أحمد الجارالله : محمد السادس لقادة الجزائر… خلصونا من ألم الفُرقة
كل عام حين يحتفل المغاربة بعيد العرش يجدد الملك محمد السادس الثبات على الموقف الشفاف والصادق الذي يخاطب به شعبه، ويضع أمامه كل ما تحقق خلال العام المنصرم، وكذلك الخطوات التي يعمل عليها الحكم في السنة التالية.
في هذا الخطاب السنوي يشعر الجميع كم هي كبيرة الأثقال التي يعيشها هذا الملك الذي أسر قلوب شعبه بتلك المواقف الحازمة، البعيدة عن أمنيات لا تتحقق، لأنه يدرك جيداً أن الحكم مسؤولية وأمانة كبرى.
لهذا خطت المملكة وطوال عقدين خطوات كبيرة في طريق التنمية، التي أطلق في سبيلها الملك محمد السادس هذه السنة دعوته المغاربة إلى العمل بروح المبادرة ومقومات الصمود لتوطيد الاستقرار الاجتماعي الذي استطاعت بلاده خلال السنوات القليلة الماضية، ورغم التحديات الكبيرة، أكان خلال جائحة “كورونا” أو التطورات الدولية التي انعكست على الدول كافة، التغلب عليها والمضي في طريق التطور، لأن كما قال الملك إن: “بناء مغرب التقدم والكرامة، لن يتم إلا بمشاركة الجميع، رجالا ونساء”، لذا حرص على النهوض بوضعية المرأة، وفسح آفاق الارتقاء أمامها، وإعطائها المكانة التي تستحقها.
لا يوارب العاهل المغربي الأبواب في الصراحة مع شعبها، فإذا كانت سنة عجفاء، أظهر له المعوقات التي أدت إلى ذلك ووضع الحلول لتلافيها في العام التالي، أما إذا كانت سنة دسمة بالأعمال والإنجازات حدد المعالم الواجب اتباعها من أجل استكمال البناء على ما تحقق.
بفضل تضافر جهود الدولة والقطاعين العام والخاص، تمكن الاقتصاد المغربي من الصمود في وجه الأزمات والتقلبات، وحقق نتائج إيجابية، في مختلف القطاعات الإنتاجية، لأن ثمة قيادة تعمل على التوجيه الأمين لاستمرار النهوض والتمكين، وها هي ثمار ذلك تظهر يومياً في شتى القطاعات.
هذا سر العلاقة بين الحكم والشعب في المغرب، ففي النهاية الجميع سواسية أمام الخدمة الوطنية كل في موقعه، وعلى رأس ذلك ملك صادق، وبهذه الشفافية أيضا، يأتي حرصه على أفضل العلاقات مع الجيران الأشقاء في شمال أفريقيا، والقارة السمراء والعالم العربي، لإدراك الملك محمد السادس أن التكامل أساس النهوض والقوة والصمود.
من هنا تتجدد دعوته الصادقة إلى القيادة الجزائرية للعمل على أن يضع المغرب والجزائر يداً بيد لإقامة علاقات طبيعية بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، ومصير مشترك، إذ أكد الملك محمد السادس أن “كل ما يقال عن العلاقات المغربية- الجزائرية، غير معقول ويحز في النفس، ونحن لم ولن نسمح لأي أحد، بالإساءة إلى أشقائنا وجيراننا”.
لاشك أن العلاقات الطبيعية بين المغرب والجزائر تعود بفوائد كبيرة على البلدين والشعبين وتعزز صمودهما بوجه التطورات الدولية، وهذا موقف مغربي ثابت لم يتغير، فيما المؤلم أن الذين يتغيرون كل أربع سنوات يستثمرون سياسياً بـ”الجسم الدخيل” منذ العام 1994 لتعزيز مركزهم السياسي داخلياً، فيما يعاني الشعب الجزائري كثيراً من ألم الفرقة بينه وبين شقيقه المغربي.
عيد العرش في المغرب هو مناسبة وطنية كبيرة لإعادة تجديد البيعة لملك القلوب محمد السادس الذي غيّر وجه المملكة خلال 22 عاماً.