أحمد الصراف : الإخوان وحرق الكويت مسلسل «الاختيار 3»
وثقت الحلقة الثامنة من مسلسل «الاختيار 3» تسجيلاً سرياً حقيقياً لجلسة ضمت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عندما كان مسؤولاً عن المخابرات العسكرية، والمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري بعد ثورة 2012 المصرية، ومحمد مرسي مرشح الإخوان لمنصب رئاسة الجمهورية، وتهديده بحرق مصر (وطنه) في حال أظهرت انتخابات 2012 خسارة الإخوان لها. وعرض التسجيل، الذي أثار حالة من الجدل وردود فعل غاضبة بشكل واسع. كما بيّن محاولة مرسي جعل الاجتماع مع المشير مُنفرداً، إلا أن الأخير أصر على ضرورة بقاء (الرئيس) السيسي في الاجتماع لثقته به، وأنّه مؤهل لتحمّل مسؤولية إدارة الدولة بأكملها.
لم يتأخر المشير طنطاوي في الرد على تحذير الإخواني «محمد مرسي»، بأنه إذا حدث وقامت جهة ما بإضرام النار في البلد، فستصبح تلك مصيبة، وحذره من تلك التصرفات، فيرد عليه مرسي بأن ما سيحدث سيكون شعوراً شعبياً تلقائياً، وليس مخططاً له، ليقاطعه المشير طنطاوي بأن الجيش على علم بمخطط الإخوان التخريبي، خاصة بعد أن اعترف «مرسي» في التسجيل بمسؤولية الإخوان عن إحداث الشغب، قائلاً: «النتيجة (يقصد نتيجة الانتخابات) يجب ألا تتغير، وإذا حدث ذلك، ليس لها من دون الله كاشفة، والموجة الموجودة هي موجة إضرام النيران، لمن يقدر المسؤولية».0 seconds of 0 secondsVolume 0%
***
بعض المهتمين بقضايا الإسلام السياسي، ومنهم الباحث سامح فايز، وصف التسجيل بأنه «أخطر» اعتراف إخواني بالمسؤولية عن مخططات الفوضى التي اجتاحت البلاد في أعقاب سقوط الجماعة الإرهابية، وخسارتهم الحكم إثر ثورة 30 يونيو!
ويضيف «فايز» بأن التسجيل، الأول من نوعه، الذي يظهر فيه أحد أكبر القيادات في الجماعة الإرهابية ومرشحها للرئاسة المصرية، متحدثاً بشكلٍ صريحٍ عن المخطط الذي سينفّذه التنظيم في حال عدم فوزه في الانتخابات الرئاسية المصرية في جولة الإعادة بينه وبين المرشح الآخر للرئاسة، الفريق أحمد شفيق، أكبر دليل على فساد تنظيمهم. كما يظهر التسجيل تهديداً مباشراً منهم بحرق البلد إذا لم يحصلوا على السلطة، وهو المبدأ الراسخ لدى التنظيم الإخواني الذي لا يهتم لأي اعتبارات قومية أو وطنية، ولا يتعامل سوى مع مصلحته وأجندته فقط، ويُحاول تحقيقها حتى لو اضطر لإثارة حرب أهلية لهدم البلاد لمصلحة مشروعه. كما يشير فايز إلى أهمية الدور الذي لعبته مؤسسات الدولة المصرية، وفي مقدمتها الجيش المصري لصد هذا المخطط، والقضاء عليه.
ما ورد في الشريط تحذير للدول التي لا يزال للإخوان تأثير سياسي وعقائدي فيها، وبأن هؤلاء سوف لا يترددون في حرق من يقف في طريق تحقيق مطالبهم، والكلام لك يا «كويت»!
***
خرجت الفاشيّة الإيطاليّة بطريقة مُشابهة للنازيّة، والحركتان ولدتا من رَحِم الحرب العالميّة الأولى، وما تعرض له شعبا ألمانيا وإيطاليا من هزيمة مخجلة، ورغبتهما في الانتقام ممن تسبب في إذلالهما، ومحاولتهما استقطاب الجماهير من خلال استحضار أمجاد الماضي البعيد. وبالطريقة نفسها وللأسباب نفسها، وفي التوقيت نفسه تقريباً ظهرت جماعة الإخوان المُسلِمين، التي ولِدت بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية وسقوط الخلافة، وبالتالي تشترك هذه الحركات الثّلاث جميعُها بعلامات أيديولوجيّة أساسيّة، تتمثّل في الفكر الجمعي الأممي، والإيمان بوجود قِلّة دينيّة أو قومية مُختارة، ورغبتها في قمع الآخر بعُنف، والسّعي لهيمنة أفكارهم أو معتقداتهم الدينية أو السياسية على الغير.
***
يصعب معرفة قوة الإخوان عالمياً، ولكن لا شك أنهم نجحوا، بفضل عملهم الدعوي الصامت والحثيث، ومليارات الدولارات التي تجمعت لديهم من أموال البترودولار، ووصوليتهم التي سمحت لهم بانتهاج أي طريق أو وسيلة، مهما كانت قذرة أو دنيئة، لتحقيق أهدافهم، واعترافات محمد مرسي، واستعداد الإخوان لحرق مصر إن لم يفوزوا في الانتخابات خير دليل.
فيا أولي الألباب احذروا من شر الإخوان ومن مكائدهم وطمعهم في الحكم!