حالة هستيريا تصيب «إخوان ليبيا» بعد التناغم بين المجلس الرئاسي والجيش
تعيش جماعة الإخوان حالة هستيريا بعد اللقاء الذي جمع أول أمس الخميس، بين رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد يونس المنفي، والقائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، بمقر القيادة العامة في ضاحية الرجمة ببنغازي، واتفاقهما على توحيد الصفوف في مواجهة المخططات الأجنبية.
وقادت الجيوش الإلكترونية للجماعة الإرهابية، حملات صاخبة ضد الرئيس الجديد للسلطة التنفيذية في البلاد، وهو ما رأى فيه المراقبون فزعاً من مبدأ المصالحة، ومحاولة بائسة لعرقلة الحل السلمي ولمشروع إعادة توحيد المؤسسات الذي يتزعمه المنفي،
وواجه عدد من الشخصيات الليبية موقف الإخوان بكثير من الاستهجان والتشكيك في نواياهم، خصوصاً بعد فشل مرشحيهم في الوصول إلى الحكم من خلال الانتخابات التي انتظمت داخل لجنة الحوار السياسي بجنيف.
وقال حسن الصغير، وكيل وزارة الخارجية الأسبق بالحكومة الليبية، إن الهجوم على المنفي ولقائه بالمشير حفتر، يطرح تساؤلاً عن ازدواجية الإسلام السياسي، وهذا ليس بجديد.
وخاطب عضو مجلس الدولة أحمد لنقي، منتقدي المنفي بالقول: «اتركوا الرئيس الجديد يقوم بمهامه وفق ما تقتضيه مصلحة البلاد دون وصاية، لا مشكلة إطلاقاً من زيارته لبرقة أولاً، الزيارة إثبات أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، وخطوة تمهيدية للاستحقاقات القادمة لخروج الوطن من النفق المظلم، لا مكان للمزايدات والعنتريات والفتن».
وكان اللقاء بين المنفي وحفتر قد لقي ترحيباً سياسياً وشعبياً واسعاً، مقابل استنكار إخواني، قال مراقبون إنه يعبر عن حالة الصدمة لدى قوى الإسلام السياسي التي كانت تتطلع إلى سلطات جديدة تقاطع قيادة الجيش وترفض الاعتراف بدورها.Volume 0%
وأبرزت سلوى الدغيلي، عضو ملتقى الحوار، إن زيارة المنفي إلى بنغازي خطوة مهمة غايتها المصالحة الحقيقية والتعامل مع كل الفاعلين بحثاً عن الاستقرار حتى انتخابات ديسمبر، وهو ما يتطلب التنسيق مع القوات المسلحة.
فيما أكد عضو مجلس النواب جاب الله الشيباني، أن زيارة المنفي للرجمة وغيرها تقع في إطار المصالحة الوطنية، وتابع أن الرئيس الجديد للمجلس الرئاسي «ستكون له زيارات أخرى في الغرب والجنوب الليبي، ولا بد له أن يلتقي بجميع الفرقاء في المشهد الليبي»، مخاطباً منتقديه بالقول «عليكم التوقف عن الشجب والإدانة والسب والشتم».
كما اعتبر نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي سابقاً عبد الحفيظ غوقة، أن بنغازي محطة مهمة، وزيارة المنفي إليها لها عدة دلالات، وتأتي في إطار احتياج حكومة الوحدة الوطنية إلى الدعم لحل الإشكاليات وإنهاء الانقسام، وهذا دليل مبشّر.
وكان بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، قال إن اللقاء الذي جمع بين المنفي وحفتر أول أمس الخميس، تم خلاله طرح وجهات النظر بين الطرفين، وتأكيد القائد العام على دعم القوات المسلحة لعملية السلام وسعي الجيش للحفاظ على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطات.
كما أكد المشير حفتر، على دعم المجلس الرئاسي الجديد وحكومة الوحدة الوطنية التي أنتجها الحوار السياسي لتوحيد المؤسسات والوصول بالبلاد إلى الانتخابات المنتظرة في ديسمبر المقبل.