أحمد الجارالله : محمد بن زايد… ليكن خطاب الحكمة تقليداً سنوياً
سعيد من كانت هوايته مهنته، والأكثر سعادة من كان إخوانه وسنده وعونه قادة كباراً كأعضاء المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، الذين وصفهم رئيسها الشيخ محمد بن زايد بهذه الصفات التي كانت ترجمتها واضحة طوال 51 سنة من عمر الاتحاد، الذي ترسخ بالجهود الجبارة لقادة آمنوا بأن الوحدة الطريق إلى الريادة والتقدم، بدءاً من المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وإخوانهما الذين أسسوا هذه الدولة الكبيرة، مرورا بالشيخ خليفة بن زايد، وصولا إلى الشيخ محمد بن زايد، الذي رأى في قيادة الدولة الاتحادية “مسؤوليةً عظيمةً”، داعياً الله “أن يعينه على حملها”.
نقولها بأمانة إن الإمارات التي خطت في نصف القرن الماضي هذه الخطوات الكبيرة، وصلت الى ما هي عليه حاليا، فيما يحمل أمانتها قادة هوايتهم الحكم الرشيد، ولذا ستبقى مثابرة على التقدم والتطور، وكذلك تبقى المثال الواضح على أن القوة في الوحدة، التي يجب أن تصل إليها الدول العربية كافة، بدءاً من نواتها الناجحة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي لا يزال منذ 42 عاماً يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الهدف النهائي له، وهو التكامل والاتحاد، تنفيذاً لبيان تأسيسه، وصولاً إلى وحدة عربية، أو تكامل بالحد المعقول لاثنتين وعشرين دولة، لديها من الإمكانات الكبيرة ما يؤهلها لكي تصبح قوة عالمية مؤثرة.
اليوم ينظر العالم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة على أنها النموذج الأمثل للتعاون والاندماج والانصهار الوطني، القائم على مبدأ “الكل للواحد والواحد للكل”، ولقد أثبتت التجارب طوال 51 عاماً من عمر الاتحاد ذلك في الكثير من المناسبات.
لقد كان خطاب الشيخ محمد بن زايد خارطة طريق وطنية لشعبه وإخوانه، وأيضا لشعوب دول “مجلس التعاون” التي عليها أن تواصل العمل من أجل تحقيق ميثاق المجلس، وحينها لا شك سيكون تجمعاً إقليمياً كبيراً يضم الدول الست المنسجمة بالثقافة والعادات والتقاليد وأنظمة الحكم والقوانين.
لا يختلف اثنان على أن خطاب الشيخ محمد بن زايد كان خطاب الحكمة المستند إلى حقائق لا يمكن لأحد التغافل عنها، سواء كان في الشأن الداخلي، أو في العلاقة مع المقيمين الذين رغم تنوعهم الثقافي والعرقي، الوافدين من 200 دولة، إلا أن دولة الإمارات عملت على الاستفادة منهم وجعلتهم عامل بناء وتطور للدولة والمجتمع، ولم يزعجها أن عددهم أصبح أكثر من المواطنين، أو في العلاقات الدولية وكيف تحول الخصوم والأعداء إلى اصدقاء.
لا شك ان شعب الإمارات محظوظ بهذه القيادة التي تدرك جيداً كيف تعمل من أجل مصلحة شعبها، وتلك القيادة سعيدة ايضا بهذا الشعب المتفاني بالخدمة الوطنية، ولهذا جاء الخطاب ليبرز تلك المناقب، ويا حبذا لو كان خطاباً سنوياً يعبر عن تطورات الحالة الاتحادية التي لا تزال شعوب المنطقة والإقليم تتعلم منها معاني الوحدة الحقيقيه