رأي في الحدث

احمد الدواس : السعودية قوة إقليمية (2 من 4)

قلنا عندما تولى رونالد ريغان الرئاسة كان الخطر الشيوعي يهدد العالم، ومنطقة الشرق الأوسط، وكانت بلاده قد خرجت للتو من حرب فيتنام منهكة، فيما التصدي للخطر الشيوعي باهظ التكاليف، وهنا قدمت السعودية الدعم السياسي والمالي لأميركا للتصدي لهذا الخطر في أفغانستان واليمن وأثيوبيا وأنغولا ونيكاراغوا.
قبل 30 عاما قدمت السعودية تسهيلات للطيران الأميركي والبريطاني للعبور في الأجواء أو الأراضي السعودية أثناء تحرير الكويت، أو بما يخص العراق عام 2003، لكن بعد تولى اوباما رئاسة أميركا بعد العام 2008 تدنى أداء الرئيس في تعامله مع العالم، إذ لم تمارس أميركا سياسة خارجية أكثر فاعلية تجاه الشرق الأوسط.
برز التقاعس الأميركي عن مواجهة الأحداث في المنطقة بعد ما يُسمى “الثورات العربية” فقد تخلت عن الرئيس المصري حسني مبارك، ما جعل السعودية تنتقد التصرف الأميركي بالتخلي عن الحليف وقت الحاجة.
وعندما استولى تنظيم “داعش” على مناطق في سورية والعراق حققت إيران مكاسب في العراق وسورية واليمن من خلال الفوضى، فأصبحت علاقات أميركا أسوأ مع كل دول المنطقة ماعدا إيران، ومما زاد من الاستياء الخليجي ضد الإدارة الأميركية تقارب هذه الإدارة مع ايران وإبرام اتفاق نووي معها، رغم كل ما قدمته السعودية من عون للحليف الأميركي طوال عقود.
لهذه الأسباب لم يقم العاهل السعودي الملك سلمان باستقبال أوباما أكبر رئيس دولة في العالم على أرض المطار عند وصوله السعودية في 21 ابريل 2016 للمشاركة في قمة زعماء دول “مجلس التعاون” الخليجي وأرسل له شخصية ذات مستوى منخفض وهو أمير منطقة الرياض، ومما زاد في خدش العلاقة الثنائية ان الكونغرس الأميركي كان يدرس مصادفة مشروعاً يتهم السعودية بالمسؤولية عن حادث 11 سبتمبر عام 2001 الإرهابي في نيويورك، وان عليها ان تدفع الثمن لضحايا الحادث ما جعل السعودية تُهدد أميركا ببيع أصول أميركية بمئات المليارات من الدولارات، ومن غير المتوقع ان تفعل أميركا ذلك، فإن صادرت بعضاً من الأموال السعودية عندئذٍ ستنطلق إشارة خطر تهدد أصولا تمتلكها الدول الأخرى، وهنا سيحدث هروب للأموال من أميركا مما يهدد الدولار.
يومها كتب أستاذان جامعيان أحدهما كيرتس برادلي أستاذ القانون في جامعة “ديوك” الأميركية، وجاك غولد سميث أستاذ القانون من جامعة “هارفارد” نشر بالصحف قالا فيها:” لا تجعلوا الشعب الأميركي يقاضي السعودية “.
ونشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية “إن السعودية حليف عظيم ومفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط، ومن الحماقة الابتعاد عنها”، مشيرةً إلى أن أميركا تملك الكثير من الوثائق السرية التي تكشف دور إيران السري مع تنظيم القاعدة، ودعمها لعدد من العمليات الإرهابية، وأن السعودية لها تاريخ طويل في الحرب ضد تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة، وأنها أنشأت تحالفاً إسلامياً لمحاربة “القاعدة” و”داعش”، والجماعات الإرهابية، مثل “حزب الله”.
ومما ودر في تقريرها” من الخطأ الأخلاقي أن نساوي بين السعودية وإيران” متسائلة: كم مخطط إرهابي ساعدت فيه طهران واشنطن؟ لا شيء، وأن إيران توجه هجماتها ضد مصالح الولايات المتحدة، واختتمت الصحيفة “من الحماقة الخطيرة الاعتماد على إيران في مكافحة التطرف الإسلامي على مستوى العالم، وتجاهل دور السعودية، وفي هذا الوقت بالذات يجب أن نعمل مع السعودية لكبح النفوذ الإيراني النووي ومنع طهران من الحصول على السلاح النووي، وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط “.
في اجتماع اوباما مع القادة الخليجيين تعهدت أميركا بالاستمرار في مساعدة دول الخليج على تعزيز قدراتها العسكرية، واحتواء نشاطات ايران التي تزعزع المنطقة، ولمواجهة أو صد أي عدوان خارجي على حلفائها الخليجيين، وان تتبادل معهم المعلومات حول الخطر الإيراني على المنطقة، وان تواجه عسكرياً تنظيم “داعش”، لكننا لم نلمس نشاطا مؤثرا لإدارة اوباما رغم الدعم السعودي لأميركا وقت الأزمات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى