يحدث في اثيوبيا: “لقد اختفوا للتو”: يختفي التيغراي لأشهر في معسكرات الاعتقال الإثيوبية السرية
كان مدهاني ، وهو إثيوبي يبلغ من العمر 31 عامًا من عرق تيغراي ، يشاهد مباراة كرة قدم مع أصدقائه في مقهى في أديس أبابا عندما وصلت الشرطة فجأة. بعد المطالبة ببطاقات هويتهم التي تظهر عرقهم ، فصلت الشرطة 11 من مواطني تيغراي واقتادتهم إلى موقع احتُجز فيه مئات آخرون.
وفجر صباح اليوم التالي ، تم إجبارهم على ركوب ثلاث حافلات واقتيادهم إلى معسكر اعتقال سري في منطقة عفار. قال مدهاني: “لم يفسروا جريمتنا”.
على مدى 93 يومًا التالية ، قال إنه سُجن – وغالبًا ما تعرض للتعذيب – في المخيم مع مئات من تيغراي الآخرين ، حتى تمكن أخيرًا من دفع رشوة لإطلاق سراحه الشهر الماضي.
أصبحت حالات الاختفاء والتنميط العرقي والاعتقالات الجماعية لأبناء التيغراي شائعة بشكل متزايد هذا العام ، خاصة بعد المكاسب الإقليمية التي حققتها قوات المتمردين التيغرايين في الحرب الأهلية المتصاعدة ، وفقًا لجماعات حقوق الإنسان ومصادر مستقلة أخرى.
خلال الأسبوع الماضي ، مع تقدم المتمردين بالقرب من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، تتكرر دورة الاعتقال. أفادت تقارير إعلامية عديدة أن الشرطة الفيدرالية في العاصمة تعتقل مئات من التيغراي في الشوارع أو في عمليات تفتيش من منزل إلى منزل وتنقلهم إلى أماكن مجهولة.
أجرت The Globe and Mail مقابلات مع 15 شخصًا اختفى أفراد أسرهم وأصدقائهم بعد أن احتجزتهم الشرطة الفيدرالية الإثيوبية خلال الأشهر العديدة الماضية. كما تحدثت صحيفة “ذا جلوب” إلى أشخاص أُطلق سراحهم من معسكرات الاعتقال بعد دفع رشاوى. وباستخدام الهواتف المهربة ، تحدثت The Globe مع المعتقلين الذين ما زالوا داخل المعسكرات السرية.
باستخدام صور الأقمار الصناعية ، بناءً على الخرائط والمعلومات من المعتقلين ، حددت The Globe مواقع ثلاثة من أكبر مراكز الاحتجاز. اثنان من المعسكرات الكبيرة ، أواش أربعه وأواش سباط ، في منطقة عفار. الثالث ، مستودع جيلان ، في ضواحي أديس أبابا.
تؤكد روايات المعتقلين وعائلاتهم جميعًا أن هناك نمطًا من التعذيب والانتهاكات في المعتقلات. حجبت صحيفة The Globe الأسماء الكاملة للأشخاص الذين تمت مقابلتهم لحمايتهم من انتقام محتمل.
في معتقل أواش سباط ، قال مدهاني إنه تعرض للتعذيب بشكل متكرر. قال لصحيفة ذا جلوب: “كان أقسى يوم 6 أغسطس”. أجبرونا على الجلوس حفاة في رصيف شديد الحرارة داخل المخيم. وبينما كنا نقرفص حفاة ، كانوا يضربوننا على ظهورنا. كان بيننا مراهقون لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا ، يصرخون من الألم. في ذلك اليوم عذبوني حتى فقدت الوعي “.
بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاز ، أطلق سراح مدهاني الشهر الماضي عندما جمع أصدقاؤه وعائلته ما يكفي من المال لدفع رشوة قدرها 100 ألف بر (حوالي 2600 دولار) لسلطات المخيم. لكن الذين لا يستطيعون الدفع ما زالوا في المعسكرات ، وغالبا ما يتعرضون للتعذيب والتهديد بالإعدام ، على حد قوله.
في العاصمة ، يسكن في مناطق Hayahulet و Teklehaimanot و Kaliti إلى حد كبير التيغراي العرقية. قال شهود لصحيفة The Globe كيف أن ضباط الشرطة يستهدفون التيغراي في تلك المناطق ويجمعونهم.
قالت تسيون ، موظفة مكتب في العاصمة ، إن الشرطة اعتقلت صديقتها جينيه ، ربة منزل من تيغرايان تبلغ من العمر 27 عامًا في المدينة ، منذ حوالي أربعة أشهر. قالت: “أنا وعائلتها لم نسمع عنها منذ شهور”. “ليس لدينا معلومات حول المكان الذي تم نقلها إليه بعد أن تم احتجازها في أديس أبابا”.
