رأي في الحدث

د. محمد حسين أبوالحسن: حمد بن جاسم يفضح قطر!

«فضيحة قطرية من العيار الثقيل»، وردت فى تصريحات الشيخ حمد بن جاسم وزير خارجية ورئيس وزراء قطر السابق، خلال مقابلة أخيرا مع التليفزيون القطري، فقد اعترف، دون مواربة، بأدوار بلاده فى تدمير سوريا بشرا وحجرا، وإمداد الإرهابيين بالمال والسلاح، بالتعاون مع عرب آخرين وأمريكا ـ وبالطبع إسرائيل- وتركيا… وبأن هؤلاء الصيادين «تهاوشوا» على الفريسة «سوريا» فضاعت منهم..!

يُعرف بن جاسم بأنه أخطر رجل فى قطر، بارع فى أحابيل السياسة، عريق فى المؤامرات، ليست تصريحاته سوى قمة جبل الفضائح القطرى الغاطس فى الدول العربية، تتخندق الدوحة بيدقا فى خدمة المشروع الأمريكى الصهيوني، لتفتيت هذه البلدان، وتمزيق شعوبها ونهب مقدراتها. خزان نفط وغاز يضخ الأموال لتفجير شلالات الدم فى ليبيا والعراق واليمن والبحرين ومصر، إلخ، سوريا حالة كاشفة لآليات الدور القطرى التخريبي، يعرف موقعه تابعا للسيد الأمريكى (الإسرائيلي)، المهم أن تقع «الطريدة» فى حبائل الصيادين ينهشونها، ثم يرقصون رقصة النصر.. تشعر الدوحة شعورا مركبا، عقدة النقص والضعف، لقلة المساحة وعدد السكان وحداثة النشأة، وجنون العظمة والزهو، سيول البترودولار، تجعل كل شيء فى نظرهم قابلا للشراء، انحطاط بلا قاع وتناقضات حادة تهدد مصير دول المنطقة، قيادة موتورة تشن حروبا دون مبرر، كم مليار هنا وكم مليار هناك، كفيل بتأجيج الحرائق. أنهار الدماء السورية الهادرة برهان على أن القطريين وغيرهم يمعنون فى تخريب أقطار الحضارات ومحاولة تدمير جيوشها وأهلها، العراق وسوريا ومصر، لمصلحة إسرائيل والغرب الاستعماري، تغرق بلادنا فى الفوضي، تصير فرائس لوحوش لا ترحم..!

اعترف الشيخ حمد على كل المتورطين فى قتل السوريين، وبوجود غرفة مشتركة عربية غربية إسرائيلية، فى قاعدة انجيرليك الأمريكية، بتركيا، لإدارة العمليات القتالية، وتوصيل المال والسلاح إلى الميليشيات المسلحة، ومنها جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة).. وبينما تعالج إسرائيل جرحى داعش توجه ضربات للعمق السوري، لمساعدة الإرهابيين وتغيير الوقائع على الأرض. كل هذا ينزع ورقة التوت عما يسمى «سلمية الثورة السورية»، أكد بن جاسم أنه جرى إنفاق نحو 140 مليار دولار منذ بدئها، اغتنم قادة المعارضة والتنظيمات الإرهابية الفرصة، صاروا مليونيرات، فى المهجر أو الثكنات، نظير القتل والهدم، مرتزقة باعوا أنفسهم لأعلى سعر بأسواق العار والنخاسة، تلقى رياض حجاب رئيس الوزراء السورى الأسبق 50 مليون دولار، نظير انشقاقه على نظام بشار.. وصف المعارض البارز ميشيل كيلو «الثورة والثوار» فى بلاده بأنها:«ثورة لصوص وزعران وكذابين..الله يلعن الساعة التى تعرفت فيها على 99% ممن يسمون أنفسهم ثوارا، تفوه على هيك نماذج».

فى تاريخ الأمم، يختار بعض الفئات الخيانة منهجا، والعمالة والانبطاح للأعداء سلوكا، سئل بن جاسم عن علاقات الدوحة مع إسرائيل ودعم الجماعات المسلحة، فأجاب: «بصراحة، تقربا وتزلفا للولايات المتحدة»،وأضاف: أن كل الأوراق لو كشفت، ستكون قطر فى ذيل قائمة داعمى تلك الجماعات، قديما كان الشيخ حمد نفسه أول من صك «دبلوماسية التوسل لأمريكا» فى الفضاء العربي، ومن ساعتها أصبحت سنة متبعة..!.

هكذا إذن، يمرح الصياد القطرى بأرض العرب قتلا وتشريدا، يدعم ويسلح جماعات الإسلام السياسي، يبنى وعيا زائفا لدى الشعوب، عبر منصات إعلامية كاسحة، أبرزها «الجزيرة» التى أبدى بن جاسم ندما خادعا على تأسيسها، فى معرض استرضاء السعودية، نعم السعودية التى تآمر على إسقاط نظام الحكم فيها وتقسيمها إلى دويلات، مع معمر القذافي، قبل أن ينقلب على هذا الأخير ويذبحه ويريق دماء الليبيين فوق الرمال.

لا يستوعب العقل دوافع المراهقة القطرية وخيمة العواقب، والإصرار على صنع الكوارث ونحر الأبرياء، لاتزال رحى الإرهاب تطحن القرى والمدن فى سوريا وغيرها، كم من أم فقدت فلذة كبدها وامرأة ترملت وأب قتلت أسرته بين يديه.. أرواح تزهق هدرا كل دقيقة، تضحيات فادحة يريقها القطريون، ومن لف لفهم، على مذبح الأسياد فى عواصم الغرب، وينامون مطمئنين، تحميهم القواعد الأمريكية-الإسرائيلية والتركية.. ومن ثم ينبغى إعادة النظر فى الأزمة السورية برمتها، مع الإشادة بالمساعى المصرية والجهود الروسية للحفاظ على مؤسسات سوريا، لاسيما الجيش فى ضوء اعترافات قطر برعاية الإرهاب، ثم جرجرة الدوحة إلى المحاكم الدولية، «الحجر» على الجموح القطرى -بكل الوسائل- بات فريضة، لأن مركب التبعية يثبت أن «المال» بأيدى السفهاء «نقمة»، طال الزمن أو قصر، ستدور على الباغى الدوائر، يلاحقه الخزى والخسران، ويصبح الصياد ذاته «طريدة» لفرائسه..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى