رأي في الحدث

حسن علي كرم : خور عبدالله مسألة منتهية ولا قوة تغير الواقع

وانا اتابع صور “الهوسات” التي تعود العراقيون، خصوصا اهل “الجنوب من ابناء العشائر على ادائها في المناسبات في عراق الخير والنفط والانهار والبحار وشعب ذكي، مع تربة زراعية طيبة كما وصفها شاعرهم العظيم امير القافية محمد مهدي الجواهري حين قال: “حييتُ سفحك عن بعد فحييني … يا دجلة الخير يا ام البساتين”.هذا العراق الذي يحمل ويتحمل شتى انواع المصائب التي مرت عليه منذ الاف السنين، ابتلي هذا بحكام جهلة ومجرمين وانانيين، واخر هؤلاء المجرم ابن العوجة صدام وابنائه عدي وقصي، واخوانه حسن المجيد وابراهيم ووطبان، وهناك اخرون من رحمة الله على العراق قطع دابرهم. العراق إلى هذا اليوم يدفع الشعب ثمن حكام لا يعتبرون للشعب قيمة او اعتبار، ففي الوقت الذي يعيش فيه افضل مرحلة حيث دستور حضاري، وبرلمان وحكومة دستورية، واقتصاد قوي، فيما لا يزال خمسة ملايين عراقي لاجئين، لعدم ثقتهم بحكوماتهم.في المقابل الكويت لم تكن للعراق الا شقيقاً تحمل اضعاف ما يحمل العراقيون من حاكم مستبد وطاغية مجرم جاهل في اصول الحكم والعلاقات الدولية، فغزا الكويت، وحدث ما حدث حماقته لم تقتصر على نفسه او اسرته.العراقيون والكويتيون دفعوا ثمن حماقة حاكم مستبد جاهل ومجرم مشرد طريد السجون، ورغم سقوط النظام الديكتاتوري البعثي إلا أن هناك من لا يزال يعيش على امل عودة هذا النظام، رغم جرائمه التي لا تغتفر لا من الارض ولا من السماء. لا يزال هناك بقايا البعثيين وايتام صدام على شاكلة عامر عبدالجبار ووائل عبداللطيف وغيرهما، من غلمان وصبيان “البعث” يحرضون الشارع العراقي ليس على الكويت، التي يرونها ورقة الرهان الذهبية التي ستوصلهم الى المقعد البرلماني، طبعاً لا لخدمة العراق والعراقيين، لكن لإشباع كروشهم بالمليارات من سرقة جيوب وافواه الفقراء والمحرومين.في اعتقادي لن يهدأ العراق، ولا جيرانه، ما دام هناك بعثي واحد يتنفس، فالمدعو وائل عبداللطيف، وهو قاض في عهد صدام، لا يزال يهرف من حيث لا يعرف، وهو يضرب في اطناب الجهل، ويقول ان الكويت كانت قرية صغيرة، وكانت حدود العراق تمتد إلى المطلاع، حيث كانت الجوازات تختم لدى نقطة حدود المطلاع.هل هذا مستوى علم قاض يحكم بمصائر الناس؟يا سيادة القاضي، ويا صاحب العدالة والقول الفصل، المطلاع ارض كويتية وجزء لا يتجزء من التراب الكويتي، لكن عندما يعتلي جاهل المنبر، فعلى الشعب السلام. قبل استقلال الكويت كان هناك منطقتان تفصلان بين الكويت و العراق وما بين الكويت والسعودية،هي على شكل مثلث تسمى المنطقة المحايدة التي تفصل الكويت عن العراق والسعودية، بعد الاستقلال اعيد رسم حدود الكويت بين السعودية 1964 والعراق 1963، فقسمت تلك المنطقة الحدودية المحايدة بين الكويت والعراق والسعودية، ولذلك عادت للكويت حدودها القانونية وهي الحالية. إن العراق مقبل على انتخابات برلمانية مقرر اجراؤها نوفمبر المقبل، وتبقى الكويت الورقة التي يراهن عليها بعض الجهلة والاميين والسفهاء للفوز بالمقعد البرلماني، وملء كروشهم بالدولارات وشراء القصور والسيارات الفارهة، والسياحة في اوروبا على حساب بسطاء العراق.رئيس العراق ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني تحركا اخيراً بمذكرتين الى المحكمة الدستورية وطعنا في قرارها القاضي في شأن خور عبدالله، إلا أن رئيس المحكمة قال في لقاء صحافي “ان الرفض ليس على تقسيم الخور بين الكويت والعراق، وانما على عدد المصوتين البرلمانيين، وكان يقتضي ان يكون ثلثي اعضاء المجلس.لكن يبقى السؤال: لماذا تأخر الطعن مع قرب الانتخابات البرلمانية في نوفمبر المقبل؟خور عبدالله بالنسبة إلى الكويت قضية منتهية بقرار دولي من اعلى سلطة في العالم،وما تشهده الساحات والشوارع في العراق من “هوسات” مجرد جعجعة بقيمة الدولارات التي وصلت الى جيوب الغلابة.ويكفي للكويت عزة و فخاراً رؤية زوار الكويت من شباب وشابات العراق حيث يتجولون في اسواق و”مولات” ومواقع سياحية، ويتعاملون مع اخوتهم الكويتيين اخوة واصدقاء، وبالقلب النظيف.كم هو جميل اذا حفظ المرء عقله، فلا يسرف في الجهالة والحماقة، فهؤلاء الشباب من البلدين يشكلون خميرة نقية، ونظيفة لجيل قادم من البلدين.إن شراء بعض الناس سهلاً، لكن يستحيل ان تشتري كل الناس، ويبقى الكويت والعراق اخوة رغم جعجعة السفهاء وبقايا البعثيين، وايتام صدام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى