رأي في الحدث

محميد المحميد : الشذوذ الأمريكي.. في المثلية الجنسية

يبدو‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ليست‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬سبب‭ ‬كراهية‭ ‬الشعوب‭ ‬لبعض‭ ‬ممارساتها،‭ ‬بعد‭ ‬إصرارها‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬ونشر‭ ‬المثلية‭ ‬الجنسية‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬المسلمين‭ ‬عبر‭ ‬سفاراتها‭.. ‬وليست‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬سبب‭ ‬اتحاد‭ ‬واتفاق‭ ‬الشعوب‭ ‬بمختلف‭ ‬طوائفهم‭ ‬ضد‭ ‬سلوكها‭ ‬الشاذ‭.. ‬هي‭ ‬تقدم‭ ‬الحجة‭ ‬الواضحة‭ ‬لأن‭ ‬تتفق‭ ‬الشعوب‭ ‬حتى‭ ‬المتصارعة‭ ‬أيديولوجيا‭ ‬وفكريا‭ ‬ضد‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭.. ‬وهي‭ ‬تحرج‭ ‬حتى‭ ‬الدول‭ ‬والجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬دائما‭ ‬عمق‭ ‬العلاقات‭ ‬المشتركة‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭.. ‬وهي‭ ‬تعطي‭ ‬المبرر‭ ‬الأكبر‭ ‬لأن‭ ‬تتحالف‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬وتتعاطف‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مضر‭ ‬بالمصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬الاستراتيجية‭.‬

هل‭ ‬تقبل‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬سفارة‭ ‬لدولة‭ ‬ما‭ ‬بإحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬شخصية‭ ‬أو‭ ‬جماعة‭ ‬أو‭ ‬حزب‭ ‬إرهابي‭ ‬قام‭ ‬بالتفجيرات‭ ‬والقتل‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي؟‭ ‬هل‭ ‬سيكون‭ ‬ذلك‭ ‬مبررا‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير؟‭ ‬أم‭ ‬ستصفه‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بأنه‭ ‬تحريض‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬ودعم‭ ‬للإرهابيين‭ ‬وتشجيع‭ ‬على‭ ‬الجريمة؟‭ ‬أم‭ ‬ستترك‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬حالها،‭ ‬لأنها‭ ‬سمحت‭ ‬وقبلت‭ ‬بأن‭ ‬تقوم‭ ‬بما‭ ‬يخالف‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬ويناهض‭ ‬السلوك‭ ‬القويم؟‭ ‬

هل‭ ‬التوقيت‭ ‬أصلا‭ ‬مناسب‭ ‬لأن‭ ‬تستعدي‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بتصرفها‭ ‬المتعنت‭ ‬الصلف‭ ‬مبادئ‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والدينية،‭ ‬وهي‭ ‬تخوض‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم؟‭ ‬وهي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تشحذ‭ ‬مواقف‭ ‬الدول‭ ‬مع‭ ‬قراراتها‭ ‬وتوجهاتها‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية؟‭ ‬

ثم‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الشخصيات‭ ‬المجتمعية‭ ‬وغيرها،‭ ‬والتي‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬لقاءات‭ ‬ودية‭ ‬واجتماعات‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬السفارات‭ ‬الأمريكية‭..‬؟‭ ‬هل‭ ‬تقبل‭ ‬بقيامها‭ ‬بالاحتفال‭ ‬بالشذوذ‭ ‬الجنسي‭ ‬وتشارك‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المثلية‭ ‬الجنسية؟‭ ‬أم‭ ‬إنه‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬موقف‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬رفض‭ ‬السلوك‭ ‬الأمريكي‭ ‬المقيت؟‭ ‬وهل‭ ‬يلام‭ ‬الناس‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬حينما‭ ‬يرفضون‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬يتحسسون‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الشخصيات‭ ‬المجتمعية‭..‬؟؟

