فوزية رشيد : المشروع الإيراني.. إلى متى؟!
لسنا معنيين كثيرا بالتصريحات الدبلوماسية لقادة الدول أو حتى للقيادة الإيرانية، التي عادة تحترف الكذب في أغلب ما يصدر عنها من تصريحات، تصور فيها قيادة «الملالي» أنها حريصة على التعاون وأمن واستقرار المنطقة والخليج، فيما الأمر أن أي حوار معها أو أي تفاوض دولي حول «ملفها النووي»، لا يصل أي منهما إلى مستقر!، لأن «نظام الملالي» لم يتخل ولن يتخلى عن مشروعه في المنطقة وفي العالم! ولذلك فهو يحاول فقط كسب الوقت لفرض الأمر الواقع، ويعمل بشكل دؤوب للوصول إلى «السلاح النووي»، ولا يتخلى عن دور المليشيات الإرهابية التي يدعمها، ولا عن الصواريخ البالستية التي يمد تلك المليشيات بها في اليمن ولبنان والعراق، ولا عن الطائرات المسيرة، التي يستهدف وكلاؤه في اليمن الأرض السعودية بها!
} الغرب والولايات المتحدة يدرك قادتها جيدا أن هناك (مشروعا إيرانيا عقديا طائفيا وإرهابيا مليشياويا في المنطقة) وأن القصة لا يمكن اختزالها في «الشق النووي» رغم خطورته! ويدرك الغرب أن إيران تماطل، وأن باعها طويل في تلك المماطلة، لكي تصل في النهاية إلى ما تريد الوصول إليه! والغرب نفسه يتصرف وكأنه غير معني بالمشروع الإيراني «الإرهابي»، بل هو وكما فعلت الولايات المتحدة، (يراهن على ذلك الدور لاستمرار الصراع والفوضى في المنطقة، ولممارسة الابتزاز للعرب والخليج)!
ولذلك فإن «المشروع الإيراني» وأذنابه ووكلاءه والمتعاونين معه، لن يتوقف عن أن يكون «تهديدا وجوديا» طالما أن «النظام الدولي» نفسه، واقع تحت سطوة دول تبحث عن مطامعها ومصالحها الذاتية الأنانية، حتى لو كان على حساب أمن واستقرار العالم، وأجزاء استراتيجية فيه كالمنقطة العربية والخليج، وحتى لو شكل تهاونها في مواجهة إرهاب بعض الدول كإيران (تهاونا مدروسا ومتعمدا) لأنها هي ذاتها كدول أو قوى كبرى تمارس الإرهاب وتمثله في أعلى درجاته!
} يبدو أن مطلبا منطقيا مثل الحاجة إلى «رؤية استراتيجية عربية» لمواجهة «المشروع الإيراني» والمشاريع الأخرى، لن يجد تحقيقه النور قريبا، لأن الوضع العربي الراهن يحتاج إلى معجزة ليخرج من فوهة الأزمات والتهديدات التي تم إدخاله في نفقها!
ولذلك فإن الوضع مرشح للمزيد من التدهور، ولن يكون مستغربا أن تعلن إيران قريبا حيازتها «السلاح النووي»! لتمارس هي ويمارس الغرب معها المزيد من (صناعة الأزمات والتهديدات الاستراتيجية) التي ستواجه المنطقة العربية والعالم، خاصة في ظل الصراع الأمريكي/ الصيني والصراع الأمريكي/الروسي، الذي يشكل خطورة على العالم كله، إن لم يتم معالجته بأساليب جديدة تضع في أولوياتها أمن العالم واستقراره وسلامة شعوبه!
} رغم كل التحليلات والتوقعات التي ترى أن «نظام الملالي» قابل للسقوط في أي وقت، إلا أن هذا النظام الذي نراه (نظاما وظيفيا) سيبقى مستمرا (طالما الغرب يستفيد من وجوده)! و(المشروع الإيراني مرتبط ارتباطا عضويا بالمشروع الاستعماري الغربي نفسه)، رغم كل التصريحات النارية المتبادلة بين إيران والغرب! ولذلك فإن التفاوض الإيراني حول «الملف النووي» سيبقى بدوره مفتوحا، وعراقيل التفتيش من الوكالة الدولية على المنشآت النووية الإيرانية ستبقى مستمرة، ومعها تستمر التصريحات المتبادلة، إلى أن يتحقق أمر أو واقع جديد، تتغير معه كل المعطيات!