شبكة مالية مقرها لبنان والكويت غسلت عشرات الملايين من الدولارات لصالح حزب الله والحرس الثوري الإيراني
فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أعضاء شبكات مالية مقرها لبنان والكويت بسبب تمويلها حزب الله.
كما فرض عقوبات على أعضاء شبكة دولية من الميسرين الماليين والشركات الصورية التي تعمل لدعم حزب الله الإرهابي اللبناني، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حسب بيان صادر عن وزارة الخزانة، الجمعة.
وأشار البيان إلى أن “تلك الشبكات غسلت عشرات ملايين الدولارات عبر الأنظمة المالية الإقليمية، وأجرت عمليات تبادل عملات وتجارة الذهب والإلكترونيات لصالح كل من حزب الله وفيلق القدس.
ويستخدم حزب الله، بدعم فيلق القدس، العائدات التي تجمعها تلك الشبكات في تمويل الأنشطة الإرهابية، بالإضافة إلى إطالة أمد عدم الاستقرار في لبنان وفي شتى أنحاء المنطقة.
وقالت أندريا جاكي، مديرة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة: “يواصل حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني استغلال النظام المالي الدولي لتمويل الأعمال الإرهابية، لن تتردد الولايات المتحدة في اتخاذ إجراء لتعطيل الشبكات التي تقدم الدعم المالي لحزب الله وفيلق القدس”.
ممولو حزب الله
وتسلط الإجراءات الأمريكية التي تم اتخاذها اليوم، بحسب بيان الوزارة، الضوء على العلاقات المباشرة بين شبكة التمويل العالمية التابعة لحزب الله والأنشطة الإرهابية.
ووفق الوزارة الأمريكية، يواصل حزب الله استغلال القطاع التجاري المشروع للحصول على الدعم المالي والمادي، وهو ما يمكن التنظيم من تنفيذ أعمال إرهابية وتقويض المؤسسات السياسية اللبنانية.
وتؤكد العقوبات الصادرة بحق الأفراد والكيانات الواردة أسماؤهم بالبيان الأمريكي، الجهود المتواصلة لوزارة الخزانة لاستهداف حزب الله والدعم الذي تحصل عليه من قبل فيلق القدس.
ومن بين الأفراد المستهدفين بالعقوبات محمد حسيب هدوان، المعروف أيضا باسم حاج زين، مسؤول بارز في الأمانة العامة لحزب الله، ويتبع مباشرة الأمين العام حسن نصرالله، كما أنه مسؤول عن جمع الأموال من المانحين ورجال الأعمال خارج لبنان.
وأوردت الوزارة أيضًا اسم علي الشاعر، وهو مدير مكتب هدوان وكان يقبل مساهمات مالية بالنيابة عن حزب الله منذ عام 2000.
وأوضحت الوزارة في بيانها أنها فرضت عقوبات على هدوان بسبب عمله لصالح حزب الله، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وبالنسبة للشاعر، فإنه بات هدفا للعقوبات لأنه ساعد ودعم حزب الله ماديا أو قدم دعما ماليا أو تكنولوجيا أو خدمات أو سلعا.
وبالإضافة إلى ذلك، شملت العقوبات طالب حسين الذي نسق نقل ملايين الدولارات إلى حزب الله من الكويت من خلال جمال حسين الشطي. ووفق البيان الأمريكي سافر طالب حسين إلى لبنان للقاء مسؤولين بحزب الله للتبرع بالأموال للجماعة.
وأوضحت وزارة الخزانة أنها “عاقبت كل من طالب حسين وجمال حسين بسبب مساعدتهم ورعايتهم وتقديمهم دعما ماليا أو ماديا أو تكنولوجيا أو خدمات أو سلعا لحزب الله”.
تبادل العملات وتجارة الذهب
ويقود الميسران الماليان مجاهد أميني وعلي قصير شبكة مكونة من حوالي 20 شخصا وشركات صورية، موجودة في عدة دول، تعمل على تسهيل حركة وبيع ذهب وإلكترونيات وعملات أجنبية بقيمة عشرات ملايين الدولارات، دعما لحزب الله وفيلق القدس، وفق وزارة الخزانة الأمريكية.
وكان أميني استهدف بالعقوبات في مايو/أيار عام 2018 عن دوره في مساعدة فيلق القدس لنقل الأموال إلى خارج إيران وتحويلها إلى دولارات، فيما كان قصير هدفا لعقوبات سابقة أيضًا في سبتمبر/أيلول عام 2019، بسبب عمله بالنيابة عن المسؤول بفيلق القدس رستم قاسمي، الذي أشرف على شبكة هائلة تشارك في عمليات بيع النفط بالنيابة عن الفيلق.
ويعمل قصير، الميسر المالي بحزب الله، مع مسؤولي الحزب لإدارة الحسابات البنكية الخاصة بهم في إيران، ويتعاون مع مسؤولي فيلق القدس لإدارة المعاملات المالية لصالح حزب الله وفيلق القدس. كما ساعد في نقل مئات ملايين الدولارات لصالح حزب الله وإيران.
وواصل قصير العمل مع قاسمي في الفترة الماضية، على ترتيب مبيعات النفط الإيراني لعملاء أجانب من أجل تحقيق عائدات لصالح فيلق القدس وحزب الله.
أما العقوبات المفروضة على قصير اليوم فهي بسبب عمله بالنيابة عن حزب الله أو لصالحه سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأشارت وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن فريقا من المساعدين الموثوقين يساعدون أميني وقصير.
ويسهل أوميد يزدانبارست، ومحمد علي داميرشيلو، وسمانة داميرشيلو، عمليات تهريب الذهب والعملات من إيران إلى تركيا عبر طائرات تجارية تشغلها خطوط مهان آير الخاضعة للعقوبات الأمريكية. كما يعمل محمد رضا كاظمي على تيسير مبيعات الذهب في تركيا.
وبمجرد بيع الذهب، يتم إرجاع العائدات إلى إيران عبر نفس العملية، وعندها يتم تحويلها إلى أميني وقصير.
وإلى جانب هؤلاء، هناك مصطف بوريا وحسين أسدالله اللذين يبيعان إلكترونيات بالنيابة عن هذه الشبكة. وتم فرض عقوبات عليهما بسبب مساعدتهما ورعايتهما وتقديمهما دعم مالي ومادي وتكنولوجي أو خدمات وسلع لدعم مجاهد أميني.
غسل أموال
ووفق البيان الأمريكي، استغل رجل الأعمال، الذي يتخذ من الصين مقراً له مرتضى هاشمي قدرته على الوصول للنظام المالي الدولي لغسل مبالغ طائلة من الأموال لصالح فيلق القدس وحزب الله.
وبالتعاون مع محمد رضا كاظمي، غسل هاشمي عشرات ملايين الدولارات لصالح فيلق القدس وحزب الله عبر عمليات تبديل العملة ومبيعات الذهب، كما كان هاشمي متورطا أيضا في عمليات مالية مرتبطة محمد رضا خدماتي، وهو ميسر مالي آخر تابع لفيلق القدس تم استهدافه بالعقوبات في مايو/أيار عام 2018.
وفرضت وزارة الخزانة اليوم عقوبات على هاشمي بسبب مساعدته ورعابته وتقديمه دعما ماليا وماديا أو تكنولوجيا أو سلعا وخدمات لحزب الله وفيلق القدس.
وتعتبر واشنطن مليشيات حزب الله الموالية لإيران منظمة إرهابية مسؤولة عن تردي الأوضاع في البنان.
وقبل أيام عرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل معلومات عن طلال حمية، رئيس مكتب الأمن الخارجي لحزب الله اللبناني.
والشهر الماضي، عرضت الولايات المتحدة مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن خليل يوسف حرب، وهو زعيم بارز في حزب الله اللبناني، ومستشار مقرب من الأمين العام حسن نصر الله.