لقد‭ ‬قدمت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬على‭ ‬طبق‭ ‬من‭ ‬ذهب،‭ ‬بتصرفها‭ ‬الشاذ،‭ ‬كل‭ ‬الفرص‭ ‬والمبررات‭ ‬لأن‭ ‬تكرهها‭ ‬الشعوب‭ ‬أكثر،‭ ‬ولأن‭ ‬تعطي‭ ‬المجال‭ ‬لمن‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬هدم‭ ‬كل‭ ‬سبل‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش،‭ ‬ولأن‭ ‬تضاعف‭ ‬قوة‭ ‬وانتشار‭ ‬كل‭ ‬خطاب‭ ‬تراه‭ ‬هي‭ ‬مهددا‭ ‬للسلام‭ ‬والحريات‭.. ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬جدا‭ ‬أنها‭ ‬إدارة‭ ‬لا‭ ‬تعي‭ ‬جيدا‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬حاضرا‭ ‬ومستقبلا،‭ ‬وتواصل‭ ‬في‭ ‬خطاياها‭ ‬وأخطائها،‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬أوباما‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬لنشر‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬‮«‬الربيع‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬تكرر‭ ‬نفس‭ ‬الجريمة‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬دعم‭ ‬‮«‬الشذوذ‭ ‬الجنسي‮»‬‭.‬

كل‭ ‬الاستفزازات‭ ‬والسعي‭ ‬لنشر‭ ‬المثلية‭ ‬الجنسية‭ ‬لن‭ ‬تجد‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬نجاح‭ ‬وقبول‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬وعند‭ ‬الشعوب،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬حاولت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وماكيناتها‭ ‬تبسيط‭ ‬الأمر‭ ‬وتجميله،‭ ‬تحت‭ ‬عبارات‭ ‬‮«‬مجتمع‭ ‬الميم‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬حرية‭ ‬الجنس‭ ‬والاختيار‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬المثلية‮»‬،‭ ‬لأن‭ ‬الجميع‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬مخالف‭ ‬للأديان‭ ‬والإنسانية‭ ‬والطبيعة‭ ‬البشرية،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬قوم‭ ‬لوط‭ ‬والسحاق،‭ ‬وليس‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬السليمة‭ ‬لدى‭ ‬الشعوب،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬دولة‭ ‬ستؤيد‭ ‬الشذوذ‭ ‬الأمريكي،‭ ‬احتراما‭ ‬لعقيدتها‭ ‬وثوابتها،‭ ‬وقيمها‭ ‬الأصيلة،‭ ‬واحتراما‭ ‬لثقافة‭ ‬شعوبها‭ ‬ومبادئ‭ ‬مجتمعاتها‭.‬

نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مواجهة‭ ‬الشذوذ‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المثلية،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬دولنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعربية،‭ ‬والخليجية‭ ‬خاصة،‭ ‬والجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬فيها‭ ‬ترفض‭ ‬السلوك‭ ‬الأمريكي‭ ‬ولا‭ ‬تؤيده‭ ‬ولا‭ ‬تقبله‭ ‬بتاتا،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يقام‭ ‬داخل‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ويكون‭ ‬مخالفا‭ ‬لثقافة‭ ‬المجتمع،‭ ‬واتفاقيات‭ ‬فيينا‭ ‬الخاصة‭ ‬بالعمل‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬له‭ ‬إجراءاته‭ ‬الرسمية‭ ‬والدبلوماسية،‭ ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬الشعوب‭ ‬أن‭ ‬تعلن‭ ‬رفضها‭ ‬للشذوذ‭ ‬الأمريكي،‭ ‬كي‭ ‬توصل‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭.‬

فهل‭ ‬ستعي‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ذلك؟‭ ‬وهل‭ ‬ستفهم‭ ‬السفارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الرسالة‭ ‬والخطاب‭ ‬الشعبي‭ ‬الرافض‭ ‬للشذوذ‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المثلية‭ ‬الجنسية؟‭ ‬أم‭ ‬إنها‭ ‬ستصر‭ ‬وتواصل‭ ‬في‭ ‬نهجها‭ ‬المستفز،‭ ‬لتفقد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مصالحها،‭ ‬ولتضاعف‭ ‬من‭ ‬كراهية‭ ‬الشعوب‭ ‬لها‭..‬؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى