عبدالمنعم ابراهيم :إيران مصدر الهجمات الإرهابية ضد الإمارات
رغم تأكيد المصادر السعودية والإماراتية أن مليشيا الحوثي كانت تقف خلف الهجوم الإرهابي على مطار أبوظبي و3 صهاريج نقل محروقات بترولية قرب خزانات (أدنوك) في أبوظبي، بل تأكيد الحوثيين أنفسهم القيام بهذا الهجوم، إلا أن هناك وجهة نظر أخرى ترى أن (إيران) هي التي قامت بتلك الهجمات الإرهابية ضد الإمارات، وليس الحوثيين، وأن (طهران) تستخدم (الحوثيين) فقط لتبني تلك الهجمات الإرهابية حتى تبعد عن نفسها المسؤولية القانونية في ضرب الإمارات (سواء أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن أو أمام المجتمع الدولي)، وهناك سابقة إرهابية في هذا الشأن، حين تعرضت منشآت نفطية سعودية لهجمات صاروخية وطائرات من دون طيار مفخخة في وقت سابق، وأيضاً أدعى (الحوثيون) أنهم قاموا بتلك الهجمات ضد المنشآت السعودية، ثم أثبتت التحقيقات السعودية-الأمريكية المشتركة (ابان عهد ترامب) أن الصواريخ الباليستية التي ضربت المنشآت النفطية السعودية كانت إيرانية الصنع وأنها انطلقت من منصات بحرية للحرس الثوري الإيراني في مياه الخليج العربي.
إذن فرضية قيام الحرس الثوري الإيراني بالهجمات الإرهابية الأخيرة ضد أهداف مدنية ومنشآت نفطية في الإمارات واردة.. وأن طهران تستخدم (الحوثيين) كغطاء سياسي للتهرب من المساءلة القانونية دولياً ضدها، وأن هناك رأيا يقول إن القرصنة التي تعرضت لها السفينة الإماراتية (روابي) في مياه (الحديدة) مؤخراً تمت بتخطيط محترف من (الحرس الثوري الإيراني) وليس المرتزقة الحوثيين.
طبعا المليشيات الحوثية تعيش هذه الأيام أسوأ أوضاعها العسكرية في ميادين الحرب، حيث تتواصل خسائرهم البشرية والعسكرية يوماً بعد آخر في شبوة ومأرب، ويفر المرتزقة الحوثيون من مواقع كثيرة أمام زحف قوات العمالقة الجنوبية المدعومين من الإمارات، وهزيمتهم هناك تعني هزيمة لإيران في حرب اليمن، وبالطبع يلقي الطرفان (الإيراني والحوثي) باللوم في تلك الخسائر الفادحة في المعارك على دعم الإمارات العسكري لقوات العمالقة الجنوبية، ولذلك سوف تواصل إيران انتقامها من (الإمارات) بأشكال متعددة، أبرزها استخدام الطائرات المسيرة المفخخة ضد أهداف داخل الإمارات، وأيضاً القيام بقرصنة ضد سفن تجارية ونفطية إماراتية في مياه الخليج العربي والبحر الأحمر من أجل أن تُرغم الإمارات على وقف دعمها لقوات العمالقة الجنوبية، وإيقاف انتصاراتهم الحربية على الأرض اليمنية.
وهناك مسألة بديهية في علم الحروب، هي أن المساحة الجغرافية التي تفصل (الإمارات) عن الأراضي اليمنية المحتلة من قبل الحوثيين أبعد بكثير وأطول من المسافة التي تفصل الإمارات عن إيران، ومن ثم مهما ادعى (الحوثيون) أنهم من يقف خلف الهجمات الإرهابية ضد الإمارات، لا يمكن قبوله من حيث المنطق الجغرافي، بل إن إيران هي التي تقوم بتلك الهجمات وليس الحوثيين.. بينما (الحوثيون) فقط يتبنون إعلامياً وسياسياً وعسكرياً تلك الهجمات لرفع المسؤولية عن الحليف الإيراني.
ويبقى السؤال الأهم: هل هذه الهجمات الصاروخية الإرهابية والطائرات المسيرة ضد الأهداف الإماراتية (المدنية والنفطية)، سواء كانت إيران خلفها أو مليشيا الحوثي، هل سوف يُجبر (الإمارات) عن وقف دعمها لقوات (العمالقة) الجنوبية وتوقف انتصاراتها في اليمن؟
لا نعتقد أن هجمات إرهابية هنا وهناك في الإمارات يمكن أن توقف الدعم الإماراتي لقوات العمالقة وتحقيق المزيد من الانتصارات في حرب تحرير اليمن من الاحتلال الإيراني ومن المرتزقة الحوثيين، لأن السعودية تعرضت ولا تزال تتعرض حتى الآن لهجمات إرهابية (حوثية وإيرانية) ولم يوقفها ذلك عن مواصلة دعم قوات الشرعية اليمنية، وتدك طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية هذه الأيام مواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومراكز إطلاق مسيرات في مطار صنعاء، وتكبد المرتزقة الحوثيين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية.. السعودية لم تنحن للإرهاب الإيراني أبدا.. وكذلك سيكون موقف الإمارات أيضا.