فتاة النابالم تستكمل علاجها بعد 50 عاما من اصابتها باسلحة اميركية محرمة دوليا
لا احد يعرف ان اسمها “فان ثي كيم فوك”، وقد تكون الغالبية تجهل ان هذه الفتاة التي نشرت صورتها قبل خمسين عاما على صفحات المجلات والصحف ما تزال على قيد الحياة، بل انها تتعالج من حروقها التي اصيبت بها نتيجة قصف القوات الاميركية لقريتها خلال الحرب على فيتنام.
استكمال العلاج بعد نصف قرن
بين يونيو 1972 ويونيو 2022 ، خضعت كيم فوك فان ثي المعروفة عالميا باسم “فتاة النابالم” للمرحلة الأخيرة من علاج الحروق والندوب التي عانت منها بعد نحو 50 عاما من نجاتها من غارة اميركية بالاسلحة المحرمة دوليا في العدوان على فيتنام قتل فيها وقد أدى اثنين من أبناء عم كيم فوك وقرويين آخرين
وتقول تقارير اعلامية اميركية ان فوك “60عاما” بدأت جولتها الثانية عشرة والأخيرة من العلاج في معهد ميامي للأمراض الجلدية والليزر، لم تنس خلالها الاثار النفسية والصدمة الكبيرة التي لاقتها الى جانب الألم الجسدي فقد كانت جروحها شديدة لدرجة أن الأطباء اعتقدوا فور تعرضها للهجوم أنها لن تنجو.المرحلة الاخيرة من علاج فتاة النابالم
من هي فتاة النابالم “فان ثي كيم فوك”؟
نشأتُ “فان ثي كيم فوك” في قرية ترانغ بانغ الصغيرة في فيتنام الجنوبية، كانت والدتها تدير مطعما شهيرا، فيما عمل والدها في مرزعته المنتجة ، تذكرها والدتها بانها كانت فتاة مبتسمة وضحوكة ومقبلة على الحياة، وتقول فوك: أذكر حبي للمدرسة، ولعبي مع أقربائي، والأطفال الآخرين، في قريتنا، ننطّ بالحبال، ونركض، ويطارد بعضنا بعضًا بمرح لكن : انقلب هذا كله يوم 8 يونيو/ حزيران 1972
في التاريخ المذكور كانت فوك تلعب في فناء المعبد. وفي اللحظة التالية، كانت طائرةٌ تنقض، وصوتٌ مُدوٍّ. ومن ثم انفجارات، ودخان، ووجع مبرّح. كنت في التاسعة.
فوك: يلتصق النابالم بك أيًا تكن سرعة ركضك، مُسبّبًا حروقًا وألمًا رهيبًا يدوم عُمرًا. لا أذكر ركضي وصراخي: “نونغ كوا، نونغ كوا! (“حار، حار!”)، ولكن الفيلم، وذكريات الآخرين، تُظهر أنّي فعلتُ وقلتُ.
فتاة النابالم الفيتنامية تفوز بجائزة ألمانية لعملها في مجال السلام | عربي بوست
قصف باسلحة محرمة
في تلك اللحظات كانت الطائرات تقصف المعبد حيث يلهو الاطفال، والمناطق المحيطه به ياسلحة محرمة دوليا، هربت فوك من الانفجارات مع الآخرين، كانت طفله عارية بذراعين مفتوحتين، تصرخ ألمًا.
التقطها المصوّر الفيتنامي الجنوبي نك أوت، الذي كان يعمل مع وكالة أسوشييتد برس، وظهرت على واجهات الجرائد في أنحاء العالم فقد باتت إحدى أشهر صور حرب فيتنام.
تقول تقارير غربية “أسقطت الطائرات الفيتنامية الجنوبية قنبلة نابالم على القرية، التي تعرضت للهجوم والاحتلال من قبل القوات الفيتنامية الشمالية. وكانت كيم فوك من ضمن مجموعة من المدنيين والجنود الفيتناميين الجنوبيين الذين فروا من إحدى معابد الكاو دائية إلى المواقع الآمنة التي يُسيطر عليها الفيتناميون الجنوبيون.
وتزعم “أخطأ قائد سلاح الجو التابع لجمهورية فيتنام قصف جنود العدو وقام بقصف مدنيين آخرين. وقد أدى ذلك إلى مقتل اثنين من أبناء عم كيم فوك وقرويين آخرين. وقد أحرقت كيم فوك بشدة وأحرقت ملابسها”. الا ان المناهضون ومؤسسات معنية اكدت ان الجيش الفيتنامي الجنوبي لم يكن يمتلك هذا النوع من السلاح
ازمة نفسية
بعد انتشار صورها، استقبلها زعماء ورؤوساء وملوك واسر ملكية وحاكمة لكنها مع ذلك كرهت المصور “اوت” وتقول: ” كبرت وأنا أبغض تلك الصورة “أنا فتاة صغيرة. أنا عارية. لمَ التقطَ تلك الصورة؟ لمَ لمْ يحمني والداي؟ لمَ طبع تلك الصورة؟ لمَ كنتُ الطفلة الوحيدة العارية، بينما كان إخوتي وأقربائي في الصورة يرتدون ثيابهم؟”. أحسست بالقبح والعار.
وتضيف: تمنّيت أحيانًا، وأنا أكبر، أن أختفي؛ لا بسبب إصاباتي فقط ـ غطّت ندوب الحروق ثلث جسدي، وسبّبت وجعًا حادًا مزمنًا ـ، بل أيضًا بسبب عار وحرج تشوّهي. حاولتُ إخفاء الندوب وراء ثيابي. انتابني قلق واكتئاب مرعب. نَفَرَ مني الأطفال في المدرسة. كنت محطّ شفقة الجيران، وشفقة أهلي بدرجة ما. كلّما كبرت، خشيت ألا يحبّني أحد.
الحرب في جسد فتاة النابالم
حملتُ نتائج الحرب على جسدي. لا تتخلّصين من النّدوب، جسديًا، أو ذهنيًا. ممتنة الآن لقوة صورتي حين كنت في التاسعة، كما أنا ممتنة للرحلة التي خضتها شخصيًا. بات رعبي ـ الذي بالكاد أتذكره ـ عالميًا. فخورة أني صرت، بمرور الزمن، رمزًا للسلام. استغرقتُ وقتًا طويلًا لأعي هذا بعد أن كبرت.
التقت فوك بالمصور الذي التقط الصورة الخالدة نيك أوت في ميامي حيث تذكرا اللحظة المروعة ساعة التقطت فيها الصورة
صورة فوك تصدرت في حينها وسائل الإعلام الدولية، بعد أن ظهرت تركض عارية وهي بعمر 9 سنوات
قالت فوك عن تلك اللحظة: “سمعت ضجيج الانفجار، ثم فجأة اندلعت النيران في كل مكان حولي ورأيتها تغطي ذراعي”.
قال أوت، الذي انقذ فوك: “رأيت ذراعها تحترق، وجسدها يحترق بشدة”.
“لقد أخبرني بعد أن أخذ صورتي أني احترق بشدة، وثم وضع كاميرته جانبا ونقلني سريعا إلى أقرب مستشفى”.
خلد المصور أوت، لوكالة “أسوشييتد برس”، للحظة المرعبة، وأثارت صورته التي نالت جائزة “بوليتزر”، صدمة في العالم أجمع واستحالت رمزا لحرب فيتنام.
مأساة بلد اسمه فيتنام
وفق ويكبيديا فان حرب فيتنام يطلق عليها حرب المقاومة ضد أمريكا، وهو نزاع وقع في فيتنام ولاوس وكمبوديا ابتداءً من 1 نوفمبر 1955، حتى سقوط سايغون في 30 أبريل 1975. وهي ثاني الحروب الهندوصينية وكانت أطراف الحرب الرسمية فيتنام الشمالية وفيتنام الجنوبية. تلقى الجيش الفيتنامي الشمالي الدعم من الاتحاد السوفيتي، والصين، وحلفاء شيوعيين آخرين، أما الجيش الفيتنامي الجنوبي فقد تلقى الدعم من الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، وتايلاند وحلفاء آخرين مناهضين للشيوعية. يرى الأمريكيين أن هذه الحرب كانت بمثابة حرب بالوكالة في حقبة الحرب الباردة. وغالبية الأمريكيين يعتقدون أن الحرب كانت غير اخلاقية وغير مبررة.
تدخل اميركي كبير
بحلول عام 1964 كان عدد القوات الأمريكية المتدخلة في الصراع في فيتنام 23,000 جندي أمريكي، ثم تصاعد العدد أكثر في أعقاب حادث خليج تونكين عام 1964، والتي زعم فيها أن مدمرة أمريكية قد اشتبكت مع سفينة حربية هجومية تابعة لشمال فيتنام. وأعقب ذلك قرار خليج تونكين، الذي أعطى ليندون جونسون الإذن بزيادة أعداد الجنود الأمريكيين، وأصبح العدد 184,000 جندي أمريكي. في كل عام، كانت تتزايد أعداد الجنود الأمريكيين على الرغم من التقدم القليل في الصراع، عبّر وزير الدفاع الأمريكي روبرت ماكنامارا والذي لعب دورا رئيسيا في تصعيد تدخل الولايات المتحدة في حرب فيتنام عن شكوكه في الانتصار بنهاية عام 1966. اعتمدت القوات الأمريكية والفيتنامية الجنوبية على التفوق الجوي والقوة النيرانية الهائلة لإجراء عمليات بحث وتدمير، واستخدمت القوات البرية والمدفعية والضربات الجوية. خلال الحرب شنت الولايات المتحدة حملة قصف إستراتيجية واسعة النطاق ضد شمال فيتنام. في أعقاب هجوم Tết بدأت القوات الأمريكية بالانسحاب التدريجي في إطار مرحلة “فيتنامنة” التي هدفت إلى إنهاء التدخل الأمريكي في الحرب ونقل مهمة محاربة الشيوعيين إلى الفيتناميين الجنوبيين من خلال تطوير وتدريب الجيش الفيتنامي الجنوبي. وفي هذه المرحلة ازدادت قدرات الجيش الفيتنامي الجنوبي غير التقليدية والتقليدية بعد فترة من الإهمال وأصبحت تركز على القوة النارية على غرار القوات الأمريكية.
الاف الضحايا
بحلول عام 1964 كان عدد القوات الأمريكية المتدخلة في الصراع في فيتنام 23,000 جندي أمريكي، ثم تصاعد العدد أكثر في أعقاب حادث خليج تونكين عام 1964، والتي زعم فيها أن مدمرة أمريكية قد اشتبكت مع سفينة حربية هجومية تابعة لشمال فيتنام. وأعقب ذلك قرار خليج تونكين، الذي أعطى ليندون جونسون الإذن بزيادة أعداد الجنود الأمريكيين، وأصبح العدد 184,000 جندي أمريكي. في كل عام، كانت تتزايد أعداد الجنود الأمريكيين على الرغم من التقدم القليل في الصراع، عبّر وزير الدفاع الأمريكي روبرت ماكنامارا والذي لعب دورا رئيسيا في تصعيد تدخل الولايات المتحدة في حرب فيتنام عن شكوكه في الانتصار بنهاية عام 1966. اعتمدت القوات الأمريكية والفيتنامية الجنوبية على التفوق الجوي والقوة النيرانية الهائلة لإجراء عمليات بحث وتدمير، واستخدمت القوات البرية والمدفعية والضربات الجوية. خلال الحرب شنت الولايات المتحدة حملة قصف إستراتيجية واسعة النطاق ضد شمال فيتنام. في أعقاب هجوم Tết بدأت القوات الأمريكية بالانسحاب التدريجي في إطار مرحلة “فيتنامنة” التي هدفت إلى إنهاء التدخل الأمريكي في الحرب ونقل مهمة محاربة الشيوعيين إلى الفيتناميين الجنوبيين من خلال تطوير وتدريب الجيش الفيتنامي الجنوبي. وفي هذه المرحلة ازدادت قدرات الجيش الفيتنامي الجنوبي غير التقليدية والتقليدية بعد فترة من الإهمال وأصبحت تركز على القوة النارية على غرار القوات الأمريكية.