتركة، وطوي صفحة الخلافات الحادة بين البلدين التي سادت في فترة الإدارة الديموقراطية في البيت الأبيض. وأعلن الرئيس الأميركي أنه أختار السعودية للقاء الرئيس الروسي لأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على علاقة جيدة مع الطرفين. وهذه شهادة من رئيس الدولة الأعظم في العالم بنجاح السياسات التي يعتمدها ولي العهد السعودي في إطار رؤية ٢٠٣٠. مشاهد لقاءات القمم مستمرة في الرياض، منذ إنعقاد قمة مجموعة العشرين في تشرين الثاني عام ٢٠٢٠، و«قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية»، وبعدها «القمة العربية الصينية للتعاون والتنمية»، ثم القمة العربية الأفريقية، والقمة العربية الآسيوية، وقمة دول التعاون الإسلامي، والقمة العربية الأوروبية، فضلاً عن القمم الدولية والإقليمية التي يقتصر حضورها على الدول المعنية، كما هو حال القمة الخماسية التي ستُعقد هذا الأسبوع، وتضم السعودية ومصر والإمارات والأردن وفلسطين للبحث في الرد على إقتراحات ترامب بشأن غزة. وإذا أضفنا ما أحرزته السعودية مؤخراً من فوز بتنظيم المونديال عام ٢٠٣٤، وإستضافة معرض أكسبو٢٠٣٠ ، ندرك أهمية الإنجازات التي حققتها القيادة السعودية في فترة زمنية قياسية، وعززت فيها مكانة المملكة على الخريطة الدولية، وجعلت من الرياض عاصمة السلام العالمي.
*اللواء