رأي في الحدث

حمد سالم المري : محاولات تعكير صفو العلاقات بين الكويت ودول الخليج

نشطت في الآونة الأخيرة في قنوات التواصل الاجتماعي حسابات مشبوهة لتعكير صفو العلاقات الشعبية بين الكويت ودول الخليج العربية، وللأسف انجرف معها كثير من مستخدمي هذه القنوات، سواء بقصد، أو من دون قصد.
بعض هذه الحسابات، تترصد لأي فعل أو قول يصدر من شخص خليجي، فتنفخ فيه، وتصوره للشعب الكويتي على أنه تعمد إساءته، وإساءة دولته.
وقد يكون هذا الشخص الذي صدر منه هذا القول أو الفعل نكرة، ليس معروفا، أو أنه مريض نفسي، يشعر بالغرور، ويحاول إظهار نفسه أنه ذو علم، فاهم في كل شيء، أو أنه صدر منه هذا الأمر بعفوية من دون قصد.
أثناء أزمة العلاقات بين المملكة العربية السعودية، وقطر، هبت بعض الحسابات في قنوات التواصل الاجتماعي لتعكير صفو علاقات الشعب الكويتي ضد الشعب السعودي، أو ضد الشعب القطري، وقد دخلت قنوات إخبارية خليجية على هذا الخط، فحاولت اشعال الفتنة بين الشعب الكويتي وشعبي هذين البلدين.
وقبل ذلك، حاولت هذه القنوات الإخبارية، وبعض حسابات قنوات التواصل الاجتماعي، إشعال نار الفتنة بين الشعب الكويتي والشعب الإماراتي، بعدما القت الإمارات القبض على شبكة “الإخوان المفلسين” التي كانت تخطط لعمل إجرامي، وهروب البعض منهم.
وقد تصدرت حسابات “الإخوان المفلسين” في الكويت هذه الحملة محاولة زرع الفتنة بإظهار الإمارات أنها تحارب الدين الإسلامي، لأن “الإخوان” يرون أن الإسلام مرتبط بهم فقط، ومن يحاربهم يحاربه.
كما ظهرت محاولات لزرع الفتنة بين الشعب الكويتي والشعب البحريني إبان أحداث الشغب في البحرين، تزعم هذه الحملات الليبراليون و”الإخوان المفلسون”، ومن يوالون “حزب الله” سياسيا.
ولا تزال هذه المحاولات مستمرة، وهي ترتكز حاليا على تعكير صفو العلاقات بين الشعبين الكويتي والسعودي، وازدادت هذه المحاولات بعد الخطوات التطويرية التي خطتها المملكة العربية السعودية في جميع المجالات، وبخاصة بعد التقارب السياسي بينها وبين إيران.
فقد صورت هذه الحملات ما فعلته السعودية من تطوير أنها خلعت عباءة الإسلام، وتزعمت هذه الحملات كعادتها جماعة “الإخوان المفلسين”، التي غضت الطرف عما تراه في تركيا من ترخيص لبيوت الدعارة، وبيع الخمور، ووجود علاقات سياسية وامنية واقتصادية وثقافية بينها وبين إسرائيل، وصفها اتباع هذه الجماعة أنها دولة الخلافة، وأن رئيسها خليفة المسلمين.
هذه الحملات قد يراها البعض مجرد مزح بين المغردين في قنوات التواصل الاجتماعي، مثل ما حدث فيمن انتقد طحين مطاحن الدقيق الكويتية، وأطلقوا عليها “معركة الطواحين”، ولكن هناك من يتبنى مثل هذه الحملات، ويغذيها من الطرفين، يهدف إلى النفخ فيها، وتهويلها، وربطها بأحداث قديمة، من أجل تعكير صفو العلاقات.
وهناك من ينبش في التاريخ بهدف ظاهري أنه يروي التاريخ، سواء أكان ذلك صحيحا أم لا، إلا أن البعض يستخدم هذا الأمر لتعكير صفو العلاقات، لوأد هذه المحاولات، والكف عن نبش التاريخ ونشره، لأننا أبناء اليوم، ونتطلع للمستقبل.
فالتمسك بالتاريخ هو السبب الرئيس لتوقف التنمية لدينا، وتأخرنا عن ركب تطور دول الخليج العربية، فالتاريخ يدرس لكي نرتكز عليها للتطوير وليس للنبش والنشر من دون فائدة. كما يجب عدم المشاركة في أي حملة من شأنها تعكير صفو العلاقات بين الشعب الكويتي وبقية شعوب دول الخليج العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى