رأي في الحدث

محمد يوسف : يزيدون النار حطباً

أوصلوا العالم إلى حافة الهاوية، ثم بدؤوا «يلطمون»، متباكين على الاقتصاد، ومحذّرين من ركود اقتصادي، قد يكون أكثر قسوة من كل ما سبقه خلال مئة عام.

حرب أوكرانيا ما زالت مرشحة للاتساع، وأصبحت مهيأة لاستخدام أسلحة أكثر فتكاً وأشد تدميراً، وهي حرب عبثية، استدرج الجميع إليها، ومطلوب من العالم كله أن يسهم فيها، بمال أو سلاح أو بيانات إدانة، وأن ينحاز لأحد الطرفين، فالحياد غير مرغوب فيه، يفرزون الدول والمناطق، ويحصون المواقف، وكل شيء ينهار، تبعات الحرب تمتد، وتأكل كل ما يصادفها في الطريق.
محرضون، وطماعون، وحالمون بحفر أسمائهم في قوائم الأبطال، ومغرّر بهم، مخدوعون، صدقوا أنهم يمكن أن يواجهوا الدب بسلاح من مخلفات حرب فيتنام وأفغانستان، وما زالوا يقولون بأن «النصر آتٍ»، فقط لو صمدت أوكرانيا عدة سنوات، ستكسب الحرب، ونصف سكان أوكرانيا اليوم محاصرون ولاجئون.

الولايات المتحدة تتحدث عن ركود اقتصادي قادم في الطريق، فقد اختلّت الموازين، وأُهدرت الأموال، وهذه بشارة سوء، فالعالم مرتبط بالدولار، وأمريكا هي أقوى اقتصاد في العالم، ركودها الاقتصادي يعني كارثة تطال البشرية، وقد بدأت التداعيات تصل إلى البلاد البعيدة، غير المعنية بما حدث في أوكرانيا، نقص في الغذاء، وارتفاع في أسعار السلع الضرورية، وتحفّظات لدى المؤسسات المالية، ورهونات وبيع أملاك، وتحرّكات سلبية، تدعو إلى الخوف وطلب الأمان بأي ثمن، فأحداث 2008 ما زالت ماثلة أمامهم، وقد تعلّموا منها، ولكن الأمر هذه المرّة مختلف، فالنار اليوم مشتعلة، ويريدونها أن تستمر كذلك لأطول فترة، لتأكل ما تأكل من مال وأرض وأرواح، وتستنزف ثروات تلو ثروات.

إدارة بايدن تقول إن هناك احتمالاً لحالة ركود، البيت الأبيض يتوقع، ووزيرة الخزانة تؤكد، وتجار الحروب يضحكون على الجميع، فهم يكدّسون مليارات فوق المليارات، ويزيدون النار حطباً!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى