حسن علي كرم : اضع يدي على قلبي كلما سمعت ترسيم الحدود الكويتية
تنشغل الكويت هذه الايام بموضوع خطير، بعيداً عن الاضواء و ضوضاء الاعلام، وهو رسم الحدود مع كل من الجارتين الاقوى،اللتين تقدر مساحة كل منهما عشرات المرات من مساحة الكويت، وما زال الظلم والابتزاز مستمرين. فالعراقيون كلما ذكر حديث الحدود وضعوا عيونهم على جزيرتي وربة وبوبيان زاعمين انهما عراقيتان مرة، او مجالهم البحري ضيق مرة ثانية، فمسألة الجزيرتين كانتا مثل مسمار جحا.
العراقيون منذ العهود الملكية كانوا يعلمون ان الاستيلاء على الجزيرتين هو معناه ضم الكويت، واختفائها من على خريطة المنطقة والعالم، اما الغزو العراقي في اغسطس 1990 كان النهاية التي رسموها لاطماعهم، لكن خاب ظنهم، وانكسرت شوكتهم بارادة الله و بمؤازرة الاصدقاء ودعاة الحق، ومحبي السلام، ولا يحيق المكرم السيئ الا بأهله.
اما حدودنا مع الجارة الاكبر ايران فتنحصر (ربما) على حقل الدرة، وهو حقل نفطي وغازي مشترك ثلاثي كويتي -سعودي- ايراني، تأتي المفاوضات بين الكويت وهي تعاني مرارة تدخلات واختراقات الحدود وتسلل قوارب الصيد الايرانية والعراقية ومهربي المخدرات الى داخل المياه الكويتية القريبة لليابسة، ثم يدعون انهم داخل حدودهم، وان الشرطة الكويتية اعتدت عليهم!
لم تظلم دولة في كل العالم مثلما ظلمت الكويت، ليس في حدودها فقط، بل في ارزاقها ومياهها واراضيها ونفطها، فالكويت كانت تنظر الى جيرانها باخلاق الجيرة، وانه لا يجوز الا التعامل بقول الله ورسوله الذي وصى على حسن جوار، لكنها في المقابل خسرت نفسها وحقها على حساب الاخلاق وحسن الجوار!
في سنة 1993 جاءت لجنة اممية مكلفة من قبل مجلس الامن لتحديد الحدود المشتركة بين الكويت والعراق، هذه اللجنة التي تشكلت من الكويت والعراق (طرفي النزاع) وخبراء دوليين، لم يكونوا منصفين، ولا حياديين، ولا قانونيين، فقد استقطعوا اراضي ومياهاً من الكويت ومنحوها الى العراق، وقد وافقت الكويت على الترسيم الجديد الظالم فقط لتكف شرهم، واطماعهم، ورغم الظلم الذي وقع على الكويت، لا سيما ان جاء ذلك بعد الغزو العدواني، لكنها وافقت على مضض، ورغم ذلك لا يزال العراقيون، والى يومنا هذا يزعمون انهم ظلموا، اي لا تزال اطماعهم في الكويت مستمرة، ولا يزالون يتعدونها!