تقارير

خضرعلي طاهر من بائع دجاج الى ذراع ماهرالاسد المالية.. تلقى وعناصره تدريبا ودعما لوجستيا إيرانيا وتدريبا قتاليا من حزب الله اللبناني

فر خضر علي طاهر بائع الدجاج وسائق الميكروباص سابقا والذي بات ذراع ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري ورجل ايران البارز ، خضر طاهر الذي ورد اسمه في قائمة العقوبات الاميركية، اصبح يعرف باسم امير المعابر هرب من البلاد وبحوزته عشرات الملايين من الدولارات.

من بائع فروج الى ملياردير تطارده العقوبات

ويُعد أبو علي أحد أبرز واجهات نظام الأسد الاقتصادية، وجاء فراره ـ “خوفًا من اعتقاله والتضحية به بعد أنباء عن استدعائه للتحقيق”، إثر اعتقال 3 من رجاله المقرّبين من بينهم صهره إيهاب الراعي، أحد المسؤولين عن الحواجز في الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد.

لماذا فرّ الخضر؟
ونشر الصحفي السوري، زياد الريس، عبر صفحته، قائلا، “ابو علي خضر أخد حصتو وطلع اخد تعبو لاتقولوا عنو حرامي لا هو كان شريك الحرامي وقرر ياخد حصتو ويهرب”.

وأضاف الريس في منشور آخر، “سيتم إعادة هيكلة الفساد في سوريا برعاية بشار الأسد. رؤوس فاسدة تطير وتهرب، وأخرى تحاكم شكليا. وسيتم الدفع بوحوه جديدة للساحة الدموية للاستمرار بقتل الشعب السوري جوعا”.

وذكرت صفحة (هنا سوريا) الموالية في فيسبوك، أن (الخضر) فرّ من البلاد وبحوزته 3 مليارات دولار أمريكي، مشيرة إلى أن المبلغ الذي تم تهريبه ما هو إلا (ثروة) جناها الخضر خلال فترة خدمته لدى ماهر أسد.

فيما أكدت صفحة (جيفارا طرطوس – شبكة أخبار نور حلب)، أن سبب فرار الخضر هو اعتقال نسيبه (زوج أخته) المدعو (إيهاب الراعي)، وهو المسؤول الأول عن الحواجز بالفرقة الرابعة، والذي يخضع لتحقيقات سرية جداً وبأوامر (عليا).

خضر طاهر.. الاقتصادي الصاعد الذي أجبر وزير الداخلية السوري على التراجع – عنب بلدي

مطلوب للتحقيق

وذكرت شبكة (صوت العاصمة) نقلاً عن مصادر لم تسمّها قولها، إن “الخضر تم استدعاؤه للتحقيق في أحد فروع ميليشيات أسد الأمنية، وذلك في أعقاب حملة دهم جرت في حي (الفيلات الغربية) بمنطقة المزة في العاصمة دمشق، حيث اعتقلت ميليشيات الأمن ثلاثة من أبرز رجال (أبو علي خضر) وتأتي ملاحقة الخضر في ظل حالة من الغليان الشعبي ضد حكومة ميليشيا أسد جراء الفساد المتجذر والانهيار الاقتصادي وموجات الغلاء، وهو ما انعكس جلياً في كتابات الموالين مؤخراً التي وصلت حد الهجوم على بشار الأسد شخصياً والسخرية منه.

من هو أبو علي خضر؟
وخضر علي طاهر، والدته بديعة وردي، ولد عام 1976 في صافيتا بمحافظة طرطوس. ويعد من أبرز رجالات اللواء غسان بلال مدير مكتب ماهر الأسد شقيق بشار وقائد الفرقة الرابعة.

ويُعرف بأنه أحد الشخصيات المقرّبة من أسماء الأسد ويُشتهر بـ”أمير المعابر” نظراً لسلطته الواسعة على حواجز ميليشيا أسد ولا سيما “الفرقة الرابعة”، حيث كان من أبرز رجالات اللواء غسان بلال مدير مكتب ماهر أسد قائد ميليشيا الفرقة الرابعة.

وبحسب موقع “مع العدالة” فإن “أبو علي خضر” هو واحد من سبعين شخصية من رجال الأعمال، الذين يعتمد بشار أسد عليهم في التحايل على العقوبات الدولية، عبر شبكة من الشركات التي تتبع لهم داخل سوريا وخارجها أبرزها “شركة الياسمين للمقاولات، و إيلا للسياحة، وإيما تل للاتصالات، وإيلا ميديا للإعلام والإعلان”، إضافة لكونه شريكاً مؤسّساً في “شركة الياسمين للتعهدات”، ويمتلك 900 حصة في الشركة.

كما يشغل منصب رئيس مجلس إدارة وشريك مؤسس في “الشركة السورية للإدارة الفندقية”، ومدير مالك لـ “شركة العلي والحمزة”، وشريك مؤسس في “شركة السورية للمعادن والاستثمار”، ورئيس مجلس الإدارة وشريك مؤسس في “شركة ايليغانت”، ومدير وشريك مؤسس في “شركة النجم الذهبي التجارية”، إضافة إلى شركات أخرى في العديد من القطاعات كقطاع المعادن والخدمات وقطاع الاتصالات وغيرها من القطاعات الأخرى.خضر طاهر.. “بائع فروج” حولته حرب الأسد إلى ملياردير معاقب دوليا | صحيفة الاستقلال

غير أن المصادر الحقيقية لثروته ارتبطت بشكل مباشر بالفرقة الرابعة حيث كان يتولى مهمة إدارة حواجزها اقتصادياً لتمويل أنشطة تلك الميليشيا عبر فرض الإتاوات على الأهالي والتجار والصناعيين عند كل حاجز.

