محمد يوسف : حرب طالبان المقدسة!
لم تستمر محاولات حركة «طالبان» في لبس قناع جديد لتحسين صورتها طويلاً، وعادت إلى المربع الأول لتبدأ معركتها الكبرى ضد المرأة، الطرف الأضعف في حروبها الأيديولوجية.
منذ استلامها الحكم بعد الفيلم «الدراماتيكي» الذي أعد له السيناريو في الدوحة، ونسيت الولايات المتحدة أن تكلّف مخرجاً هوليوودياً بإنجازه، حاولت الحركة طلباً لرضا الغرب أن تغيّر من سلوكها، وصرح أكثر من مسؤول بها أنها لن تتشدّد في فترة حكمها الثانية، فقد تعلّمت من الفترة الأولى الكثير، وبيّنت أنها ستسمح بتعليم المرأة، وستسمح لها بالخروج لقضاء حوائجها، وستلزمها باللباس الشرعي فقط، ظناً منها أن الغرب سيكون سعيداً بهذا التطوّر في فكر حركة انطلقت من التشدّد حتى أصبحت أكثر تطرفاً من الذين تعلّمت على أيديهم، ولكن الغرب لم يهتم، فهو يقف عند نقاط معينة عندما تخدمه، ثم يتخلّى عنها، أو لنقل تصبح غير مهمة بالنسبة إليه، وقد كان يردّد بأن «طالبان» وعدتنا، ثم يصمت، وطالبان تناديهم، تريدهم أن يعترفوا بها، ويعيدوا سفاراتهم إلى العاصمة، ولم يحدث ذلك، حتى يئسوا فعادوا إلى طبيعتهم، ولم يجدوا غير الطرف الضعيف، المرأة المسلوبة إرادتها، لتكون هي أولوية حكمهم، تاركين المخدرات التي تزرع في أرض هم يحرسونها ويحمونها، وتصدّر إلى الخارج بعد أن يحصّلوا «الإتاوات» من أصحابها، وتذهب في كل اتجاه لتدمّر المجتمعات وتقتل الشباب، والمسلمون من ضمن أولئك، ولا يعطلهم ذلك، لا يتوقفون أو يفكّرون، المهم عندهم أن تعود دولتهم الإسلامية كما يسمونها.
عادت قيود المرأة، لا تخرج مكشوفة الوجه، ولا تخرج إلا لأمر اضطراري، والعقوبات جاهزة، فنحن ما زلنا نتذكّر «حفلات» الجلد التي ينفّذونها في الشوارع دون اعتبار لانكشاف المرأة على الرجال، ولا يهتم أحد منهم لذلك، لأنهم يقدّمون العقوبة على الشرع، وبالتأكيد فإن مدرسة البنات التي تحدثوا عنها في بداية استيلائهم على السلطة، لن ترى النور أبداً، لأنها كانت طعماً لإرضاء الغرب، ولم يرضَ عنهم أحد، فلا اعترافات، ولا سفارات، ولا علاقات وزيارات، وفريق المفاوضات مازال في الدوحة هناك يقابل الأمريكان وغيرهم، أما كابول فهي بعيدة عليهم!