الرئيس التونسي يدعو دولا وجهات أجنبية للكف عن تدخلها السافر في الشؤون التونسية..ويرفض التدخل الأجنبي في قضية حبس الغنوشي
عبر الرئيس التونسي قيس سعيد الخميس عن رفضه القاطع لأي تدخل أجنبي في شؤون بلاده وخص بالذكر انزعاج بعض العواصم الغربية وجهات أجنبية “بسبب إيقاف من دعا إلى حرب أهلية” في أوضح إشارة إلى ايداع رئيس حركة النهضة الإسلامية رئيس البرلمان المنحل راشد الغنوشي السجن بتهمة التحريض على الاقتتال.
وقال سعيد في أول تعليق له على إيقاف الغنوشي وقرار إيداعه السجن “تم تطبيق القانون من قبل قضاة شرفاء.. نحن لم نعتقل شخصا من أجل رأي أبداه أو موقف اتخذه”.
وتابع “ما معنى أن يعبروا عن انزعاجهم من إيقاف شخص ولم ينزعجوا عندما تم ذبح 13 جنديّا خلال شهر رمضان وقت الإفطار أو عند تفجير حافلة الأمن الرئاسي”. وكان يشير بذلك إلى اثنين من أكبر العمليات الإرهابية التي شهدتها تونس خلال حكم حكومة الترويكا التي قادتها حركة النهضة الإسلامية في العشرية الماضية عقب ثورة يناير/كانون الثاني 2011.
واعتبر الرئيس التونسي أن هذا التدخل السافر في الشأن الداخلي لتونس غير مقبول. وقال “نحن دولة مستقلة ذات سيادة ولا نسمح بتدخل أحد وتاريخنا في النضال من أجل الحقوق والحريات أعمق بكثير من تاريخ عديد الدول ومع ذلك لم نبد انزعاجنا عندما تم اعتقال أشخاص في عدة عواصم لأنه شأنهم الداخلي”.
ذكّر تلك القوى التي عبرت عن قلقها من إيقاف رئيس حركة النهضة أو آخرين يجري التحقيق معهم في شبهة التآمر على أمن الدولة، بأن “تونس ليست دولة مستعمرة أو تحت الوصاية”، مضيفا أن “من انزعج لأن صداقة تربطه بشخص معين فصداقته في إطار والدولة في إطار آخر ولن نقبل بذلك”.
ودعا كذلك تلك القوى إلى التوقف عن التدخل في شأن بلاده قائلا “لسنا تلاميذ ننتظر دروسا تأتينا من أي جهة.. ومن يعتقد أن هناك ترتيبا تفاضليا للدول فهو واهم، الشعب التونسي لن يفرط في سيادته أبدا وسنواصل مسيرتنا لتحقيق الأهداف المرسومة”.
واعتقال الغنوشي على خلفية تصريحات قال فيها إن تونس بلا إسلام سياسي ولا يسار يعني حربا أهلية، في إشارة واضحة إلى أن حزبه حزب إسلامي على عكس الادعاء السابق الذي قالت فيه النهضة إنها حزب مدني بمرجعية إسلامية، كان أكثر القرارات حزما منذ اعتقلت السلطات التونسية قبل فترة عددا من الشخصيات بينهم سياسيون ورجال أعمال بتهمة التآمر على أمن الدولة والوقوف وراء اختفاء سلع أساسية من السوق المحلية لإحداث فوضى اجتماعية وتأليب الرأي العام على السلطة وتهديد السلم الاجتماعي.
وكان قاضي التحقيق أصدر الثلاثاء قرارا بإيداع الغنوشي في السجن بشبهة التآمر على أمن الدولة وذلك وسط انتقادات دولية واسعة من الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد عبر عن انزعاجه من اعتقال الغنوشي. وقال إن بلاده تجري اتصالات مع الجانب التونسي في هذا الشأن لكنها لم تتمكن من التواصل مع الجهات الرسمية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد عبر عن انزعاجه من اعتقال الغنوشي. وقال إن بلاده تجري اتصالات مع الجانب التونسي في هذا الشأن لكنها لم تتمكن من التواصل مع الجهات الرسمية
وكان قد تحدث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن جهود يقوم بها من اجل حث السلطات التونسية على إطلاق سراح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي تم إيقافه وعدد من قيادات الحركة الإسلامية إضافة إلى غلق مقراتها في عدد من الولايات مشيرا الى انه فشل في التواصل هاتفيا مع السلطات التونسية فيما يبدو انها محاذير تركية في التعاطي مع ملف الايقاف مع جهود انقرة لتصفير مشاكلها الخارجية والنأي بنفسها عن دعم بعض الحركات الاسلامية.
وأكد اردوغان الذي تربطه علاقات وثيقة مع الغنوشي في حوار أجراه مع قناة ” تي ار تي” مساء الثلاثاء انه حاول التحدث مع السلطات التونسية لنقل مخاوفه حيال توقيف رئيس حركة النهضة.
وأوضح ان “الإدارة الحالية في تونس أوقفت أخي الغنوشي. لم نتمكن بعد من التواصل مع السلطات في تونس عبر الهاتف لكننا سنواصل محاولة الوصول إليهم. وفي حال تمكنا من الحديث معهم، سنخبرهم بأننا لا نرى هذا (توقيف الغنوشي) مناسبا”.
ويبدو ان تصريح اردوغان كان رفعا للملامة لا غير خاصة وان انقرة سعت مؤخرا لتجاوز حالة البرود في العلاقات مع نظام الرئيس قيس سعيد من خلال لقاء جمع السفير التركي التركي كاجلار فهري شاكيرالب برئيس البرلمان الجديد ابراهيم بودربالة هذا الشهر وطرحت انقرة دعم تونس اقتصاديا.
وقامت قوات الأمن الاثنين قبل وقت وجيز من موعد الإفطار بمداهمة منزل الغنوشي واقتياده الى احد الجهات الأمنية للتحقيق معه وذلك بسبب تصريحه في اجتماع لجبهة الخلاص قال فيها ان “تونس من دون الإسلام السياسي أو اليسار هو مشروع حرب أهلية. هذا إجرام”. واصفا انصار الرئيس قيس سعيد بالإرهابيين.
وأضاف “ينبغي أن يحتد الخطاب والإدانة لكل من تورط في هذه الفضيحة (في إشارة إلى دعم ما يصفه بالانقلاب). الانقلابات لا يحتفى بها، الانقلابات تُرمى بالحجارة. أشد المنكرات هو الاستبداد”