رأي في الحدث

بثينة خليفة قاسم : الدولار الأميركي والحمار الميت

يُقال إن أحد المصرفيين انتقل إلى قرية صغيرة في الغرب الأميركي وافتتح هناك مصرفاً خاصاً به، وابتدأ أعماله المصرفية لأهالي القرية والمزارع المحيطة بها، وفي يوم من الأيام جاء أحد المزارعين للاقتراض من البنك، فرحب به البنك أشد ترحيب، ووافق على إعطائه الدولارات العشرة التي طلبها، لكنه اشترط عليه أن يرهن أصلا يملكه مقابل هذا القرض، لكن المزارع لم يكن يملك شيئا ليقدمه كرهن إلا حماره، وبعد حيرة وافق البنك فوراً وأعطاه النقود. وعندما حل موعد السداد حضر المزارع إلى البنك وقال إنه لا يملك النقود التي اقترضها ولا يستطيع أن يسدد دينه، فرد عليه الموظف: سنأخذ حمارك سداداً للدين، لكن المفاجأة أن الحمار مات هذا الصباح، فانزعج الموظف وشعر أنه أمام حالة تعثر في السداد، فذهب فورا واستشار مدير البنك، فرد عليه المدير: خذ حماره سدادا للقرض، قال الموظف: لكن الحمار مات ويعتبر الآن من الأصول السيئة، ففكر مدير البنك وقال لا بأس سنأخذ الحمار الميت مقابل الدين، لكن اشترط على المزارع أن لا يخبر أحدا أن الحمار مات.
وبعدما خرج المزارع فرحاً بما كسب، عاد موظف البنك إلى المدير، وقال له: لكن ماذا سنستفيد من الحمار الميت، لقد كانت هذه الصفقة خاسرة بالنسبة لنا، فرد عليه المدير: لا تستعجل الأمور وسترى بنفسك النتائج، والآن أريدك أن تعلن في القرية أننا سنقوم بعمل يانصيب والجائزة الكبرى ستكون حمار المزارع! وفعلا قاموا بإصدار ألف تذكرة يانصيب على الجائزة الكبرى “حمار المزارع” وتم بيعها بالكامل، وفي اليوم الموعود تم السحب على الجائزة وفاز بها أحد القرويين المحظوظين، وفي الصباح التالي حضر إلى البنك لاستلام جائزته، فقام مدير البنك بنفسه باصطحابه لاستلام الجائزة، وطبعاً صدم القروي عندما رأى الحمار جثة هامدة! فاعترض ورفض استلام الجائزة، فما كان من مدير البنك إلا أن اعتذر له وأعاد له ثمن تذكرة اليانصيب التي دفعها، وهي دولار واحد فقط.
التفت المدير للموظف وقال “الآن ربحنا 999 دولارا”. فقال الموظف: لكن أنت قمت بتوزيع الأصل السيئ على كل أهالي القرية، فرد عليه المدير: إن الأصول السامة يجب على الكل أن يتشاركها، لأنه إذا أكلها شخص واحد سيموت، لكن أن يمرض الكل خير من أن أموت أنا. هذه القصة استخدمها أحد أساتذة الاقتصاد خلال حديثه عن صعود الدولار الأميركي وتقهقر العملات الأخرى في هذه الأيام معتبرا أن الحمار أو الدولار مات، وأن أميركا تقوم بتوزيع ما حدث له على العالم كله على اعتبار أن أصول أميركا أصبحت بالسالب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى