محمد الساعد : الدويلة.. قبسٌ من فتنة !
- تناول الكادر الإخواني مبارك الدويلة في مقال له عبر «الزميلة» صحيفة القبس الكويتية، نشر قبل يومين تاريخ زعيم الإخوان المسلمين (الساعاتي حسن البنا)، المجرّمة جماعته في عدد من الدول وأولها السعودية.
مبارك الدويلة هو نفسه الذي خرج في تسجيل تآمري شهير قبل أشهر مع العقيد معمر القذافي في خيمته الشهيرة متندراً متبجحاً ومتقربا للقذافي الذي كان أبناء عشيرته الإخوانية يكفّرونه على المنابر، وعندما فتح لهم خزائن ليبيا نفروا إليه زرافات ووحدانا تذللا عند قدميه وبحثا عن رضاه وشنط دولاراته الخضراء.
التسجيل السابق لم يتناول تاريخ نضال البنا -كما يزعم الدويلة- من أجل تحرير فلسطين، ولا دعم الشعب الفلسطيني وقضيته كذبا وبهتانا كما تناوله الدويلة في مقاله عبر القبس، بل تدارس الدويلة فيه كيف يسهل للقذافي تأجيج الأوضاع في السعودية ودعم الثورات وضرب السلم الاجتماعي.
كانت حفلة تآمرية بامتياز بين مبارك الدويلة ومعمر القذافي قدم فيها زعيم إخوان الكويت نفسه كخبير في بناء المؤامرات والتأثير على «القبائل» السعودية الكريمة ودفعها للانخراط في مشروع القذافي والإخوان الإجرامي، وهو نفس المشروع الذي فعلوه في مدينتي البيضاء وبني غازي الليبيتين ولكن بعدما خانوا ربيب نعمتهم القذافي.
هل تذكر الزميلة القبس أن الديوان الأميري الكويتي اضطر لإصدار بيان نفى فيه وزير شؤون الديوان الشيخ علي الجراح، صحة ما ذكره مبارك الدويلة حول علم أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بشأن مخطط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لنشر الفوضى في منطقة الخليج، وحسب ما أوردته وكالة الأنباء الكويتية، شدد الجراح على عدم جواز نسب «أي حديث أو قول سواءً في مقالة أو لقاء (إلى أمير الكويت) دون الحصول على موافقة رسمية وصريحة من الديوان الأميري وحذَر الديوان من اللجوء إلى مثل هذه الأساليب التي توقع فاعلها تحت طائلة المساءلة القانونية».
ولأننا نقول دائما لكل من يسيء أو يتآمر على بلادنا «إن نسيتم فلن ننسى» فلا بأس من التذكير بما قاله الدويلة عبر تويتر في رده على تسريبات لقائه مع القذافي والتي دار خلالها حديث مطول عن خطط لاستخدام القبائل والسلاح في نشر الفوضى في المملكة: «زيارتي مع الأخ الكبير فايز البغيلي للقذافي والبشير لم تكن سرية، بل كانت بعلم الخارجية الكويتية وكانت بهدف التوصل لاتفاق سلام بين الأسود الحرة والخرطوم، الذي تحقق في أكتوبر تشرين الأول 2006، بحضور الشيخ ناصر صباح الأحمد ممثلاً عن الحكومة الكويتية».
وأضاف الدويلة: «في لقائنا مع القذافي حدث حوار نقلت تفاصيله في حينها للشيخ صباح الذي طلب مني إبلاغ الملك سلمان به، وتم ذلك في نفس اليوم حيث طرح القذافي فكرة استخدام القبائل لزعزعة أمن الخليج».
نحن أمام متآمر حقيقي يسعى لنشر الفوضى وقلب نظام الحكم في دولة شقيقة، فكيف يعقل من صحيفة زميلة أن تتيح له نشر دعاياته الرخيصة، في الوقت نفسه الذي يطالب بعض الإعلام الكويتي بمنع أي شاب أو مغرد سعودي من تناول قضايا اجتماعية كويتية ويتعاملون معها بحساسية مفرطة.
ما هي الرسالة التي ترسلها الزميلة «القبس» إلى السعوديين وهي تسمح للدويلة المتهم بالانخراط في مشروع انقلابي ضد وطنهم والاجتماع مع القذافي الذي خطط ونفذ محاولة لاغتيال ملك بلادهم (الملك عبدالله -رحمه الله-)، كل ما نراه أن الشقيقة القبس ناولت الدويلة «قبسا» من فتنة، فهل سيحرق به دشداشته الكويتية؟ أم سيحاول إحراق ثياب الخليج من جديد، كما أوقد نار الفتنة تحت خيمة القذافي ذات يوم؟