فتوى من رحم الزلزال حول زواج القاصرات تثير سخطا في تركيا
أثارت مؤسسة ‘ديانت’ أعلى هيئة دينية تركية جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي وفي المجتمع التركي بعد أن أصدرت بيانات أجازت فيها زواج القاصرات من الأيتام ضحايا الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وسوريا وخلف نحو 46 ألف قتيل، فيما يأتي ذلك وسط تساؤلات حول مصير المئات من الأطفال ممن نجوا من الكارثة.
وتقول تقارير إن مئات من الأيتام القصّر أودعوا مراكز وجمعيات حكومية وغير حكومية في انتظار هدوء الفوضى التي خلفتها الكارثة وخروج الحكومة التركية من حالة الإرباك في التعامل مع أسوأ زلزال ضرب البلاد.
وتمتلك ‘ديانت’ نفوذا واسعا وسلطة وصلاحيات كبيرة وتخصها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان بتمويلات ضخمة بينما تحولت من مؤسسة دينية إلى إمبراطورية اقتصادية، فيما يعتبرها محللون ذراعا من اذرع النظام وأداة للتمدد داخليا وخارجيا.
لكن الجدل الذي أثارته يذهب ابعد من مجرد دورها الديني والسياسي إلى شأن مجتمعي يفترض أنه هدأ من سنوات فيما يتعلق بزواج القاصرات أو بتزويج القاصرات بغض النظر عن الظرف الاستثنائي الحالي الذي أفرزه زلزال 6 فبراير.
وفي خضم السجال الذي فجرته خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، شن الكاتب والصحفي التركي فاتح التايلي هجوما عنيفا على ‘ديانت’ قائلا “أنتم منحرفون، اذهبوا وادخلوا صناعة الإباحية”.
وبحلول اليوم الثالث عشر من الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.7 و7.6 درجات والذي اعتبر بمثابة ‘كارثة القرن’ وبينما ارتفعت حصيلة القتلى إلى أكثر من 40 ألف قتيل، صدر عن ‘ديانت’ بيانات مثيرة للجدل والسخط في آن واحد حول الأيتام من الناجين من الزلزال.
وردت ‘ديانت’ عن أسئلة حول تبني أطفال من الناجين من الزلزال وجواز الزواج من قاصرات، بأن التبني لا يجوز كما لا يجوز أن يكون المتبنى وريثا ولا يوجد عائق يحول بين زواج المتبني بالمتبنى.
وفيما تحولت هذه الإجابات إلى موضوع ساخن على وسائل التواصل الاجتماعي، حذفت ‘ديانت’ بياناتها قبل أن تعود لتصدر بيانا جديدا تدعم فيه ما ذكرته في البيانات السابقة، من بينها أحكام تشير إلى ضرورة أن لا تكون العلاقة بين الطفل وبين الأسرة الحاضنة “حميمية”.
وقال الصحفي التركي فاتح التايلي ردا على ذلك “حسنا، نحن نتفهم أنك منحرف حقا، فماذا تفعل في مؤسسة مثل ديانت. منحرفون. اذهب وادخل صناعة الإباحية. لا تلوث المؤسسة التي أنشأها أتاتورك لإعطاء المعرفة الدينية المناسبة للأمة بك خيال منحرف”.
وفي الأيام الماضية، ترددت مزاعم بأن الأطفال الذين نجوا من الزلزال ولكن لم يتم التعرف على أقاربهم تم تسليمهم لجمعيات وطوائف.
ووضعت وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية حدا للادعاءات بأن الأطفال الذين لم يتم العثور على عائلاتهم والذين نجوا من الزلزال تم تسليمهم لجمعيات. وأدلت دريا يانيك وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية، ببيان توضحي.
وأعلنت الوزيرة أنه تم تحديد 1838 طفلا وأنه تم تسليم 1286 منهم لأسرهم بعد التحقق من هوية المتقدمين، مضيفة أنه “تم نقل الأطفال البالغ عددهم 85 طفلا إلى مؤسسات الرعاية من قبل وزارتنا بعد علاجهم. من ناحية أخرى، يتم متابعة عملية العلاج المستمرة لأطفالنا البالغ عددهم 467 في المستشفيات. لدينا 1625 طفلا تم التعرف على هوياتهم و 213 طفلا لم تُعرف هوياتهم”.
وقالت دريا يانيك “إنه مثال كامل للتضليل. لا جدوى من التلاعب بحساسيات الأمة في وقت تكون فيه الأمة في مثل هذا الوضع. لا فائدة من استفزاز مخاوف المجتمع فلا مجال لتسلم الدولة أو تتخلى عن أي طفل خرج من الزلزال، إلى غير المؤسسة العامة”.