أحمد الصراف : ناصر والتقية وتغريدات الدم
شعرت بالأسى وبالكثير من الحيرة، وأنا أقرأ التغريدات التالية التي سبق أن نشرها أحد نشطاء «حراك الربيع العربي»، أو مسيرة وطن، التي كادت أن تودي بنظام الحكم، كما سبق أن ذكر المغفور له سمو الأمير الراحل:
- الدم طريق لا عودة فيه.. كرامة وطن (15ــ12ـــ2012)
- مستعد أموت، وغير مستعد لغيره.. مسيرة كرامة وطن. نفس التاريخ
- بعد تزايد «أعداد الكويتيين» وعدم قدرة القوات الخاصة على قمعهم، أنباء عن استدعاء الحرس الوطني. مسيرة كرامة وطن (21ـــ10ـــ2012).
- حكم الدكتور والشيخ الفقيه حاكم المطيري في المظاهرات ردّ على من حرمها!… مسيرة كرامة وطن. 28ـــ5ـــ2011
- من أنتم؟! نحن 150 ألف. كرامة وطن (12ـــ10ـــ12).
- في اليوم الأول فقط دفع الشعب الكويتي السلطة لأن تستدعي الجيش والشرطة والحرس الوطني.. مسيرة كرامة وطن 21ـــ10ــ2012
وغير ذلك من تغريدات مؤيدة لإرهابيين سبق أن شاركوا في حروب أهلية في دول عربية، واتهمتهم أميركا والأمم المتحدة بدعم منظمات إرهابية، هذا غير إدراج دول عربية عدة لهم في قوائم الإرهاب.
كاتب أو قائل هذه التغريدات تم اختياره قبل سنتين تقريباً عضواً في «المجلس الأعلى» للتخطيط. وتم تكليفه تالياً من قبل شخصية متنفذة بمهمة إعداد قانون أو إجراء دراسة لإنشاء «أكاديمية» تختص بتعليم أبناء أسرة الحكم «كيفية الحكم»!
ولكن الوفاة المفاجأة لمن كان يرعاه قتل الفكرة في مهدها. ورغبة منه في إحيائها، قام بتسريب الدراسة للصحافة. انقلب التسريب ضده، بعد أن أصدر نائب رئيس مجلس أسرة الصباح نفياً بتكليف أو توجيه أي جهة أو طرف لإنشاء أكاديمية لتأهيل أبناء الأسرة الحاكمة، والتأكيد على أن أسرة الصباح هم جزء من المجتمع الكويتي ويتلقون دراستهم وتأهيلهم في الجامعات والمعاهد ذاتها، حالهم حال أي مواطن كويتي.
تورَّط صاحب الفكرة، وسارع بنشر تغريدات عدة خانه التعبير في جميعها، قال في إحداها، كأنه متحدث نيابة عن الأسرة: إن من حقها تكوين كيان لرفع مهارات أبنائها! وهذا تدخل سافر في شؤونها.
كما نفى أن يكون مرشحاً لمنصب مدير الأكاديمية!
فمن سرب إذاً خبر توليه المنصب «للرأي»؟
ولماذا لم ينفِ خبرَ ترشيحه للرئاسة في حينه؟
كما غرد مؤخراً قائلاً بأنه من غير المنصف ولا العدل أن يقيّم المرء على ما كان يحمله من قناعات وهو ابن عشرين عاماً!
وهذا جميل، ولكنه غير صحيح!
فغالبية تغريداته المثيرة للجدل كانت قبل 9 سنوات، عندما كان في أواخر العشرينيات من عمره.
وهو حتى اليوم لم ينفِ انتماءه، أو تخليه عن حزبه السياسي الديني، أو اختلافه مع المدانين بالإرهاب الذين سبق أن كال لهم المديح.
ولم يتبرأ علناً من التغريدات التي أساء فيها لنظام الحاكم، ولا تلك التي حرض فيها على قلب النظام، والمطالبة بإسالة الدماء. علما بأن الحزب الديني السياسي الذي ينتمي له يجيز له «التقية»، أي أن يظهر ما لا يبطن!
السؤال المُلح الذي يطرح نفسه، كيف يمكن فهم قيام الحكومة بتكليف مثل هذه الشخصية، بسنها وتاريخها السياسي المتواضع، وبمواقفها الحادة من النظام، والمؤيدة للإرهاب والإرهابيين، بتولي مثل هذه المهام الخطيرة؟ علماً بأنه درس الإعلام، ومن تغريداته يظهر تواضع لغته، وكل ذلك لا يؤهله أصلاً لما كُلف به!
من نصدق: ناصر، أم المنطق والوقائع الدامغة؟