رأي في الحدث

موسى أفشار : شمس الحرية تشرق على إيران

مشاعر الاحباط تظهر على ملامح قادة النظام الايراني عموما، إذ أن طائر الحرية قد حلق حاليا في سماء إيران، ولم يعد بوسع القبضة الدموية للنظام أن تنال منها، وها هو العالم كله يرى ذلك الطائر يصفق بجناحيه مؤذنا بأن الشعب سينفض عن نفسه جلباب الذل والاستكانة لعهد الملالي الظلامي، ويرنو للأفق البعيد ليصنع تاريخا جديدا يتناسب مع ماضيه العريق.
خامنئي الذي يتخبط ونظامه في معمعة ضياع فريدة من نوعها وهو يعمل أقصى مافي وسعه من أجل الامساك بزمام الامور بيد أنه وأجهزته الامنية يعودان دائما بخفي حنين، بعد ظهر النظام على حقيقته الكريهة جدا من حيث ممارسته الكذب بأغبى أشكاله، إذ لطالما أعلنا عن نهاية الانتفاضة، وإن النظام قد استعاد رباطة جأشه، لكن ليس في اليوم التالي، بل وحتى إن حبر الخبر المذاع بهذا الصدد لم يكد يجف حتى يهز قلاع النظام رعد وصواعق الانتفاضة في شوارع طهران ومدن إيران الاخرى!
إنه فجر الحرية التي حاول النظام تكبيلها بآلاف القيود، ووضعها خلف آلاف السجون عنوة، الحرية التي تصوروا أنها مجرد ذكرى بعد تعليقهم لأكثر من 120 ألف عاشقا لها على أعواد المشانق.
الحرية التي تصوروا أن سفاحين بإمكانهم حبس أنفاسها وجعلها أثرا بعد عين، لكنهم لم يدركوا أن الحرية أسطورة وأيقونة لا يمكن أبدا العبث بها والنيل منها، ولهذا فإن الانتفاضة عندما تفتح أبواب شهرها الرابع بكل زهو واباء، فإن وهج الحرية الذي يشعشع من فوق قمم جبال إيران هي التي تحض عشاقها على معانقتها وتمزيق جلباب ولاية الفقيه الذي هو في واقع وحقيقة أمره جلباب الشر والشؤوم.
العالم كله ينظر بوقار الى اندفاع الشعب الايراني من أجل الحرية والكرامة، وإنهاء ليل الظلم والاستبداد والقمع، وها هو النظام وبعد مؤتمر واشنطن الذي أعلن دعمه وتأييده لنضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية، والذي أصاب النظام في الصميم، وجعله يصرخ من شدة الالم، يجد نفسه أمام مجلس النواب الهولندي يدعو إلى إدراج قوات حرس نظام الملالي في قائمة الإرهاب. كما أنه يصطدم أيضا بدعوة العشرات من نواب البرلمان الايراني المؤيدين لانتفاضة الشعب، هم يدعون الى إدراج قوات الحرس للنظام الإيراني في قائمة الإرهاب، بل إن النظام يشعر باليأس والقنوط أكثر عندما يستمع الى التصريح غير العادي لنائب وزير الخارجية البريطاني، الذي قال فيه إن”شرعية النظام الإيراني تنهار ليس كل يوم، بل كل ساعة”. نعم ليس هناك شرعية أبدا للاستبداد والديكتاتورية المجرمة تحت أي غطاء، أو أي مسمى كان، وقد آن أوان شروق شمس الحرية على إيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى