الجزائر: قتل الأطفال لاستغلالهم في السحر الأسود جريمة مزدوجة
بعد أن طغى الانتقام والغيرة والاعتداءات الجنسية على جلّ حوادث الاختطاف التي تعرّض لها أطفال الجزائر مؤخّرا، تبيّن أن لأعمال السحر والشعوذة يد أيضا في انتهاك البراءة، حيث تعرّض عدد من الأبرياء إلى الاختطاف والاعتداء بغرض الاستغلال في أعمال الشعوذة وأذيّة الناس في زمن تراجعت فيه القيم وماتت ضمائر الناس للأسف.
بعد الصدى الكبير الذي أثارته قضية اختفاء الطفل ياسين بتيسمسيلت والعثور عليه بعد 36 ساعة وهو يصارع الموت نتيجة تعرضه لطعنات في أماكن متفرقة من جسده سببت له نزيفا حادا، حيث تم تداول أخبار صادمة تفيد بإيداع أفراد من محيط عائلة الطفل الحبس المؤقت من بينهم الأب والعم، كما أشارت بعض المصادر إلى أن الطفل تم استغلاله في ممارسة طقوس تتعلق باستخراج كنز من المنطقة، حيث تم الاعتداء عليه بطعنات في جسده لاستخراج كمية من الدم وتحقيق شروط الشعوذة، ليتم بعدها تركه بإحدى الشعاب ليلا وهو يصارع الموت. ظهرت قضية أخرى شبيهة لسابقتها بولاية بشار، فبعد اختفاء الطفل أحمد ياسين صاحب الست سنوات ظهرت جثته منزوعة الأطراف، وهو أمر دفع جهات التحقيق إلى ترجيح إمكانية وجود مشعوذ رجل في القضية، لاسيما أن سهام التحقيق تم توجيهها مبدئيا إلى سيدة وبناتها ليسوا من أهل القرية، وهذا لتوفر عدة قرائن إدانة ضدهن، من بينها تتبع الكلب البوليسي لآثار الطفل ووصوله بعناصر التحقيقات إلى المنزل، فضلا عن الاضطراب في تصريحاتهن.
أكد رئيس شبكة “ندى” للدفاع عن حقوق الطفل عبد الرحمن عرعار في تصريح لـ “الحوار” حول اختطاف وقتل الأطفال بغرض أعمال السحر والشعوذة أن دوافع اختطاف الأطفال كثيرة ومن الممكن أن تظهر سيناريوهات أخرى بخصوصها، مشيرا إلى أن تدهور العلاقات الاجتماعية سبب هام من أسباب الاعتداء على الأطفال، كما أنها السبب الرئيسي للقيام بأعمال السحر أيضا والتي يرغب من خلالها بأذية الغير بدافع الغيرة والانتقام وغيره، فلو كانت العلاقات الاجتماعية مبنية على الاحترام والمودة لما شهدنا حوادث مماثلة تجسد ظلم الناس لبعضهم البعض من خلال السحر والشعوذة، خصوصا وأن أطفال ورضع باتوا يتعرضون لهذه الأعمال، وأشار رئيس شبكة “ندى” إلى أن العودة إلى القيم والسكينة ورفع منسوب الوعي واليقظة بين أفراد المجتمع ضرورة لردع الجريمة ونبذ الجهل، كما نبه إلى ضرورة تسليط عقوبة الإعدام وتطبيقها على قاتلي الأطفال، فضلا على ضرورة التكفل الحقيقي بالضحايا.
وفي ذات السياق، أشار ذات المتحدث إلى تعرض بعض الأطفال إلى عنف قوي داخل المحيط الأسري، موضحا بأن الشبكة استقبلت مؤخرا حالة قيام أب بضرب ابنه البالغ من العمر خمس سنوات ضربا شديدا، كما أنه قام بطرده من البيت، ويقوم ذات الشخص بضرب زوجته وابنته البالغة 3 سنوات باستمرار أيضا، وعليه يطالب عبد الرحمن عرعار بضرورة التدخل قبل فوات الأوان في حالات مماثلة وعدم الانتظار حتى وقوع حادثة قتل. وبخصوص جديد شبكة “ندى” فقد أكد المتحدث بأنهم بصدد تحضير أنشطة واستراتيجيات لتقييم واقع الطفل بالجزائر.
أوضح رئيس نقابة الأئمة الشيخ جلول حجيمي في تصريح لـ “الحوار” أن قتل النفس وسفك الدماء أمر مذموم وسيئ ومن الكبائر، لقول الله تعالى “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”، مشيرا إلى أن اقتران القتل بالإجرام وممارسة السحر والشعوذة دليل على أن المجتمع في انهيار وتدهور، والحل لمكافحة الأمر يكمن في استنهاض الهمم عبر المساجد والزوايا والجامعات وغيره، لأن السحر يهتك عقول الناس وصميمهم، والسحر الأسود الذي تستعمل فيه أطراف الأطفال وجماجم الموتى خطير جدا وقد يؤدي إلى موت الشخص المسحور به.
*الحوار