د. خالد عايد الجنفاوي: تَحَرَّرْ من عُبودِيَّة القبلية والطائفية والطبقية
أعتقد أنّ القبلية التعصبية، والطائفية الاقصائية، والطبقية النخبوية الاستعلائية، هي أنواع من العبودية لانها تسترقّ الانسان الحر، وفقًا لفطرته الأساسية، وتضع أمامه معوقات وقيودا مصطنعة تمنعه من عيش حياة متكاملة.
فالتعصب القبلي العنصري، والاصطفاف الطائفي المقيت، والتحيز الطبقي الدوني، كلها تتناقض مع الحرية والاستقلال الفكري والنفسي، اذ يختلقها الدِيماغُوجِيّون والمتنفذون، قبليًا وطائفيًا وطبقيًا وفئوياً، بهدف منع الفرد الحر والمستقل من عيش حياة متكاملة في مجتمعه الوطني التي تزخر بالتفاعل الايجابي مع المواطن الآخر المختلف عنه.
ولأنّ قيود، القبلية والطائفية والطبقية والفئوية الاقصائية، تحدّ من حرياتنا الشخصية كأفراد، فالإنسان الذي يرغب فعلاً في عيش حياة حرة، ومستقلة وفعّالة، وذات معان حقيقية هو من سيتخلص بإرادته من استعبادها المدمر له، في حياته الخاصة وفي تفاعلاته وتعاملاته مع الآخرين في العالم الخارجي.
يصعب، مثلاً، تخيل أن يُصَدِّق الانسان في عالم اليوم، والذي لا يزال يعتقد بمشروعية التعصب القبلي، أنّ موالاته التامة لقبيلته على حساب وطنه ستضمن له حياة يومية مجزية، أو مستقرة نفسيًا، فلا يمكن أن يعيش الفرد حياة متكاملة في مجتمعه الوطني ما دام يرتدي طوعاً، أو قسراً، قيود التعصب القبلي.
ويصعب كذلك تخيل أن يعيش أحدهم حراً، نفسياً وروحيًا، وهو يستمر ينظر إلى المواطن الآخر- شريكه في المواطنة- عبر عدسات طائفية إقصائية، فالإيمان الروحي لأحد الأفراد هو شأن خاص به، ولا علاقة له بإمكانية تحقيقه مواطنة حقة وفعالة، أو التزامه بما تمليه عليه متطلبات الوحدة الوطنية.
قيود القبلية والطائفية والطبقية هي قيود استعبادية تمنع الابداع الفكري والتطوّر الشخصي والنقاء الروحي وتعطّل تكوّين علاقات رحيمة بين أعضاء المجتمع.
وإذا جادل البعض بأنّ الاصطفاف، القبلي والطائفي والطبقي، هو تحصيل حاصل لطبيعة المجتمع،الا ان هذه القيود تبقى استعبادية مصطنعة يستعملها بعض الموتورين لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب المواطنة الحقة، فالإنسان الحر قولاً وفعلاً هو من ينزع من عقله قيود التقوقع النفسي المصطنع، ويعانق حريته الانسانية الفطرية، فحرّر نفسك من كل أنواع العبودية تربت يداك.