تركيا تهاجم مصربعد فترة هدوء: لم تدرك العنوان الحقيقي للتعاون..وسياسيون أتراك: تعاون القاهرة مع أثينا سببه تدخل أنقرة في شؤون مصر الداخلية
تعاقبت ردود الأفعال في الشارع السياسي التركي، عقب بيان وزارة الخارجية، الثلاثاء، الذي هاجم مصر، كرد على مشاركتها في القمة الثلاثية التي جمعتها باليونان وقبرص، في أثينا، وأكد سياسيون أتراك أن تعاون القاهرة مع أثينا سببه تدخل أنقرة في شؤون مصر الداخلية.
وقالت الخارجية التركية، في بيانها، إن «مشاركة مصر في قمة أثينا يعني أنها لم تدرك بعد العنوان الحقيقي للتعاون، في شرق البحر المتوسط، لقد أظهرنا للأصدقاء والأعداء أنه لا يمكن لأي مبادرة في شرق البحر المتوسط أن تنجح دون مشاركة تركيا، وقبرص الشمالية».
وعلق أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة مالتيب بإسطنبول، حسن أونال، على بيان وزارة خارجية بلاده، قائلًا «رد فعل وزارة الخارجية على البيان المصري اليوناني القبرصي المشترك صحي، لكن لا بد من السؤال، لماذا حملنا العبء على السيسي لمدة 8 سنوات؟ لماذا نتباطأ في استعادة العلاقات مع مصر؟ لماذا لا نتطبع العلاقات مع سوريا؟».
وقال العميد التركي المتقاعد، نعيم بابور أوغلو, «يحضر الرئيس المصري القمة الثلاثية مع زعماء قبرص واليونان في أثينا. 3 بلدان متفقة على التعاون في مجالات الدفاع والأمن والتعليم والسياحة والبحوث. فهل هذا إجراء ضد تركيا؟».
العلاقات الدولية التركية، أوزنور كوتشوكر سيرانا، «اجتمع السيسي وميتسوتاكيس وأناستاسيادس في القمة الثلاثية في أثينا. أصدرت (سي إن إن) خبرًا بعنوان (رسالة ثلاثية من اليونان ومصر وقبرص إلى أنقرة). بينما تتحد العديد من الدول ضدنا، لا يمكننا حتى أن نتحد فيما بيننا».وغرد رئيس معهد تركيا للإرهاب وأبحاث مكافحة الإرهاب، أونال أتاباي، على «تويتر»، قائلًا «بالنظر إلى تصريحات مصر في القمة الثلاثية التي جمعت بينها وبين اليونان وقبرص، يتضح أن مصر ليست متحمسة للغاية بشأن المفاوضات مع تركيا. تؤدي التحركات الاستراتيجية المتأخرة دائمًا إلى نتائج لا يمكن إصلاحها».فيما قال الصحفي التركي، تشاغلار تكين, «دفعت سياسات حزب العدالة والتنمية (العثماني الجديد) مصر التي احترمتنا طوال تاريخ الجمهورية إلى تعزيز التعاون مع اليونان. لم يعد بإمكان أنقرة اتخاذ خطوة تجاه شرق المتوسط أو التنقيب عن الغاز الطبيعي».
وهاجم الصحفي التركي، بجريدة «خلق تي في»، إسماعيل سايماز، الحكومة التركية، برئاسة رجب طيب أردوغان، بسبب تدخلها في شؤون مصر الداخلية، ما ترتب عليه البيان الثلاثي الصادر عن مصر واليونان وقبرص، الذي يدين انتهاكات تركيا في شرق المتوسط.
وشارك إسماعيل سايماز، البيان الصادر عن القمة الثلاثية، على «تويتر»، قائلًا: «هذه نتيجة كونكم طرفًا في الصراع على السلطة في مصر»، في إشارة إلى تدخل تركيا في شؤون مصر الداخلية.
وكانت هاجمت وزارة الخارجية التركية، مصر، وذلك ردًا على مشاركتها في القمة الثلاثية التي جمعتها باليونان وقبرص، اليوم، في أثينا. يأتي ذلك بعد شهور من محاولات أنقرة التقرب من القاهرة عبر إرسال واستقبال وفود دبلوماسية إلى العاصمتين.
وأصدرت وزارة الخارجية التركية بيانًا ردًا على البيان المنشور بعد القمة الثلاثية التي عقدت في 19 أكتوبر 2021 بمشاركة قادة اليونان ومصر وقبرص، وزعمت أنه تعبير جديد عن السياسات العدائية للثنائي اليونان وقبرص، تجاه تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية.
وقالت الخارجية التركية إن إدراج مصر في هذا البيان، هو مؤشر على أن «الإدارة المصرية لم تدرك بعد العنوان الحقيقي، حيث يمكنها التعاون في شرق البحر المتوسط».
وأردفت: «لقد أظهرنا للأصدقاء والأعداء أنه لا يمكن لأي مبادرة في شرق البحر الأبيض المتوسط أن تنجح دون مشاركة تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية».
وشدد البيان على دعم أنقرة لمشاريع الطاقة التي من شأنها زيادة التعاون بين دول المنطقة، شرط ألا تتجاهل هذه المشاريع حقوق ومصالح تركيا والقبارصة الأتراك.
وأشارت الخارجية التركية إلى أنه «على عكس المعلومات الواردة في البيان الصادر عن القمة الثلاثية، فإن المصدر الرئيسي للتوتر في المنطقة هو مطالبة الجانب اليوناني والرومي المتطرفة وغير القانونية بالحدود البحرية وتجاهل القبارصة الأتراك».
ونوه البيان التركي إلى تحركات أنقرة في شرق المتوسط، وما سماه «الجواب اللازم في الأيام الماضية على محاولات انتهاك الجرف القاري وإحداث توترات في شرق البحر المتوسط»، مشددًا على مواصلة حماية حقوق الأتراك وحقوق القبارصة الأتراك بكل حزم.
وأيدت الخارجية التركية البيان الصادر عن وزارة خارجية الجمهورية التركية لشمال قبرص بشأن البيان المشترك. وقالت إنه «لا يمكن أن يسهم التفاهم الذي يرفض الحقائق على الجزيرة في حل قضية قبرص. نود أن نذكركم مرة أخرى بأنه لا يمكن بدء عملية مفاوضات جديدة قبل تحقيق المساواة في السيادة والوضع الدولي المتساوي للشعب القبرصي التركي».
وأضافت: «بالإضافة إلى ذلك، فإنه من عدم الاحترام لمصالح ليبيا وسيادتها، أن هذه الدول، التي أدى دعمها لجماعات غير شرعية معينة إلى زعزعة الاستقرار في ليبيا، تستهدف الآن مذكرة التفاهم التي وقعناها مع الحكومة الشرعية في ليبيا».