حديث عن إقالة آبي حمد.. شائعة قوية حول انقلاب بالحزب الحاكم في إثيوبيا
قال الباحث الاستراتيجي السوداني والمتخصص فى قضايا القرن الإفريقي، عبدالقادر الحيمى، أن هناك أنباء تتردد بقوة داخل العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا”، أنه تم الإطاحة برئيس الوزراء آبى أحمد على، عبر قيادات الأمهرة فى حزب الازدهار الحاكم.
وتابع عبدالقادر اليحمى، أن العاصمة الإثيوبية حسب متابعتنا اللصيقة تعيش أجواء متوترة للغاية، الشوارع خالية ماعدا قلة من المارة، فيما تنتشر نقاط التفتيش الأمنية بكثافة فى الشوارع تصاحبها قوات أمنية كبيرة منتشرة فى معظم الشوارع وفى المناطق الحساسة.
ولفت إلى أن، آبي أحمد أعلن يوم أمس وسط ضجة إعلامية صاخبة، عن توجهه إلى الخطوط الأمامية ليقود القتال ضد عناصر تيجراي تصحبه بعض قوات حرسه الجمهورى.
وتابع الحيمي، فى نفس الوقت دعت الأمم المتحدة موظفىيها إلى الخروج العاجل من اديس ابابا، وقبلها باسبوع طلبت الولايات المتحدة مواطنيها بمغادرة اثيوبيا عبر الرحلات التجارية وأيضا دعت الخارجية السودانية والسلطات الكينية رعاياها بالخروج من اثيوبيا.
انهيار الحزب الحاكم
مستطردا، كل هذه المؤشرات والدلائل تؤكد انهيار النظام الحاكم وتفككه كلما اقتربت قوات ” الجبهة الاثيوبية الوطنية الموحدة للفيدرالية والكونفدرالية ” من العاصمة، إذ تتدفق قوات جيش تحرير أوروميا OLA، وقوات دفاع التيجراي TDF بقوات مشتركة نحو أدس أبابا، من عدة محاور تساندهما بعض قوات الإقاليم التسعة المنخرطة فى التحالف، وبعض تلك القوات مرابط حاليا على بعد 30 كيلو متر من العاصمة.
واتفق تحالف الجبهة المعارضة فى برنامج سياسي، على تكوين حكومة إنتقالية تستمر لمدة زمنية ما بين 4 إلى 6 أشهر لحين إجراء الانتخابات فى ظل نظام حكم فيدرالى.
وأوضح االخبير فى قضايا القرن الإفريقي، أن الشائعات تملأ العاصمة الاثيوبية وتخيم عليها ولزم سكانها منازلهم، وهناك أقاويل تؤكد أن، آبى احمد تمت إقالته عبر قيادات الأمهرة فى حزب الأزدهار الحاكم لكونه بات منتهى سياسيا، بخسارته للحرب التى بدأها العام الماضى فى نوفمبر ضد إقليم التيجراي.
وأشار إلى أن إعلانه عبر صخب إعلامي كثيف بالذهاب لقيادة المعارك فى الصفوف الأمامية، مدرد ذرا للعيون والهدف الحقيقي هو خروجه من المشهد السياسى بدون ضجيج ودون الكشف عن الخلافات بين قيادات الحزب الحاكم فى هذا الوقت العصيب بالنسبة لهم أمام الراى العام.
ويستند أصحاب هذا الراى إلى الإعلان عن تسليم رئيس الوزراء صلاحياته لنائبه “ديمكا مكنن حسن” زعيم الامهرا، ويرون ان ما تم هو انقلاب ناعم فى الدولة الاثيوبية فى الوقت الذى ينهار فيه النظام ويتصدع.
إقالة آبي أحمد
مشيرا إلى أن، آبى أحمد، لم يعد يتبقى له قوات عسكرية بمقدورها وقف تقدم قوات التيجراي والأورومو وهو ما فشلت فيه طوال سنة كاملة، والآن تطرق أبواب أديس أبابا من عدة محاور.. فكيف بإمكانه وقف تلك القوات المتقدمة والانتصار عليها وهو شخصيا ليس بعسكرى وليس له دراية بأمور الحرب وقيادة المعارك، بل حتى ليست لدى قواته القليلة المتبقية أي معدات ثقيلة فيما تتفشى فيها الانهزامية وتدنى الروح المعنوية، وهى فى الغالب قيادات عسكرية من الأمهرة وبعض جنرالات الأورومو من الموالين له وغالبية الجنود من أمهرة ميليشيات فانو وهم شباب تلقوا تدريبات متواضعة، وتم الاعتماد عليهم دون جدوى طوال سنة لوقف تقدم التيجراي الأورومو.وأشار الحيمي، بأن آبي أحمد خرج تماما من المشهد السياسي الإثيوبي، وإثيوبيا تتهييء لنظام حكم فيدرالي جديد من الصعب الحكم عليه فى الوقت الحالي واستقصائها بالدراسة والتحليل لكون المشكلة المحورية للشعوب الإثيوبية عدم توافقها حول مشروع وطنى يوحدها تحت مظلة دولة واحدة، اذ تهيمن الصراعات العرقية عليها، فيما يطغى عليها تاريخيا نظام مستبد يقصى كل الشعوب ليسود هو عرقيا.