محمد يوسف : لا أسف عليهم
هو حلقة من سلسلة طويلة، وليس حالة منفردة وشاذة، ما كان الأول، ولن يكون الأخير.
قرداحي خلاصة لنوعية من البشر، سبقه عشرات، منذ السبعينيات ظهروا، نفوسهم مريضة، وقلوبهم مملوءة بالحقد، ونحن متسامحون، ننسى بسرعة، ولا نحمّل الآخرين وزر غيرهم، وهذه هي الطبيعة الإنسانية، والدروس التي تعلمناها من ديننا، الذي جعلنا أكبر من الكراهية، وتعميم المواقف المنحرفة من البعض، على الأسوياء الذين عرفناهم واحترمناهم وأحببناهم، وربطتنا بهم علاقات ما زالت قائمة ومتنامية منذ عقود طويلة، انتشروا في العالم كله، من أمريكا إلى أوروبا، ومن القاهرة إلى الرباط ونواكشوط وتونس والعراق والسودان ولبنان، ومن الأردن إلى سوريا، هم أقرب إلينا من الأهل، يتلقفوننا حيث كانوا، ولا يفارقوننا ما دمنا في زيارة بلادهم.
أولئك هم الأصلاء، وهم الأغلبية المطلقة، ونموذج قرداحي من القلة، هو ومن سبقه في الإعلام وغير الإعلام، استعانت بهم محطات متحزبة، وأظهروا النكران و«قلة التربية»، ولا أريد أن أذكر الأسماء، فهم في النهاية يتساقطون، بعد أن يؤدوا أدوارهم ويقبضوا المقابل، ويعتقدون أنهم قادرون على هز دول، بأكاذيبهم وعكسهم للحقيقة، فإذا كانت تلك الدول بحجم ومكانة ودور السعودية والإمارات، لا بد أن يخيب رجاؤهم، لأنها تقع تحت ضوء الشمس، وتحمل راية يراها القاصي والداني، ترفرف بإنجازات تتحدث عن نفسها، وتصد الشرور دفاعاً عن أرضها وشعبها ومعتقدها، ولا تسمح للعابثين بالاقتراب منها، ولا تلتفت لمن يظنون أن تطاول قرداحي قد يؤثر فيها، فالذي حدث خلاف ذلك، فهو أساء لبلاده، وحمّل شعبه آثار سقطته، وتبنيه لرأي عنصري، ينتمي لفئة تدمر ولا تبني.
الأسوياء يعرفون أنفسهم، فلا خوف عليهم، والشاذون المنحرفون يكشفون أنفسهم، فلا أسف عليهم.