أحمد الجارالله : لبنان ـ الخليجي… هكذا تعود المياه إلى مجاريها
منذ بدء الأزمة مع لبنان كانت دول “مجلس التعاون” الخليجي واضحة في تشخيص سبب المشكلة، ووضعت خارطة طريق لحلها، وهذا ما يجب أن يدركه جيداً رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، كي لا يلتبس الأمر عليه بعد الاتصال الهاتفي المشترك معه من الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فيعتقد أن ذلك يكفي لعودة المياه إلى مجاريها بين العواصم الخليجية وبيروت وأن المشكلة قد انتهت، بل على رئيس الحكومة أن يأخذ في الحسبان السياسي أموراً عدة حتى لا تتكرر مثل هذه المواقف مستقبلاً من بينها:
أولا: ان هذا الاتصال يمكن اعتباره إشارة إلى النوايا الخليجية الحسنة، لكن هل يمكن للمسؤولين اللبنانيين استثماره بخطوات عملية تساهم في تنفيذ خارطة عودة العلاقات الخليجية إلى سابق عهدها ؟
ثانيا: ليعلم الرئيس ميقاتي أن استقالة قرداحي لا تدخل في الحسابات الخليجية بمفهومها الأشمل فهي شأن داخلي لبناني بحت، وإن كان تصريحه هو من نكأ الجرح.
ثالثا: مطلوب من القوى السياسية اللبنانية كافة النأي بلبنان عن أن يكون معْبَراً لتهريب المخدرات إلى المملكة ودول الخليج، باتخاذ إجراءات أمنية صارمة على منافذ البلاد، وبتنسيق تام مع العواصم الخليجية.
رابعا: النأي بلبنان عن أن يكون منبراً إعلامياً للتهجم على السعودية وغيرها من البلدان الخليجية تحت ستار الرأي الشخصي أو حرية الرأي.
خامسا: ـ وهوالأهم ـ تقليم أظافر “حزب الله”ليكف عن العبث بأمن المملكة والشؤون الداخلية لدول الخليج لتمرير مخطط نظام الملالي عبر مرشد الاحتلال الإيراني حسن نصرالله.
لكل ما سبق، نقول إن المشكلة ليست مع أشخاص فتنتهي باتصال هاتفي وعتب ووعود إنما هي مع شعوب هذه الدول، التي ذاقت الأمرين من ممارسات “حزب الشيطان” الإرهابي، أكان عبر خلايا الإرهاب والتجسس التي عانت منها الكويت، ولا تزال، أو شبكات تبييض الأموال، وجمع التبرعات، واستخدام الزكوات والأخماس لدعمه، وبالتالي فالأمر بيد الشعوب وهي من تقرر لا بيد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان و لا مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
وأخيراً، إذا كانت تلك العصابة استطاعت تدمير لبنان الجميل وحولته مزبلة لأنظمة الممانعة، فلا شك أن دول المجلس وشعوبها لن تقبل أن يصل هذا الفيروس القاتل إليها، لذا على المسؤولين اللبنانيين التخلي عن سياسة الخنوع لنصرالله، وأن يحزموا أمرهم لإنقاذ بلدهم، كي تساعدهم الدول وينهض لبنان من أزمته.
ويخطئ من يتصور أن العودة الخليجية إلى لبنان ممكنة في ظل وجود “حزب الله”، لذا على المسؤولين اللبنانيين، ألا يبنوا قصوراً من الأوهام لمجرد اتصال هاتفي، ويدركوا حقيقة وضعهم الصعب وألا يركنوا إلى إعطاء الوعود الكلامية بل عليهم المبادرة إلى وقف مخططات نصرالله وانتشال الوطن اللبناني من براثنه وأزلامه الإيرانيين.