عثمان الماجد : السعودية: البلد الرائع
لم يأتِ بشيء من عنده وإنما عكس، بصدقه ووفائه للبلاد التي استضافته 21 عامًا، حال واقع المجتمع السعودي بطيبة معشره وحسن تعامله ونبل أخلاقه، ولهذا السبب أنا سارعت بإعادة إرسال فيديو صوتي تداوله الناس على وسائل التواصل الإجتماعي لمن أعرف. وكنت أتمنى لو أن غيري فعل ذلك إكرامًا للسعودية وشعبها الأبي. هذا الفيديو لواحد ممن عملوا في المملكة العربية السعودية وأقاموا فيها ردحًا من الزمن وخبروا مجتمعها وعاشروا ناسها؛ لأن محتوى هذا الفيديو شهادة حق مجردة من كل رغبة أو رهبة نعتز بها نحن محبي السعودية دولة والسعوديين كشعب، ولأن ما فيه من كلمات تنطق بالحقيقة التي يعمل كارهو السعودية على طمسها مدعاة إلى غزو مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الفيديو وأمثاله وإلى الإسهام في نشره بين الناس إعلاءً للحقيقة وتعريفًا بالمملكة العربية السعودية كما عرفناها وأحببناها؛ لنوغر بمثل هذا المحتوى الإعلامي العفوي والصادق صدور كارهي السعودية وناسها ممن اتخذوا من حقدٍ منبعه ثارات إيديولوجية عقيدةً ومبدأً. هذا الفيديو وحده بيّن الفرق الجوهري بين المجتمع السعودي وكارهيه، فالمجتمع السعودي حيّ لم يقف جامدا أبدا أمام حركة التاريخ وكان متفاعلاً وفاعلاً فيه.
المتحدث في الفيديو، وهو ممن عملوا في المملكة العربية السعودية، وهي الدولة التي لها في قلوب الملايين من العرب وغير العرب والمسلمين وغير المسلمين مكانة خاصة لأسباب دينية واجتماعية واقتصادية وسياسية، يقول إن ردود فعل بعضهم تجاه ما تحدث به في فيديوهات سابقة له عن المملكة العربية السعودية تتسم بالسلبية في أغلب الأحيان، وأنه كان يُتهم بأن شهاداته الإيجابية السابقة حول السعودية مشكوك في موضوعيتها ونزاهتها وصدق محتوياتها، وفسر ذلك بأن متهميه والمشككين في صدقه يعتقدون بأن ما قاله في فيديوهاته ما كان غير تعبير عن خوفه وطمعه في السلامة وطلبه للأمان بسبب وجوده هناك بين ظهراني السعوديين وفي كنف الدولة السعودية.
ويؤكد المتحدث بالفيديو موضوع المقال شهاداته السابقة في السعودية وأهلها من جديد بعد أن غادر المملكة العربية السعودية في عام 2021 منهيًا فترة عمله فيها بعد أن أقام هناك أكثر من 21 عامًا؛ ليبين أن ما رسخ في عقله ووجدانه انطباع واحد لم يتغير مفاده أنه قضّى هناك أحلى فترات حياته وأجملها، وأن حديثه مازال يحمل تلك القناعة التي ترسخت إيمانًا بهذا الشعب العربي الأصيل، وأنه خرج بذخيرة يعتد بها في تعامله الاجتماعي مع السعوديين أفرادًا ومؤسسات دولة على مدى 21 عامًا. يخاطب المتكلم في الفيديو بعضا من المشككين أو المُغيبين عن معرفة حقيقة المملكة العربية السعودية وأهلها ليحثهم على زيارة المملكة لمعرفة الحقيقة بمفردهم وليحفز من لم تتح له الفرصة معايشة المجتمع السعودي إلى أن يفعل قائلا في هذا الصدد «ما عليكم إلا أن تجربوا العيش في المملكة العربية السعودية لتعيشوا التجربة وتحكموا بأنفسكم لتقطعوا الشك باليقين». كلام كهذا بدا لي فضلاً عن نبرة الصدق التي طبعته معبرًا – على ما يبدو – عن أن المتحدث في الفيديو قد سئم ممن يهرف بما لا يعرف عن المجتمع والدولة السعوديين، فدعاهم إلى التثبت من صدق أقواله بأنفسهم.
أدرك أن أي كلام إيجابي عن المملكة العربية السعودية يحرك كوامن الغيرة والسخط في قلوب الكارهين للمجتمع السعودي من قوى الإسلام السياسي واليساريين الذين يتوسدون الماضي والدكاكين الحقوقية وأصحاب الأجندات الديمقراطية المشبوهة، لترتطم بعضها ببعض محدثة حالة من الغضب تترجمها هذه القوى السياسية سلوكًا إعلاميًا معاديًا لكل ما هو سعودي، وفي هذا وغيره من العوامل الذاتية والموضوعية ما يبرر كتابتي في موضوع الفيديو الذي لخصت لكم أبرز ما فيه، والذي بإمكاني أن أجزم بأنه لم يكن مصدر سعادة للجماعات التي ذكرت، فعلى مدى سنوات تسبب السعودية أرقا لهؤلاء، فنجاحها يثيرهم وتقدمها يضاعف أزماتهم الفكرية ويفضح انتماءاتهم. السعودية يا سادة تتبوأ الريادة ليس في محيطها الإقليمي فحسب، وإنما على المستوى الدولي، وهذا ما يقلق الجماعات السالف ذكرها، ويجعلهم ضحايا مزيج من الغيظ والحقد والغباء.
لا يعتقدن أحد أن ما أقوله هنا بخصوص التسجيل الفيديوي ناتج عن استغراب من أن أحدًا ما يكيل المديح للشعب السعودي وحكومته، فحقائق الواقع المعيش واضحة للكل وأسباب الاعتداد بهذا البلد المعطاء كثيرة جدا، ولكني أردت أن أوضح أن هناك أناسًا وجماعات وأحزابًا حاقدة لا يسرها سماع مثل هذا الكلام حين يقال في حق المجتمع السعودي الذي يشهد تغييرات صخمة على كل مستوى بفضل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، فهما امتشقا سيف تحرير المجتمع من رواسب الماضي وشرعا بنجاح في وضع عجلة تقدم المملكة العربية السعودية على السكة الصحيحة