تقارير

تجارة باهظة.. هكذا تهدد الحرب سوق تأجير الأرحام في أوكرانيا

دفع القصف الروسي، الأوكرانيين إلى النزوح ومغادرة منازلهم، ليلجأ البعض منهم إلى مخابئ متفرقة، وسط حالة من الهلع، وأثيرت العديد من المخاوف حول مصير الأمهات البديلات والمولودين الجدد في هذه الحرب التي تجتاح بلدًا كان يعد الأشهر في تأجير الأرحام.

وبينما انشغل الجميع بتأمين حياتهم وحياة ذويهم، أثارت وسائل إعلامية محلية وأجنبية، قضية «الأمهات البديلات» حيث اشتهرت أوكرانيا بكونها البلد الرائد في تأجير الأرحام.

وكانت تتعهد العيادات فيها، وفق قوانين وشروط ملزمة، بحماية الأمهات البديلات طيلة فترة الحمل وحتى الولادة، واليوم وقد أصبح الخطر يحيط بالجميع، مع بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، يتخوف الكثيرون، من إمكانية اختلاط المولودين الجدد، أو من إضاعة أثر هؤلاء الأمهات، أو حتى تعريض حياتهن للخطر.

ووفق ما أشار إليه تقرير نشرته صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، فإن العيادات الطبية تترك في الغالب «الأمهات البديلات» أي النساء اللاتي قبلن بتأجير أرحامهن لحمل أطفال غيرهم من الأزواج، في شقق بعيدة عن أسرهن وأطفالهن.

وبحسب الصحيفة الفرنسية، وبينما تحظر أغلب البلدان الأوروبية تأجير الرحم، رُخص تأجير الأرحام منذ عام 2002 في أوكرانيا للمتزوجين من جنسين مختلفين والذين يعانون من العقم، مع تكثيف هذا النشاط المربح للغاية في السنوات الأخيرة، ويعتبر تأجير الأرحام أقل تكلفة من مثيله في الولايات المتحدة، ويتراوح سعره بين 40 ألف و60 ألف يورو في المتوسط.

وأضاف التقرير الفرنسي، أنه مع بدء القصف، جرى نقل الأمهات إلى أقبية وأماكن غير معروفة، وأثار ذلك عديدًا من المخاوف خاصة في صفوف المعارضين لقانون تأجير الأرحام في أوكرانيا، الذين لفتوا في تصريحات إعلامية، إلى أنه «لا أحد اليوم في وضع يسمح له بالتساؤل عن كيفية رعاية هؤلاء الأمهات والأطفال في خضم هذه الحرب. من المحتمل أن يولد هؤلاء الأطفال في أقبية، وبالتالي ما نخشاه أن يجرى إجبار النساء على الولادة بسرعة أكبر، عن طريق التحريض الاصطناعي أو الولادة القيصرية، وذلك لتلبية طلب العملاء».

ووردت قبل بدء الحرب، العديد من التقارير التي أزاحت الستار عن المعاملة السيئة التي تتعرض لها «الأمهات البديلات» خلال فترة الحمل، وغياب الدعم المعنوي والنفسي، إذ يُجبرن على الابتعاد عن أسرهن بأماكن معزولة، وتتعرض أجسادهن إلى الإنهاك ويضطررن إلى المحافظة على الحمل الذي تلقين مقابله أجورًا وأموالًا باهظة.

وبينما تلقي الحرب اليوم بأوزارها، تصبح هذه الفئة معرضة للكثير من المخاطر، ولا يتعلق الأمر بهن فقط، إذ إن هذه الحالة من الفوضى التي تسود المكان من الممكن أن تعرض الأجنة للخطر، كما يمكن أن يختلط الأطفال، أو تضيع هذه العيادات أثر الأمهات البديلات إلى غير دولة أو مخبئ ويصبح الوصول إلى الطفل بعد ذلك أشبه بالمستحيل.

وفي هذا السياق تحدثت عديد من التقارير عن أن مئات من الأباء وأغلبهم من أوروبا الغربية، قد تقطعت بهم السبل للوصول إلى أبنائهم الذين تحملهم الأرحام المستأجرة في أوكرانيا.

وبذلك يزداد هذا السوق تعقيدًا، كل زاد أمد الحرب الروسية على أوكرانيا، ويسود الغموض في الأثناء مصير هؤلاء الأمهات والأطفال.

ولا يزال هذا القانون يثير جدلًا واسعًا في أوكرانيا، ليتفجر الحديث عنه مجددًا مع اندلاع الحرب التي ألقت بظلالها بشكل مأساوي على هذا القطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى