رأي في الحدث

عبدالله خلف :دول تُؤجّج الحروب لإسقاط الحضارة

قالوا إن الحضارة ترتفع إلى أقصى ارتفاع ثم تهبط إلى أدنى الأرض، ومن أخلاقها الحميدة إلى الهمجية وإذا تحاربت إحداها الأخرى تجد الطرفين قد تخليا عن شرف المحاربين إلى الهمجية، الرئيس الأميركي هاري ترومان التصقت بسيرته همجية إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي أكثر مدن اليابان آهلة بالسكان، وشاهدت في سنة 1985 بعض المعوقين المشوهين من الذرة، الحكومة قد منحتهم أجهزة تقرأ الكف للمارة من الناس لقاء عملة صغيرة لا يرضون بمزيد عنها.

وفي بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا سارعت أميركا تطلب من دول أوروبية في دفع الإمدادات المالية والسلاح لأوكرانيا فاستجابت طائعة.
كان الأولى أن تبادر أميركا بإنهاء الحرب عن طريق سُبل إرساء السلام لا تأجيج الحرب، مسرعة لتحطيم القطب الأكبر المنافس لأميركا للانفراد بزعامة العالم.

الأسلحة الحديثة قادرة على التدمير بإضعاف القدرة التدميرية من الحرب العالمية الثانية والرغبة الأميركية في إسراع الدول الأوروبية لمساندة الطرف الثاني بالمال والسلاح لتكون هذه الدول الأوروبية في حالة انتظار عندما تفككت روسيا لم تمنع أوكرانيا بمقاومة حربية، قيل وقتها إن خطة التفكك رسمتها (كونداليزا رايز) وصانعة الانقسامات، وكانت رايز مستشارة الأمن القومي وعندما طالبت أوكرانيا بالانفصال تركت روسيا لها الأمر رغم أن فيها المنشأة الذرية (تشير نوبل) ومرور النفط والغاز وقصور روسيا الأثرية المشيدة على أوكرانيا، وهي اللصيقة في أحضان روسيا فجلبت إليها حلف الناتو والحلف الأطلسي… أميركا لم تفسح المجال لإلقاء وشاح السلام على الطرفين بل وقفت لطرف دون الطرف الآخر… كونداليزا رايز Condoleezza Rice من مواليد 14 نوفمبر 1954 هي عالمة سياسية وديبلوماسية أميركية من أصول أفريقية.

صانعة الانقسامات الروسية… ماذا يقول الآن الذين أيدوا هذا الغزو وبّرروه، رايز هي التي رسمت خرائط التقسيم في الشرق الجديد، حروب سورية والعراق. شغلت منصب وزير الخارجية الأميركية في الفترة من 26 يناير 2005 إلى 20 يناير 2009… ومستشارة الأمن القومي… وكان منصب وزير الخارجية قبلها، كولن باول الذي قدّم استقالته ولم يشارك بحكومة الفترة الرئاسية الثانية… ورفض دخول أميركا إلى الدول المستعرة كالعراق وسورية ولبنان وأفغانستان وأخرى جاءت بأزماتها من بعده… وذلك لخلق الشرق الأوسط الجديد بخطة وضعها برنارد لويس وبريجنسكي والمخابرات الإسرائيلية… كتاب الشرق الأوسط الجديد لشمعون بيريز. ورسموا حروب الشرق الأوسط هكذا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى