سطام أحمد الجارالله : بشار الأسد في قمة جدة… السعودية ملاذ العرب الآمن
لا يمكن الحديث عن القمة العربية، التي عقدت يوم الجمعة الماضي، من دون الاشارة الى سعي المملكة العربية السعودية الى العمل بقول الله سبحانه وتعالى: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ”، لانها تعمل وفق رؤية اساسها تصفير المشكلات والازمات العربية، لان الاستقرار اساس التنمية التي يطمح اليها كل عربي.
على هذا الاساس كان الجهد الذي بذله ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، الامير محمد بن سلمان في انجاح القمة، لانه ادرك منذ البدء ان التنمية في العالم العربي لا يمكن تتم الا من خلال الاستقرار والعلاقات السوية والصحية بين الجميع، وان المستقبل لا يمكن ان يكون مزدهرا في ظل الازمات التي يعج بها العالم العربي، وما تركته من تبعات طوال العقود الثلاثة الماضية، وان يكون الجميع رابحا افضل بكثير من خسارة فريق بنقاط وربح اخر عليه.
لقد توج العام الحالي بسلسلة من الجهود والنشاطات الكبيرة، أكان على صعيد التنمية الداخلية، وترسيخ الاستقرار الاجتماعي في المملكة، او على الصعيد الاقليمي عبر الاتفاق مع ايران، وتفكيك بؤر التوتر التي صنعتها طهران منذ اربعة عقود، خصوصا بعدما ادركت القيادة الايرانية ان لا حل في الاقليم الا من خلال الاتفاق مع السعودية، بوصفها الحاضنة العربية والاسلامية، وان الاستقرار في العلاقات معها لا شك ينعكس على بقية الاقليم.
في القمة العربية الاخيرة كانت هناك جملة من الملفات التي عملت عليها الرياض، وبجهود الامير محمد بن سلمان، نجحت في حلحلتها، والاهم فيها عودة سورية الى الحضن العربي، ضمن حزمة من الاجراءات التي لا شك ستؤدي الى مزيد من الاستقرار الاقليمي.
عودة سورية الى الجامعة يمكن اعتبارها حجر زاوية في العمل العربي المشترك، وتفعيل الاتفاقات التنموية الاقليمية كافة التي وضعت على الرف طوال العقد الماضي.
هذا الجهد يسجل للقيادة السعودية، والامير محمد بن سلمان، وفي الوقت نفسه يسجل للقيادة السورية التي لاقت العرب في منتصف الطريق، وتأكيد الرئيس بشار الاسد في كلمته امام القادة ان “ماضي سورية وحاضرها ومستقبلها هو العروبة، وان انتماء سورية العربي ثابت لا يتغير”، لا شك ان هذا الموقف يعبر عما يكنه كل سوري للامة العربية، التي لا يمكن ان تكون بخير الا اذا كانت دولها كافة بخير.
من نافلة القول ان القمة الاخيرة منعطف كبير في العلاقات العربية – العربية، ويجب ان تستمر الجهود في تنقية الاجواء العربية، ولا شك ان السعودية بمكانتها الكبيرة، اقليميا ودوليا، وقبل كل شيء عربيا، قادرة على تأدية هذا الدور وبنجاح كبير في ظل رؤية تتسم بالعمل من اجل المستقبل.