ترامب سيعود لرئاسة أمريكا في 2024.. “الإيكونومست” تُفجر مفاجأة
توقّع تحليل مُطول لصحيفة “الإيكونومست” عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، فُرص المرشحين للوصول إلى البيت الأبيض. ورجّحت المجلة في افتتاحيتها أن يفوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالرئاسة مجدداً. مُشيرة بالترتيب للعوامل التي قد تساعده على هزيمة الرئيس الحالي جو بايدن رغم كلّ القضايا الجنائية التي يواجهها.
وأوضحت الإيكونومست أن “الأحزاب السياسية لا تتمسك عادة بالخاسرين”، حيث قاد ترامب الجمهوريين إلى الهزائم في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018، والانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وقالت إنه بعد أن شجّع أنصاره على “وقف السرقة” اقتحم بعضهم الكونغرس، ما أدى إلى وفاة ضابط شرطة بسكتة دماغية. وبعد ذلك أصبح مداناً بالاعتداء الجنسي أيضاً. ولكن هل سيرشّحه الحزب الجمهوري حقاً مرة أخرى؟ والجواب هو نعم على الأرجح”.
أشارت المجلة الأمريكية إلى أنه “في عامي 2016 و2020، كان من المنطقي التفكير في حركة ترمب على أنها استيلاء عدائي على الحزب. لكن في عام 2023 لم تعد كذلك، حيث إن ترامب -اليوم- هو المرشح الأول للحزب، لأن نسبة كبيرة من الجمهوريين تحبه حقاً. وقد وضع أنصاره أياديهم على اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري منذ ست سنوات وحتى الآن”.
وأضافت أن انتخاب أكثر من نصف الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب لأول مرة منذ عام 2016، كان برعاية من ترامب، حيث استقال أو تقاعد معظم الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ الذين رفضوا عقد سلام معه. ومن بين أعضاء مجلس النواب العشرة الذين صوّتوا لعزل ترامب في يناير 2021، لا يزال هناك اثنان فقط”.
وتابعت : “ أن حملة ترامب منظمة بشكل أفضل مما كانت عليه في 2016 أو 2020”.
يكشف تحليل المجلة للانتخابات التمهيدية مدى صعوبة التغلب على ترامب، حيث إن لديه تقدماً كبيراً على منافسيه، وتشير استطلاعات الرأي التي أجرتها YouGov لصالح مجلة The Economist أن الناخبين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري يفضلون ترامب على رون ديسانتس بنسبة 33 نقطة مئوية. كما أن لديه تقدّماً كبيراً في التأييد من الجمهوريين المنتخبين والتي عادة ما تكون مؤشراً جيداً.
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2016، وهي المرة الأخيرة التي خاض فيها ترامب انتخابات تمهيدية، فاز في الانتخابات التمهيدية المبكرة بدعم أقل بكثير مما يحصل عليه الآن.
ومع ذلك، تقول المجلة، لا يزال هناك ناخبون جمهوريون يودون الحصول على بديل، حيث إن حصة ترامب البالغة 58% في الاستطلاع تعني أن ما يقرب من نصف الناخبين الأساسيين منفتحون لاختيار شخص آخر.
إلى ذلك، تشير التقديرات التي وصلت إليها الإيكونومست إلى صعوبات تنسيق المعارضة ضد ترامب بشكل كبير. ويقول الأشخاص المقربون من حملة ترمب سراً إنه “كلما زاد عدد المرشحين الذين يدخلون الانتخابات التمهيدية كان ذلك أفضل لمرشحهم”.
وعلى صعيد متّصل، أوضح التحليل أن الطريقة التي يتقاطع بها التقويم الخاص بالانتخابات التمهيدية مع جلسات المحاكم للنظر بالقضايا القانونية المرفوعة ضد ترامب هي بمنزلة كابوس بالنسبة للأعضاء الجمهوريين المعارضين لترامب لما لها من دور في زيادة شعبيته.
حسب تحليل المجلة “قد يعتقد بعضهم أنه في هذه المرحلة، سيتخلى الناخبون عن ترامب بأعداد كبيرة. ولكن عندما وجدت هيئة المحلفين، في وقت سابق من هذا العام، أنه اعتدى جنسياً على امرأة قبل 30 عاماً، لم يكن للحكم تأثير ملموس على أرقام استطلاعات الرأي الخاصة به”.
وقالت: “اتضح أن ترامب بارع في إقناع الناخبين الجمهوريين بأنه الضحية الحقيقية”.
وعلى الجانب الآخر من الانتخابات، ذكر التقرير أن بايدن يتمتع “ببعض نقاط القوة التي لا تحظى بالتقدير، لكن إذا دخلت البلاد في حالة ركود، فإن فرص ترامب سترتفع”.
وأوضح أن “كل هذا يعني أنه يجب أن يأخذ الجميع على محمل الجد احتمال أن يكون الرئيس القادم لأميركا شخصاً يقسم الغرب، ويسعد فلاديمير بوتين، ويقبل بنتائج الانتخابات فقط في حالة فوزه”.
في خطوة متوقعة، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن نيّتَه خوض السباق الرئاسي لعام 2024، معتبراً أنه مستعدّ لمواجهة أي منافس من الحزب الجمهوري، بما في ذلك دونالد ترامب الذي هزمه في عام 2020.
وقال بايدن في مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي على تويتر، إنه يرى في هذا التحدي فرصة لإثبات قدرة الديمقراطية على حل المشاكل التي تواجه الشعب الأمريكي والعالم. وأضاف أنه يعتمد في حملته على إنجازات إدارته في مجالات مثل مكافحة جائحة كورونا وإعادة بناء الاقتصاد والتصدي للتغير المناخي والترويج لحقوق الإنسان.
أشار بايدن إلى أنه يحظى بدعم كامل من نائبته كامالا هاريس، التي وصفها بأنها شريكة قوية وفعالة في قيادة البلاد. وحثّ بايدن أنصاره على التسجيل في قوائم الناخبين والمشاركة في التصويت، مؤكّداً أنّ كلّ صوت يهمّ ويُحدث فرقاً. وختم بايدن رسالته بشعار حملته: “فلنُنجز المهمة”.