كان كيفلاي (26 عاما) وهافتوم (22 عاما) عائدين إلى منزلهما من مكان عملهما في أديس أبابا مساء الأول من يوليو / تموز عندما تم احتجازهما من قبل ضباط الأمن الذين تحققوا من أصلهم العرقي في بطاقات هويتهم. انتقل الشقيقان ، وهما من عرقية تيغري ، إلى العاصمة منذ ست سنوات ويعملان كنجارين منذ ذلك الحين.
واحتُجز الشقيقان في مركز شرطة المنطقة لمدة يوم. لكنهم اختفوا في اليوم التالي.
منذ ما يقرب من أربعة أشهر ، كان ابن عمهم مرحاوي البالغ من العمر 31 عامًا يبحث عنهم. قال لصحيفة The Globe: “لا أعرف ما إذا كانوا على قيد الحياة”.
لم يمثلوا قط أمام المحكمة. لقد اختفوا للتو من مركز الشرطة. رفض الضباط إخباري بمكان وجودهم. حاولت بكل الوسائل بل ودفعت رشوة للضباط للحصول على معلومات ، وكل ذلك دون جدوى “.
باستخدام هاتف مهرب ، تحدثت The Globe إلى محتجز من التيغرايان يبلغ من العمر 23 عامًا في معسكر أواش أربع. كان يعمل باليومية في مواقع البناء في أديس أبابا حتى تم القبض عليه قبل خمسة أشهر تقريبًا. ويقدر أن هناك نحو 900 معتقل من التيغرايين في المعسكر.
قال: “كانوا يضربوننا كل يوم”. إنهم يضايقوننا ويهددوننا بإعدامنا. إنه أمر صعب للغاية ، وليس لدي كلمات لوصف المعاناة. نحن جميعًا من تيغراي ليس لديهم خلفية عسكرية أو سياسية أو مشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي. لم نمثُل أبدًا أمام المحكمة “.
قال بعض المحتجزين ، الذين أفرج عنهم بعد دفع رشاوى ، إنهم سمعوا أحيانًا طلقات نارية في مخيم عواش سباط ويخشون أن يتم إعدام الناس.
Ashenafi ، وهو رجل من تيغراي قضى ثلاثة أسابيع في مخيم أواش سباط حتى دفع رشوة 81000 بر (حوالي 2100 دولار) مقابل إطلاق سراحه ، قال إنه رأى خمسة معتقلين شبان يُنقلون إلى غرفة سُمع فيها طلقات نارية لاحقًا في إحدى الليالي. أغسطس في وقت مبكر.
قال: “حلقوا رؤوسهم”. “كان بإمكاني رؤية الضباط يضربونهم بوحشية في الهواء الطلق. كانوا ينزفون. ثم أخذهم الضباط إلى غرفة مظلمة. في الليل سمعت إطلاق نار من تلك الغرفة المظلمة. لا أعرف بالضبط ما حدث للشبان الخمسة. ولكن منذ ذلك اليوم ، كانت الغرفة فارغة ، ولم يعد الضباط موجودين للاحتفاظ بها “.
وصف شهود آخرون عدة حوادث إطلاق نار في الليل في المخيم ، بما في ذلك حادثة ذلك اليوم.
قالت هيومن رايتس ووتش ، في تقرير صدر في أغسطس / آب ، إن السلطات الإثيوبية احتجزت بشكل تعسفي وأخفت قسرا عددا متزايدا من أتباع التيغراي العرقية في أديس أبابا – بمن فيهم صحفيون – بعد أن استولى المتمردون على عاصمة تيغرايان ميكيلي في أواخر يونيو / حزيران.
ووثق التقرير نفس النمط الذي وصفه المعتقلون: تم توقيف قبائل التيغراي واعتقالهم في الشوارع والمقاهي وفي منازلهم وأماكن عملهم. تم فحص عرقهم ؛ واقتيدوا إلى مراكز الشرطة ثم نُقلوا سراً إلى أماكن مجهولة الهوية.
وقال التقرير: “اكتشف المحامون والعائلات ، في كثير من الأحيان بعد أسابيع وأحيانًا بشكل غير رسمي فقط ، أن بعض المعتقلين كانوا محتجزين في منطقة عفار ، على بعد أكثر من 200 كيلومتر من أديس أبابا”.
اتصلت The Globe ببيلين سيوم ، المتحدثة باسم رئيس الوزراء أبي أحمد ، لطلب التعليق على المزاعم الواردة في هذا المقال. لم ترد.
*تقرير جيفري يورك في جوهانسبرج
