رأي في الحدث

محميد المحميد: بيان السعودية.. بيان الحجة والحقيقة

بيان‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬بشأن‭ ‬التصريحات‭ ‬الأمريكية‭ ‬عقب‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬بيان‭ ‬دبلوماسي‭ ‬حكيم،‭ ‬جمع‭ ‬الحجة‭ ‬والمنطق،‭ ‬والقوة‭ ‬والثبات،‭ ‬ويعكس‭ ‬سياسة‭ ‬راسخة‭ ‬تؤمن‭ ‬بأهمية‭ ‬احترام‭ ‬السيادة،‭ ‬كما‭ ‬احترام‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬والتاريخية‭.‬

وقد‭ ‬فند‭ ‬البيان‭ ‬السعودي‭ ‬كل‭ ‬التصريحات‭ ‬الأمريكية‭ ‬غير‭ ‬الموضوعية،‭ ‬وغير‭ ‬الصادقة‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي،‭ ‬باعتباره‭ ‬محاولة‭ ‬مكشوفة‭ ‬ومرفوضة‭ ‬لتصوير‭ ‬قرار‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬‭ ‬خارج‭ ‬إطاره‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ومحاولة‭ ‬لتزييف‭ ‬الحقائق‭ ‬والأوضاع‭ ‬الحاصلة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬جراء‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬وردود‭ ‬أفعال‭ ‬الشعب‭ ‬والمحللين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬الذي‭ ‬حملوا‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬خطأ‭ ‬سياستها‭ ‬ونهجها‭ ‬وتعاملها‭.‬

لقد‭ ‬تعودت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬مصالحها‭ ‬فوق‭ ‬مصالح‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬الجميع‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬لها‭ (‬نعم‭) ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الأضرار‭ ‬والتبعات‭ ‬والتداعيات،‭ ‬فجاء‭ ‬القرار‭ ‬الجماعي‭ ‬التوافقي‭ ‬المستقل‭ ‬من‭ ‬المنظمة،‭ ‬وفق‭ ‬منظور‭ ‬اقتصادي‭ ‬بحت،‭ ‬وبعيد‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬التفسيرات‭ ‬والإسقاطات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬ذهبت‭ ‬إليها‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭.‬

بيان‭ ‬السعودية،‭ ‬أوضح‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع،‭ ‬وللشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬خاصة،‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬تشاورت‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ووجدت‭ ‬أن‭ ‬تأجيل‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬مدة‭ ‬شهر‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬اقتراحه‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬تبعات‭ ‬اقتصادية‭ ‬سلبية،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ادعته‭ ‬التصريحات‭ ‬الأمريكية‭ ‬محاولة‭ ‬لطمس‭ ‬الحقائق،‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بموقفها‭ ‬الثابت‭ ‬والراسخ،‭ ‬والقانوني‭ ‬الدولي،‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬ورفضها‭ ‬أي‭ ‬مساس‭ ‬بسيادة‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭.‬

التصريحات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الخاطئة‭ ‬والمؤسفة،‭ ‬وكما‭ ‬أشار‭ ‬لها‭ ‬البيان‭ ‬السعودي‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تغير‭ ‬من‭ ‬الموقف‭ ‬السعودي‭ ‬الداعم‭ ‬لقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تجاه‭ ‬الأزمة‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬والموقف‭ ‬السعودي‭ ‬الصريح‭ ‬والمعلن‭ ‬بضرورة‭ ‬التزام‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬أمريكا‭ ‬بميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬البيان‭ ‬السعودي‭ ‬أعطى‭ ‬درسا‭ ‬معلنا‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬للإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بأن‭ ‬معالجة‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تتطلب‭ ‬إقامة‭ ‬حوار‭ ‬بناء‭ ‬غير‭ ‬مسيّس،‭ ‬والنظر‭ ‬بحكمة‭ ‬وعقلانية‭ ‬لِما‭ ‬يخدم‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬كافة،‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬السعودية‭ ‬بعمق‭ ‬العلاقات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬السعودية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬للبلدين،‭ ‬والتذكير‭ ‬الحصيف‭ ‬بالمرتكزات‭ ‬الراسخة‭ ‬في‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬والإسهام‭ ‬الفعال‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الازدهار‭ ‬والرخاء‭ ‬لشعوب‭ ‬المنطقة‭.‬

بيان‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭.. ‬بيان‭ ‬الحجة‭ ‬والمنطق،‭ ‬والحكمة‭ ‬والحقيقة،‭ ‬ويستحق‭ ‬كل‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير،‭ ‬والدعم‭ ‬والتأييد‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى