استمرار المعارك في عدة مدن أوكرانية.. وروسيا تعلن أنها قد تستهدف طائرات المساعدات العسكرية
: استمرت المعارك أمس في عدة مدن أوكرانية فيما شددت القوات الروسية ضغوطها على كييف.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، أمس السبت، إن الطائرات المحملة بمساعدات عسكرية لأوكرانيا قد تكون هدفا للجيش الروسي.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن العلاقات بين روسيا والناتو وصلت إلى نقطة الصفر، فيما تدرس روسيا حاليا الرد على عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عليها، مشيرة إلى أن قائمة عقوبات على أفراد وشركات أمريكية جاهزة.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن «الاتحاد الأوروبي يضع نفسه في زاوية عبر فرض العقوبات علينا، وسيكون من الصعب خروجه منها»، لافتةً إلى أن موسكو مستعدة لمواجهة قوية مع الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة إذا لزم الأمر».
وأكّدت وزارة الخارجية الأوكرانية أمس تَعَرُّض مسجد لجأ إليه نحو 80 مدنياً بينهم أتراك للقصف في ماريوبول في جنوب شرق أوكرانيا حيث يُحاصر آلاف الأشخاص منذ أيام، فيما نفى أحد منظمي عمليات الإجلاء من المدينة حدوث ذلك.
غير أن رئيس جمعية مسجد سليمان في ماريوبول إسماعيل حاجي أوغلو أكّد، عبر محطة «خبر ترك» بعد ظهر أمس، أن الحيّ تعرّض لإطلاق نار لكن المسجد لم يُستهدف.
وواصلت القوات المسلحة الروسية، لليوم السابع عشر على التوالي، تنفيذ عمليتها العسكرية في أوكرانيا. واستمرت المعارك تستمر في مدن أوكرانية عدة وخصوصا حول مدينة ماريوبول المحاصرة على بحر ازوف وفي محيط كييف التي تحاول القوات الروسية تطويقها.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية صباح أمس أن صفارات الإنذار دوت في كل الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك في المدن الكبرى كييف وأوديسا ودنيبرو وخاركيف وميكولايف.
في فاسيلكيف بجنوب كييف اشتعلت النيران في محطة نفطية بعد غارة جوية روسية بحسب رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة كييف أوليكسي كويبا. ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية (اونيان) عن الشرطة أن «مستودعًا للذخيرة تضرر وهناك ذخيرة تنفجر. واندلع حريق».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قصفت أمس 79 موقعاً من البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا، كما أسقطت مروحية أوكرانية و3 طائرات مسيرة.
تحدث الجيش الروسي عن إحراز تقدم على جبهة منطقة دونباس الانفصالية في الشرق مؤكدا أنه دمر «ما مجموعه 3491 بنية تحتية عسكرية أوكرانية»، بما في ذلك «123 آلية جوية بدون طيار و1127 دبابة ومدرعات قتالية أخرى».
من جانبه أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مؤتمر صحفي في كييف أمس، أن «نحو 1300» جندي أوكراني قُتلوا منذ بدء العملية الروسية الروسي.
وأوضح زيلينسكي أن الجيش الروسي خسر «نحو 12 ألف جندي»، مضيفا «إنها نسبة واحد على عشرة، لكنني لست سعيدا بذلك».
وكان الجيش الروسي قد أعلن في الثاني من مارس مقتل نحو 500 جندي في صفوفه.
وندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بما وصفه بأنه «خرق فاضح» للقانون الإنساني الدولي من قبل القوات الأوكرانية، وذلك خلال محادثات هاتفية أجراها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، بحسب ما أعلن الكرملين.
وجاء في بيان صدر عن مكتبه أن «بوتين أطلعهما على حقيقة الوضع.. تحديدا، تم إبلاغهما بالحقائق العديدة عن الخرق الفاضح لمعايير القانون الإنساني الدولي من قبل قوات الأمن الأوكرانية»، مضيفا أن بوتين حضّ الزعيمين الأوروبيين على التأثير على سلطات كييف.
وذكر بوتين في الاتصال الهاتفي مع نظيريه «الاغتيالات العشوائية للمعارضين» و«احتجاز مدنيين رهائن» و«استخدامهم كدروع بشرية» و«نشر أسلحة ثقيلة في مناطق سكنية قرب مستشفيات ومدارس وحضانات أطفال» بحسب بيان الكرملين.
كما اتهم «الكتائب القومية» الأوكرانية «بعرقلة عمليات الإنقاذ بشكل منهجي وترهيب المدنيين الذين يحاولون الخروج» من مناطق القتال.
وأضاف الكرملين أن «فلاديمير بوتين حث إيمانويل ماكرون وأولاف شولتس على التأثير على سلطات كييف لوضع حد لهذه الأعمال الإجرامية».
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الروسي سلم أكثر من مئة طن من المساعدات الإنسانية «للمستعمرات المحررة في منطقة خاركيف» في شمال شرق أوكرانيا.
إلى ذلك أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس أن روسيا تبنّت «نهجا مختلفا بشكل جوهري» عن توجّهاتها السابقة خلال المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب.
وقال زيلينسكي للصحفيين إن هذا النهج يتناقض مع محادثات سابقة عندما كانت تكتفي موسكو بـ«إصدار إنذارات» وأكد أنه «سعيد بتلقي إشارة من روسيا» بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يرى «بعض التحوّلات الإيجابية» في المفاوضات.
وأعلنت الأمم المتحدة أمس أن عدد الذين فرّوا من أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية وصل تقريبًا إلى 2,6 مليون شخص. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 2,597,543 شخصًا فرّوا من أوكرانيا حتى الآن، في آخر تحديث للأرقام بعد ظهر أمس، أي بزيادة 92,650 شخصًا منذ التعداد الأخير الجمعة. ويُعدّ هذا النزوح أكبر هجرة جماعية للاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي.