هنّأ محمد بن زايد وأثنى على دور خليفة في خدمة القضايا العربية والإسلامية والإنسانية-«الوزاري الخليجي» يؤكد على احترام سيادة الدول ودعم مكافحة الإرهاب
أكد بيان اجتماع الدورة 152 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، المنعقد، أمس، بمقر الأمانة العامة في الرياض، برئاسة الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، على ضرورة تعزيز العمل المشترك ومكافحة الإرهاب، كما شدد على دعم سيادة الإمارات على جزرها الثلاث.
الذي عقد في مقر الأمانة العامة للمجلس بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية وبحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون.وعبّر المجلس الوزاري في بيان صادر عن الاجتماع عن عميق مشاعر الأسى والحزن، لوفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، الذي انتقل إلى جوار ربه، بعد حياة مليئة بالأعمال الجليلة والإنجازات الكبيرة، ورحلة حافلة بالعطاء الصادق.
والعمل المخلص الدؤوب لما فيه خير الإمارات وتقدمها وازدهارها ورخاء شعبها. وقدم المجلس خالص العزاء وصادق المواساة لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، وللأمتين العربية والإسلامية في هذا المصاب الجلل.
كما عبّر المجلس عن صادق تقديره لدور الفقيد الراحل في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مع إخوانه قادة دول المجلس، ولما قدمه، رحمه الله، من جهد كبير لخدمة القضايا العربية والإسلامية، وخير الإنسانية، وسلام المنطقة والعالم.
ورفع المجلس الوزاري التهنئة إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمناسبة انتخابه رئيساً لدولة الإمارات.
وأعرب عن ثقته بأن سموه سيعزز بحكمته المعهودة المشاركة الفاعلة لدولة الإمارات في دعم مسيرة مجلس التعاون المباركة، وتحقيق أهدافه السامية مع إخوانه قادة دول المجلس، والحفاظ على أمن مجلس التعاون، وتثبيت قواعده، بما يحقق الاستقرار والازدهار لدول المجلس وشعوبها.
واطلع المجلس الوزاري على ما تقوم به اللجان العاملة في إطار مجلس التعاون من جهود لتنفيذ قرارات المجلس الأعلى للتعاون في دورته الـ 42، ورؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك في جميع المجالات.
وشدد البيان على أهمية تصنيف ميليشيا الحوثي كجماعة إرهابية وفرض حظر السلاح عليها من قبل الأمم المتحدة، كما وأوضح سبل التعامل مع مختلف القضايا العربية والإقليمية، ودعم الحلول الدبلوماسية للأزمات العالمية.
مواقف ثابتة
وأكد المجلس الوزاري على مواقف مجلس التعاون الثابتة تجاه الإرهاب ونبذه لكافة أشكال العنف والتطرف، والتزام الدول الأعضاء بمواصلة جهودها ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي. كما عبر عن دعمه للجهود الدولية والإقليمية ضد كل التنظيمات الإرهابية المتطرفة وتجفيف منابع تمويلها.
وفي ملف جزر الإمارات المحتلة، أكد المجلس الوزاري على مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال إيران لجزر الإمارات الثلاث؛ طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، مؤكداً على دعم سيادة الإمارات على جزرها الثلاث ومياهها الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أراضي الإمارات.
وأكد أن أي ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران في الجزر الثلاث باطلة ولاغية وليست ذات أثر على حق سيادة الإمارات على جزرها الثلاث. ودعا المجلس الوزاري إيران للاستجابة لمساعي الإمارات لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
كما أكد على مواقف مجلس التعاون وقراراته الثابتة بشأن العلاقات مع إيران، مؤكداً ضرورة التزامها بالمبادئ المبنية على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بشأن العلاقات بين الدول، بما في ذلك مبادئ حُسن الجوار، إضافة إلى احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية.
وشدد المجلس على ضرورة أن تشمل مفاوضات الملف النووي الإيراني، وأي مفاوضات مستقبلية مع إيران، معالجة سلوكها المزعزع لاستقرار المنطقة، مؤكداً على ضرورة مشاركة دول المجلس في تلك المفاوضات وجميع المباحثات والاجتماعات الإقليمية والدولية المتعلقة بهذا الشأن.
دعم كامل
وفي الشأن اليمني، أكد البيان دعمه الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له، مرحباً بالمبادرة الإنسانية التي أعلنتها المملكة العربية السعودية بإطلاق سراح 163 أسيراً حوثياً. وأشاد بالدعم العاجل بمبلغ 3 مليارات دولار للاقتصاد اليمني.
وذلك عن طريق تقديم مبلغ 2 مليار دولار مناصفة بين السعودية والإمارات، دعماً للبنك المركزي اليمني. وتقديم مبلغ مليار دولار إضافي من السعودية منه 600 مليون دولار لصندوق دعم شراء المشتقات النفطية، و400 مليون دولار لمشاريع ومبادرات تنموية.
القضية الأولى
وفي الشأن الفلسطيني، أكد المجلس الوزاري على مواقف دول المجلس الثابتة من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، ودعمها لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967.
أما في الشأن العراقي، فأدان المجلس الوزاري القصف الذي استهدف مدينة أربيل، مؤيداً ما جاء في بيان وزارة الخارجية العراقية الذي عبرت فيه عن إدانتها للقصف الذي طال عدداً من المواقع في أربيل. وأكدت فيه على ألا تُستخدم الأراضي العراقيّة مقراً أو ممراً لتهديد أمن دول الجوار. وجدد المجلس الوزاري دعمه لقرار مجلس الأمن رقم 2107 (2013)، بشأن إحالة ملف الأسرى والمفقودين والممتلكات الكويتية والأرشيف الوطني إلى بعثة الأمم المتحدة (UNAMI).
وفي الملف السوري، أكد على مواقف مجلس التعاون الثابتة بشأن الأزمة، كما عبر عن تضامن مجلس التعاون الثابت مع الشعب اللبناني لتحقيق كل ما من شأنه أن يحفظ للبنان استقراره. وبشأن السودان، أكد المجلس على مواقف وقرارات دول المجلس الثابتة بشأن أهمية الحفاظ على أمن السودان وسلامته. وحول ليبيا دعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية العليا.
وبشأن أفغانستان أكد المجلس على أهمية استعادة الأمن والاستقرار فيها، وحول الأزمة الأوكرانية، أكد على أن موقف مجلس التعاون من الأزمة مبني على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والحفاظ على النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، مؤكداً دعمه لجهود الوساطة لحل الأزمة سياسياً.
إدانات
أدان البيان الختامي لاجتماع الدورة 152 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون اغتيال القوات الإسرائيلية للإعلامية شيرين أبو عاقلة وإصابة إعلامي آخر بالقرب من مخيم جنين أثناء قيامهما بأعمالهما الصحفية. وطالب المجتمع الدولي بفتح تحقيق لمساءلة مرتكبي هذه الجريمة وملاحقة المسؤولين عنها أمام جهات العدالة الدولية.
كما عبر المجلس عن إدانته للهجوم الإرهابي الذي استهدف إحدى محطات رفع المياه غرب سيناء في مصر في 7 مايو الماضي، كما أدان الهجوم الإرهابي الذي استهدف نقطة تمركز أمنية شمال سيناء في 12 مايو، وأدان التفجيرات الإرهابية التي وقعت في 26 أبريل في باكستان، كما أدان العمليات الإرهابية التي تتعرض لها أفغانستان.