مسؤول أممي سابق : الصين وروسيا تمنعان أي إجراءات ضد إثيوبيا
لا يعول المسؤول الأممي السابق، موكيش كابيلا، الذي يملك خبرة واسعة في العمل بالقارة السمراء، على مجلس الأمن في التوصل لحل لأزمة سد النهضة الإثيوبي، خلال اجتماعه المرتقب الخميس المقبل.
وكشف الرئيس الأسبق لبعثة الأمم المتحدة إلى السودان، والأستاذ الفخري في الصحة العالمية والشؤون الإنسانية فى جامعة مانشستر، عن السبب الحقيقي وراء عدم اتخاذ الأمم المتحدة موقفًا جادًا تجاه انتهاكات الحكومة الإثيوبية، سواء فيما يتعلق بالأزمات الداخلية في تيجراي أو الأزمة مع دول الجوار فيما يخص سد النهضة.
«تركيا الآن» التقى كابيلا وحاوره حول الأوضاع والانتهاكات في إقليم تيجراي، وتناقش معه حول موقف المجتمع الدولي مما يحدث هناك، وكذلك توقعاته لحل أزمة السد في ظل حالة الغليان الداخلية التي تهدد وحدة إثيوبيا.
إلى نص الحوار:
كيف يمكن تقييم ما جرى من انتهاكات في إقليم تيجراي الإثيوبي على المستوى الأممي؟
إن المجتمع الدولى قد طلب بالفعل إجراء تحقيقات مستقلة بقيادة الأمم المتحدة، ولكن لكي يكون لها مغزى، يجب أن يتم إجراؤها بموجب قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أو بإحالة إثيوبيا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ولم يحدث أي من هذين الأمرين حاليًا، لأن الصين وروسيا تمنعان أي إجراء من مجلس الأمن. ولذلك لا يُنظر إلى أي تحقيق مع إثيوبيا كتحقيق ذي مصداقية.
برأيك.. لماذا تأخر المجتمع الدولي في اتخاذ موقف من المجازر والإبادة الجماعية في تيجراي؟
التدخل الدولي لوقف الفظائع وحتى الإبادة الجماعية في تيجراي لا يمكن أن يحدث دون إذن من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؛ وذلك بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
إضافة إلى أن أصدقاء إثيوبيا في مجلس الأمن الدولي، خاصة الصين وروسيا اللتين تتمتعان بحق النقض، يمنعان المجلس من مجرد مناقشة الأمر في اجتماع رسمي.
ما توقعاتك لمصير الإقليم.. هل من الممكن أن ينفصل عن إثيوبيا الاتحادية؟
يجب أن يتمتع شعب تيجراي بالحق في تقرير المصير، وأن يقرروا بأنفسهم عن طريق الاستفتاء؛ ما إذا كانوا يرغبون في البقاء داخل الاتحاد الإثيوبي أو الانفصال عنه، وذلك لأن الدستور الإثيوبي يسمح بإجراء مثل هذا الاستفتاء.
وكيف ترى مستقبل الانتخابات في إثيوبيا دون مشاركة شعب التيجراي؟
هذه الانتخابات التي استبعدت تيجراي ومناطق أخرى، لها صلاحية محدودة في نظر الجمهور العام، سواء داخل البلاد أو على الصعيد الدولي.
وأعتقد أن تأثير الانتخابات في ظل تلك الظروف، سوف يخلق المزيد من الانقسامات الداخلية التي من شأنها إعاقة البحث عن الحلول المناسبة لتحقيق السلام للدولة بأكملها.
هل يمكن أن يحاسب الحاصلون على جائزة نوبل كمجرمي حرب؟
الحصول على جائزة نوبل، أو أي جوائز أخرى، لا يمنح أي حصانة لأي فرد ثبت أنه انتهك القوانين الدولية، مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
ولا أحد فوق القانون حتى رؤساء الدول أو الحكومات.
وما مدى تأثير الانقسامات الإثيوبية على مفاوضات سد النهضة مع مصر والسودان؟
الأحداث داخل إثيوبيا بما في ذلك حرب تيجراي والأزمات الأخرى، ستؤثر على مفاوضات السد بالتأكيد.
أولاً بسبب العبء الذى ستسببه الحرب الأهلية على الاقتصاد، وأيضًا بسبب عدم الاستقرار الداخلي.
لا ينبغي أن تؤخذ أي اتفاقية أبرمتها هذه الحكومة الإثيوبية دون تمحيص، ولكن يجب أن يتم النظر إليها بحذر من قبل السودان ومصر.
كيف نفهم محاولات إثيوبيا لفرض حصار مائي على دولتى مصب؟
لم أسمع أن إثيوبيا تفرض حصارًا للمياه على دول المصب، ولست متأكدًا إذا كان هذا ممكنًا تقنيًا. ومع ذلك، فإن الحكومة الإثيوبية الحالية عازمة على اتباع استراتيجية قومية مكثفة والسعي لتقاسم المياه وفقًا لإرداتها، وهو ما يتعارض مع المفاوضات مع الدول المتضررة.
هل بإمكان مجلس الأمن حل أزمة «سد النهضة» في جلسته المرتقبة؟
كما أوضحت، فإنه من غير الممكن حل مشكلة سد النهضة في جلسة مجلس الأمن، الخميس المقبل، هذا غير محتمل.
ما لم يكن هناك تهديد حقيقي ووشيك للسلم والأمن الدوليين، فإن هذه القضية ليست في النطاق والاختصاص المعتاد لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
*«تركيا الآن»