وفي تقرير سابق لمعهد الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث أكد تحول عناصر الفرقة الرابعة إلى (جُباة أموال) فقط، على الطرقات والحواجز العسكرية والمعابر، مشيراً إلى أن ذلك النهج ساهم بصعود بعض الشخصيات الاقتصادية، منهم أبو علي خضر، الذي ذاع صيته كرجل أعمال ارتبط بالفرقة الرابعة نتيجة علاقاته الوثيقة بضباط الفرقة.

ويرتبط اسم خضر كذلك بشركة القلعة للحراسات الأمنية، كما يقود ميليشيات مقرّبة من الفرقة الرابعة ويُقدّر عدد عناصرها بنحو ألفي عنصر شاركوا في أعمال قمع واسعة النطاق ضد الشعب السوري.

الخضر مطلوب للعدالة الدولية

ونهاية أيلول 2020، أدرجت الخزانة الأمريكية اسمه على قائمة عقوبات قيصر لثلاثة أسباب، الأول عمله كوسيط محلي بارز ومقاول للفرقة الرابعة، وامتلاكه لشركة أمنية أسسها عام 2017، مهمتها توفير الحماية للقوافل عند نقاط تفتيش الفرقة الرابعة. أما السبب الثالث فكونه المكلف بتحصيل الرسوم والضرائب على الحواجز والمعابر الداخلية بين نظام أسد والمعارضة.

انقسامات في الدائرة المقربة
قد تكون حادثة الخضر إن صحت، مألوفة تماما وشبه شائعة لدى السوريين لا سيما بعد 11 عاما من الحرب، إذ سمع الكثير عن مثل هذه الأحداث خلال السنوات السابقة، وكان أشهرها ابن خال الأسد، رامي مخلوف. لكن حادثة الخضر وبحسب رجل الأعمال السوري، منير الزعبي، تفتح الأعين إلى كيفية رؤية انحراف الاقتصاد السوري عن مساره التاريخي.

تعرّف على المسؤول الأبرز عن الأتاوات على المعابر بين النظام والثوار | شبكة آرام الإعلامية

ذراع إيرانية
أول من فضح اسم “أبو علي خضر”، كان رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية “فارس الشهابي”، خلال مداخلة على قناة “الإخبارية السورية” التابعة للنظام السوري في فبراير/شباط 2019.

اتهمه حينها شخصيا، بأنه واحد من الذين يفرضون الإتاوات على المعامل، ويحاربون الصناعة الوطنية ويدخلون البضائع عبر معابر التهريب من مناطق سيطرة المعارضة السورية.

لم يكتف الشهابي الذي كان عضوا سابقا في برلمان الأسد، بذلك، بل قال خلال المداخلة: إن أبو علي خضر هو من خرب بيوت أصحاب معامل البلاستيك في مدينة حلب.

إلا أن كلام “الشهابي” كان له وقع لدى خضر المرتبط بدوائر السلطة الحاكمة، حيث نجح في دفع قناة “الإخبارية” لحذف اللقاء من كافة معرفاتها الرسمية على الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي لأسباب غير معروفة، فيما احتفظت به باقي المنصات السورية.

ومما يدل على قوة نفوذ خضر هو تراجع وزير داخلية النظام السوري، اللواء محمد الرحمون، في مارس/آذار 2019 عن منع وحدات الشرطة من التعامل معه واستقباله في مقراتها.

وأخضع خضر طاهر لعقوبات اقتصادية فرضها الاتحاد الأوروبي في 17 فبراير/شباط 2020، على جملة من رجال أعمال وكيانات سورية، قال: إنهم حققوا أرباحا هائلة بسبب علاقاتهم مع النظام السوري، واستفادوا من تعاملهم معه، إلى جانب مصادرة ممتلكات عقارية لمهجرين خارج البلاد.

كما فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات اقتصادية على “خضر”، في أواخر سبتمبر/أيلول 2020، وذلك بموجب قانون “قيصر” الذي يعاقب المتعاونين مع النظام السوري.

وفي يونيو/حزيران 2020 تداولت صفحات موالية للنظام السوري صورة جوية قيل: إنها لـ “قصر العراب” المملوك لـ “أبو علي”، والذي يقع على جبل بين قريتي مجدلون البستان والفطاسية بريف طرطوس.

وأشارت الصفحات إلى حالة البذخ التي يتمتع بها “بائع الفروج” الذي تحول بين ليلة وضحاها إلى إمبراطور اقتصادي، حيث ضم القصر مهبط طائرات مروحية وملاعب تنس وغولف ومسابح ومرافق ترفيهية أخرى.

ويؤكد موقع “مع العدالة” الذي يعنى بإحقاق مبدأ المساءلة ومنع الإفلات من العقاب لمجرمي الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان، أن “أبو علي خضر”، هو من رجال الظل الذين يخدمون النظام السوري، عبر الشركات والأعمال التجارية، وهو ذراع العميد غسان بلال مدير مكتب ماهر الأسد.

ولفت الموقع إلى أن خضر يتلقى دعما من إيران؛ نتيجة علاقته الوطيدة مع ماهر الأسد، كما يتلقى عناصر مليشياته البالغ عددهم نحو ألفي عنصر ويحملون بطاقات أمنية، تدريبا ودعما لوجستيا إيرانيا وتدريبا قتاليا من حزب الله اللبناني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى