رأي في الحدث

فوزية رشيد : إيران ونظام فاشيّ ظلم شعبه وشعوب المنطقة!

{‭ ‬كل‭ ‬مرّة‭ ‬تندلع‭ ‬فيها‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الشعبية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية،‭ ‬بسبب‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المتردّي،‭ ‬والغلاء،‭ ‬والبطالة‭ ‬والفقر‭ ‬وتغلغل‭ ‬الفساد،‭ ‬وتردّي‭ ‬الحياة‭ ‬المعيشية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التضخم،‭ ‬وصول‭ ‬العملة‭ ‬الإيرانية‭ ‬إلى‭ ‬الحضيض،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك،‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬قمع‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬الملالي‮»‬‭ ‬سيزداد‭ ‬ضراوة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬تلك‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الإيرانية‭ ‬إلى‭ ‬ثورة‭ ‬شعبية‭ ‬جارفة،‭ ‬تكنس‭ ‬وجوده‭ ‬من‭ ‬السلطة‭!‬

{‭ ‬لذلك‭ ‬وككل‭ ‬مرة،‭ ‬يسقط‭ ‬ضحايا‭ ‬بالرصاص‭ ‬الحيّ،‭ ‬وتمتلئ‭ ‬سجون‭ ‬الملالي‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬شارك‭ ‬أو‭ ‬نطق‭ ‬أو‭ ‬أحرق‭ ‬صورة‭ ‬‮«‬للمرشد‭ ‬الأعلى‮»‬‭ ‬وطاقمه‭ ‬من‭ ‬الملالي،‭ ‬لتتكرر‭ ‬المأساة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وتتكرّر‭ ‬المشاهد‭ ‬المحفوظة‭ ‬بين‭ ‬كرّ‭ ‬وفرّ،‭ ‬وقتل‭ ‬وقمع،‭ ‬وليعود‭ ‬الشعب‭ ‬مقهوراً‭ ‬يبحث‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭ ‬عن‭ ‬الخبز‭ ‬والوقود‭ ‬والدواء‭ ‬والكهرباء‭!.. ‬فيجد‭ ‬أن‭ ‬دخله‭ ‬وما‭ ‬يملك‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬ليوفرّ‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬وسط‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬وهبوط‭ ‬معدلاّت‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬لدى‭ ‬المواطن‭ ‬الإيراني،‭ ‬الفقير‭ ‬أو‭ ‬المعدوم‭ ‬والذي‭ ‬بلغ‭ ‬نسبة‭ ‬تعادل‭ ‬الـ60‭%‬‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭!‬

{‭ ‬إيران‭ ‬بلدٌ‭ ‬غني‭ ‬بثروات‭ ‬الأرض‭ ‬المنهوبة‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬وبحكامها‭ ‬السابقين،‭ ‬وهي‭ ‬أرض‭ ‬‮«‬الأحواز‮»‬‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬أكثر‭ ‬الثروات‭ ‬النفطية‭ ‬والمعادن‭ ‬والمياه،‭ ‬لكن‭ ‬‮«‬حكم‭ ‬الملالي‮»‬‭ ‬ظلم‭ ‬شعبه‭ ‬وأفقره‭ ‬وأوصله‭ ‬إلى‭ ‬حافة‭ ‬الهلاك‭ ‬جوعاً‭ ‬وقمعاً‭ ‬ومارس‭ ‬العنصرية‭ ‬ضد‭ ‬القوميات‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬ليتفرغ‭ ‬إلى‭ ‬سحب‭ ‬بساط‭ ‬الظلم‭ ‬إلى‭ ‬شعوب‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن‭ ‬وبعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬التي‭ ‬أوهم‭ ‬بعض‭ ‬أبنائها،‭ ‬بأن‭ ‬بساط‭ ‬‮«‬ظلمه‭ ‬الأسود‮»‬‭ ‬هو‭ ‬سجّاد‭ ‬أعجمي‭ ‬فاخر‭! ‬فإذا‭ ‬بالشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬يئن‭ ‬من‭ ‬ظلامية‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬وتئن‭ ‬معه‭ ‬شعوب‭ ‬عربية‭ ‬أخرى،‭ ‬استطاع‭ ‬عبر‭ ‬وكلائه‭ ‬وأذرعه‭ ‬أن‭ ‬يقتلع‭ ‬أي‭ ‬حسّ‭ ‬وطني‭ ‬من‭ ‬قلوبهم،‭ ‬ويضع‭ ‬مكانه‭ ‬الولاء‭ ‬لإيران‭!‬

{‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬مستها‭ ‬يد‭ ‬الظلام‭ ‬الإيراني‭ ‬بحكم‭ ‬‮«‬الملالي‮»‬،‭ ‬تحولّت‭ ‬شعوبها‭ ‬للاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬منحدرات‭ ‬الهاوية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬من‭ ‬فقر‭ ‬وفساد‭ ‬وظلم‭ ‬وطائفية،‭ ‬وفوضى‭ ‬وعبث‭ ‬بسيادة‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها،‭ ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬شيء‭ ‬تراه‭ ‬تلك‭ ‬الشعوب،‭ ‬حالها‭ ‬حال‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬غير‭ ‬السواد‭ ‬والظلام‭ ‬وركام‭ ‬الرماد‭!‬

هذا‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬الثيوقراطي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬كرسّ‭ ‬الفتنة‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬الجوار،‭ ‬وأجج‭ ‬لغة‭ ‬الكراهية‭ ‬الطائفية‭ ‬وادعاءات‭ ‬المظلومية،‭ ‬تحوّل‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬قفاز‭ ‬شوكي‮»‬‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬يضع‭ ‬يده‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬حتى‭ ‬يدميه‭!‬

{‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬بقدمي‭ ‬‮«‬الخميني‮»‬‭ ‬على‭ ‬الطائرة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬والقتل‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬برقاب‭ ‬أصحاب‭ ‬الثورة‭ ‬من‭ ‬‮«‬غير‭ ‬الملالي‮»‬‭ ‬وبعشرات‭ ‬الآلاف،‭ ‬ليترسّخ‭ ‬ذلك‭ ‬كنهج‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬كله،‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬ينتفض‭ ‬في‭ ‬وجهه،‭ ‬مطالباً‭ ‬بحقوقه‭ ‬الطبيعية‭ ‬البسيطة‭ ‬التي‭ ‬توفرّ‭ ‬له‭ ‬أدنى‭ ‬درجات‭ ‬الحياة‭ ‬المعيشية،‭ ‬حتى‭ ‬يلبس‭ ‬النظام‭ ‬الثيوقراطي‭ ‬الاستبدادي‭ ‬قفازه‭ ‬الشوكي‭ ‬ليدمي‭ ‬جلود‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب،‭ ‬ولكأن‭ ‬خيرات‭ ‬إيران‭ ‬حقّ‭ ‬له،‭ ‬وما‭ ‬الشعب‭ ‬إلاّ‭ ‬زيادة‭ ‬أرقام‭!‬

طالما‭ ‬بقي‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬فسيبقى‭ ‬معه‭ ‬الظلم،‭ ‬وستبقى‭ ‬الصراعات،‭ ‬وسيبقى‭ ‬التهديد‭ ‬المرتبط‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الأذرع‭ ‬والوكلاء‭ ‬والمرتزقة‭ ‬والمليشيات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التهديد‭ ‬النووي‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تكريسه‭! ‬حتى‭ ‬تتحوّل‭ ‬تلك‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬إلى‭ ‬ثورة‭ ‬شعبية‭ ‬عارمة؟‭! ‬فهل‭ ‬ستنطلق‭ ‬ثورة‭ ‬الجياع؟‭! ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬الحلم‭ ‬الإيراني‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬زوال‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وحلم‭ ‬شعوب‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬ذاقت‭ ‬ظلامية‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭!‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى